غادة الديب

اخر احداث

سقوط حسن نصر الله

في صيف 2006 وقت وقوع حرب لبنان.. لم أكن أتوقع أبداً أن يأتي يوم عليّ ويصبح حسن نصر الله رجلاً لا أقبله ولا أرفض فكره وتوجهاته.. هذا الرجل الذي كانت طلته علي الشاشة تبث بداخلي كل معاني الفخر والعزة والكرامة التي افتقدتها أمتنا كثيراً قبل أن يمن الله علينا بربيع الثورات العربية.. فإذا بنفخة في الأجداث تحيل الأموات أحياء وتحمل لنا معها ريح الكرامة وحلاوة الإحساس بالوجود بعد العدم.
أقول لم أكن أتخيل أبداً أن الرجل الذي حسبته بطلاً ورمزاً لأمتنا يقع في وحل المصالح والغباء بكل معانيه فيقف مدعماً جزار سوريا المجرم والقاتل لشعبه.. ارتضي نصر الله أن يغلب كفة المصالح الزائلة والواهية علي ضميره الإنساني والإسلامي تجاه ألوف من البشر الأبرياء شباب ونساء وأطفال يقتلون ويذبحون ويموتون جوعاً وعطشاً.. لا ذنب لهم ولا جريرة سوي أنهم رغبوا في ألا يتخلفوا عن الركب ويتنسموا كغيرهم نسيم الحرية ويستعيدوا حق امتلاك إرادتهم ومستقبلهم.. فكان نصيبهم ما يقرب من 10 آلاف قتيل عدا آلاف الجرحي.
شعب سوريا الذي وقف بجانب المقاومة في لبنان وكان مدعماً وناصراً لها ومستقبلاً لنازحيها بكل مشاعر الأخوة والترحاب وقت الحرب.. اختزله حسن نصر الله في شخص بشار.. وكأنه هو كل سوريا.. لو مات لماتت هي ولو تنحي لاختفي البلد كله من علي الخريطة.. أقنعته عقليته ورؤيته الضيقة لحساب المصالح أن غياب هذا الأذعر القاتل.. سيكون إيذاناً بخنق جبهة المقاومة في لبنان.. بل وربما يقدمها شعب سوريا البطل علي طبق من فضة للعدو الإسرائيلي.. ما هذا الهراء والسخف وقصر النظر.. لقد خرج شعب سوريا “الله.. سوريا.. حرية وبس” و”علي القدس رايحين شهداء بالملايين”.. لم يهتفوا ضد المقاومة.. بل أكدوا أنهم علي دربها سائرون.. ورغم موقف لبنان المخزي لم يخرج من سوريا من يهتف ضدها واكتفوا بالهتاف ضد روسيا والصين.
لقد ساهم نصرالله بتدعيمه بشار في وقوع كل هذه المجازر.. في حين أنه كان بإمكانه أن يقطع عليه هذا الطريق المريع إذا أعلن عن احترامه لإرادة الشعب السوري وحقه في تقرير مصيره.. وأنه يلقي بضمان مساندة المقاومة اللبنانية علي كاهل الشعب السوري نفسه وليس علي قياداته أياً كانت.. كان هذا كفيلاً بأن يبريء ساحته ويحفظ له تاريخ نضاله ومقاومته.
كانت قيادة حماس أكثر حكمة ورشداً.. فقد نأت بنفسها وتاريخها عن أن يلطخ بهذا العبث والجنون.. لم ترغب في أن تقايض استضافة نظام بشار لقادتها لوقت من الزمن مقابل الرضاء بوقوع هذه المذابح لمواطنين أبرياء.. بهدف واحد هو الحفاظ علي السلطة والكرسي.. فكانت أكثر فهماً واستيعاباً لإرادة الشعوب وانتصارها.
أضاع نصرالله تاريخه النضالي كله بتدعيمه لهذا النظام القاتل وأغفل عن أن الشعوب لا تنسي ولا تغفر لقاتليها.. سقط نصرالله في وحل بشار.. ولن ينفعه الاغتسال منه ولو بماء بحور العالم أجمع.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, March 13th, 2012 في 01:43

كلمات جريدة احداث: ,

2 رد to “سقوط حسن نصر الله”

  1. ؟ دل؟
    17/03/2012 at 08:22

    خير الكم ما قل ودل ؟

  2. ali
    14/03/2012 at 20:44

    واللة هزاليس بجديد على الشيعة ولاتنسواانهم يحمون اسرائيل هزا الجبار المتكبر بشار وهزاالكلب حسن نصر اللة

اترك تعليقاًً على هذا الرأي