انسان

احداث اليمن

صرخة مواطن من عدن

إننا هنا في الجنوب عشنا الحرمان وتجرعناه مليا .. والآن هم يقطعون عنا الكهرباء فترات طويلة ، ويزداد الأمر سوءاً يتلوه سوء .. احترقت مصابيحنا وانتصر الظلام كما يفعل دائماً ، وطبعاً تنتصر النقود لأصحاب المولدات والبترول ، وأصحاب الطاقة الشمسية ، بينما نحن نحيا ونتقلب هنا في الليل بلا نهار ، وفي السكون وفي الهموم لا نسمع سوى أصوات تلك المولدات التي تبدو كدقات وضحكات قلب هذا العهد الظالم البهيم .. يخنقنا الحر ويكفننا الذل وقلة الحيلة .. تختنق فينا الدموع والعبرات في غصةٍ ظلت سنين تتنفس في قلوبنا التي خلت من كل الفرح …
ذاك الذل والعجز الذي ما برح يشعرنا ببردٍ يفت العظام والأرواح فننكمش على أنفسنا ، ويظل هو ينهش فينا …
ولو أنني خلف القضبان أقبع في الأسر لرحمني الناس ، ولو أنهم رأوا أحدا يخنقني ويهجم علي يستمتع بقوته ويلهو بضعفي ، فلربما دافعوا عني … لكنني أنا الذي عشقت حلمي ووطني يوماً سجنت بقضبانٍ لا يراها أحد ، وأنا الذي أظل أشعر بالغصة والاختناق بأصابع حريصةٍ ملعونة لا يمكن أن يراها أحد ، فأظل أصارع الحياة وأزداد مقتاً فيها ولا أموت ، ولا أرحم ، ولا يدفع عني
وأظل أتساءل من أين ستأتيني … أتساءل وأتلفت عن يساري ويميني ، ترى من أين ستأتي جرعة الحسرة بطعمها المرير ، فإذا رأيتها قادمةً من بعيد أكرر ما أفعله كل مرة ، أدير وجهي ، وأغلق فمي ، أتوسل بضعفي وبأنني لم أعد أحتمل المزيد .. فتمسك بوجهي أصابعُ غليظة وتفتح فمي بقهرٍ وقوة ، وتسقيني بمتعةٍ غريبة مرةً تلو مرة ، فأشربها وعيناي محدقتان تختنقان وقلبي بالدموع والعجز والمذلة ، أحاول عبثاً أن أتبين وجه من يؤذيني في بلدٍ يمتلئ بالضباب والظلام فلا أرى إلا الخوف يتقافز فرحاً ، ولا أسمع إلا الأخبار الحزينة في شعبٍ دائماً ما يجد من وسيلة يتأقلم فيها مع الظروف ، ويعيشون ويضحكون ، حتى أمسيت أحجر الدموع ، أقاوم الغثيان ، أخيط فمي قدر الإمكان ، وإنْ لم أستطع ابتعدت عن الجموع .. وإنْ خانتني نفسي فانفجرت بالكلام لأشاروا إلي والله .. بالجنون

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, September 20th, 2011 في 18:49

كلمات جريدة احداث: ,

ردود to “صرخة مواطن من عدن”

  1. نور عدن بنت المعلا
    21/09/2011 at 18:15

    جميعنا نعلم باايها المواطن العدني ما يعانيه المواطن الجنوبي ولكن هدا لايعني ان الشمال لا يعاني ولكن لطبيعة بلدتهم البارده فانهم لا يعانون مثلنا من الحماء اما بالنسبه للسجن فانه قفص مظلم يعزلك عن العالم ولكن ما فائدة ان تكون حر ولك فم مخيط ابقئ سجينا ولاتكن حرا ولست بحر

اترك تعليقاًً على هذا الرأي