اخر احداث

المارد التركي و العرب

نحن العرب نبحث دائماً عن التقليد ولا نريد التميز.. لا نريد أن يكون لنا شكل أو طعم أو روح تميزنا.. نبحث عن السهل ونقلد نجاحات الآخرين دون النظر إلي مدي ملاءمة ذلك لظروفنا.. ومن هنا سارعت حركة النهضة التونسية عقب فوزها بالانتخابات بتبني التجربة التركية وسوف تتبني نفس الموقف الحركات الإسلامية في مصر إذا فازت في الانتخابات القادمة وهو موقف لا يختلف كثيراً عن تبني شعوبنا الموضة والازياء والتقاليد الغربية والمواقف الاستهلاكية في السابق دون اجهاد للعقول والاجساد للوصول للفكر والعلم والثروة التي وصلت اليها هذه الشعوب.
تركيا التي نحاول تبني مواقفها اصبحت في مقدمة دول العالم في معدلات التنمية وقلدت الصين وانطلق ماردها الصناعي والثقافي والفني وتحرر رجال أعمالها من القيود والمحلية ليجوبوا دول العالم وكان تركيزهم علي بلاد العرب اشد في ظل اللا هدف لهذه الشعوب وتغنيها بتقدم الشعوب الأخري واعجابها بتجاربها الديمقراطية والإنسانية في ظل الدكتاتورية التي كانت تخيم علي هذه البلاد من ناحية.. ونوم شعوبنا انتظارا لمليارات الحكام السابقين ورجال السلطة والاعمال أو انتظاراً لإعادة توزيع الثروات وقيام الدول بتوفير فرص العمل ووحدات الاسكان ودعم مشروعات الزواج.. مع تفرغ شبابنا للنت والمقاهي وأحاديث الحب والغرام.
المنتجات التركية غزت كافة بيوتنا وكل شوارعنا وتنوعت بين الحداثة والدقة والجودة ورخص السعر علي غرار منتجات الصين ونحن نترقب ظهور الجديد في الأسواق العالمية لنتاجر في بعضنا البعض ونكتفي بأن نكون مستهلكين لكل ما ينتج في دول العالم.. ورجال الاعمال الاتراك هم أكثر الجنسيات زيارة لبلادنا يحملون أفكاراً واستثمارات ومشروعات لاستغلال البيئة العربية المناسبة حالياً للتواجد بقوة فيها بينما الاستثمارات العربية تذهب إلي البنوك الأوروبية بدون عائد أو فائدة ولا تنعكس علي بلادنا بأي جديد..فهل يصلح هذا النموذج للتقليد عندنا مع هذا التفاوت في الافكار والتقاليد والعادات بين الامتين.. ولماذا لا يكون عندنا مبادرات وتجارب في كل بلد عربي تحتمل النجاح والفشل شرط أن يشارك فيها خبراء ومتخصصون وعلماء يتميزون بالحيادية ويهدفون لحماية الوطن وتحقيق مصالحه والعمل علي تقدمه وسيكون عندنا عشرات النماذج والنجاحات العربية الخالصة التي تقود الامة للديمقراطية وتمنع ظهور دكتاتوريات جدد.
العرب لا يحتاجون ديمقراطية فقط لاننا نحتاج إلي الطعام أولاً ومحاربة الفقر والبطالة وتعمير بلادنا وانشاء مشروعات وصناعات وزراعة أراض وتوفير المناخ المناسب للاستثمار وجذب رؤوس الاموال العالمية وبالتالي يجب أن ألا نشغل عقولنا وأفكارنا بالكامل بالديمقراطية ونظام الحكم ومن سيفوز ومن يفشل لكن نوفر المناخ المناسب لذلك دون أن يطغي علي اهتماماتنا بتنمية بلدنا واستقرارها والحفاظ علي سمعتها وأن نفكر في التنمية والاستقرار أكثر من التفكير في أي شئ آخر وأن نختار من يمتلكون الفكر والرؤية لا من نتعصب لهم ونرتبط بهم حتي يكون عندنا اشخاص يضعون الاسس السليمة لنهضة تنعكس علي كل عربي.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Sunday, October 30th, 2011 في 04:21

كلمات جريدة احداث: , , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي