محمد تعلب

احداث مصر

المواجهة مع اسرائيل.. وسيناريو 67

منذ عودة سيناء لاحضان الوطن ونسمع عن برامج تنميتها وتوطين ملايين البشر بها حتي ضاقت أراضي سيناء بهم وتحولت قمم جبالها لمساكن ومنتديات سياحية وتغير لون السماء بها إلي الأسود من كثرة عوادم المصانع وحركة السفن والطائرات والنهضة الصناعية التي تعيشها علي الورق وفي خطط الوزارات المتعاقبة التي لم تظهر منها شيء للواقع.. وهو وضع شتان ما بينه وبين الإجراءات علي الطرف الثاني.
فإسرائيل اتخذت كافة الإجراءات للدخول في مواجهة عسكرية مع الدول العربية وفي مقدمتهم مصر حيث عززت وجودها العسكري علي الحدود بعد الثورة المصرية وحصلت علي أحدث الأسلحة واقامت قواعد الصواريخ وغيرها ورفضت تخفيض ميزانيتها العسكرية في ظل الأصوات الإسرائيلية التي تنادي بتكرار سيناريو 67 وإعادة احتلال الأراضي العربية التي تنازلت عنها بعد حرب أكتوبر واتفاقيات السلام والتي يقودها حاخامات وقادة عسكريون مثل رئيس الأركان بيني جانتس الذي أكد أنه بإمكان إسرائيل إعادة الاوضاع إلي حرب 67 في ظل تخوفه من الديمقراطية المصرية الوليدة..وفي المقابل اكتفينا نحن بإعادة تصريحات ما قبل النكسة من إلغاء معاهدة السلام وقتل إسرائيل ووقف كافة التعاملات معها وتحريم السياحة مصدر الرزق الوحيد الذي يجذب المصريين للسفر والعمل في سيناء وكان ذلك هو السلاح الذي ينهي وجود إسرائيل ويعيد القدس.
حقيقة ان الإجراءات التي بدأتها حكومة الدكتور الجنزوري لاعمار سيناء هي خطوات تثمن إذا نفذت واصبحت حقيقة ولم تصل إلي اخواتها من خطط سابقة في ارشيف مجلس الوزراء فالخطط التي وضعتها الحكومات المصرية كثيرة لتنمية سيناء وإنشاء مناطق اقتصادية واعدة في عدد من المناطق خاصة خليج السويس وشرق التفريعة وتنمية جنوب الوادي والساحل الشمالي وغيرها وكل هذه الخطط أصيبت بالجمود وبقيت مصر كما هي شوارع ضيقة بالقاهرة الكبري تتكدس بها البشر ومقاهي يفني فيها عقول الشباب وبطالة أصابت كل البيوت ونهب للثروات وتحول مصر إلي سوق هائل لكافة منتجات دول العالم ولا زراعة أو صناعة ولا تنمية.
الحكومة شكلت لجنة لبحث سبل تنمية سيناء واللجنة عقدت سلسلة اجتماعات ورفعت التوصيات لمجلس الوزراء وهي نفس الخطوات التي تعودنا عليها سابقا حيث لم تقرر بعد أية إجراءات لتفعيل برامج التنمية وان كنا جميعاً نثق في قدرات الحكومة الحالية التي يقودها رجل غالبية الشعب المصري تثق في قدراته وتفكيره وهو الدكتور الجنزوري لكننا نحتاج إلي خطوات سريعة وجادة حتي نري تغييرا علي أرض مصر وفي المقدمة سيناء التي تتوافر بها مقومات يمكنها أن تنفق علي مصر كلها بثرواتها البترولية التي لم يظهر منها إلا القليل والمعدنية التي تنهبها الشركات الصينية وتحصل عليها باعتبارها تراب وتعيد تصنيعها لتباع باغلي من الذهب.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Sunday, January 8th, 2012 في 01:46

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي