سامي طلحة أمين

اخر احداث

العرب بين الفتن الصليبية والثورات الشعبية

اختلف الناس في أمر ما يحدث في الدول العربية هل هو ما نستطيع أن نطلق عليه ثورات شعبية خرجت بالكامل من الشعوب ورفضها للظلم أم أنها شكل من أشكال الفتن التي تسببت بها أجهزة استخبارات غربية تم رسمها لتحدث في بلاد العرب وتسبب لهم الكثير من الفوضى (الخلاقة) وعدم الاستقرار والوقوع بشدة تحت السيطرة الغربية أكثر وأكثر .

الحقيقة أننا لا نستطيع أن نطلق مصطلح واحد يصلح لكل الدول العربية التي ثارت على أنظمة الحكم فيها فنقول أنها ثورات أو نقول أنها فتن بأيدي خبيثة أثارت و هيجت بعض المجموعات من الشباب ومن غيرهم من المطحونين للدخول في صراع مع الحكومات في بلدانهم ولتخريب البلدان العربية .

فإذا قلنا أنها كلها فتن دفعت إليها الولايات المتحدة والغرب بتجنيد بعض الشباب ودفع آخرين للقيام بالتظاهرات فلا يستقيم الأمر مع بعض النقاط التي سأذكرها تاليا :
فهل نستطيع أن نقول أن الولايات المتحدة والغرب دعموا حكاما لعدة عقود ثم تخلوا عنهم فجأة ، فعلى الأقل كان يمكن تهريب هؤلاء الحكام خارج بلدانهم حتى لا يتم الذهاب بهم إلى القضاء ، وهم بالنسبة للولايات المتحدة يعتبروا كنوزا من المعلومات يجب الحفاظ عليهم أو بالعكس التخلص منهم بشكل نظيف لا يعرض أسرار الولايات المتحدة وحقيقة سلوكياتها تجاه البلدان العربية والإسلامية للانفضاح ، ولكن أن يقعوا تحت طائلة القانون في بلدانهم فهذا آخر ما تتمناه الولايات المتحدة .

ولا نستطيع أن نقول أيضا أن الولايات المتحدة والدول الغربية بعدما انشئوا أنظمة تسبح بحمدهم طوال عدة عقود أرادوا فجأة أن يسيروا بالبلاد العربية في اتجاه ما يسمونه الديمقراطية ، مع الأخذ في الاعتبار أن الديمقراطية قد تأتي بأقوام طالما حاربوهم في الخفاء وفي العلن وبكل الطرق ولم يسمحوا لهم بأي مساحة من الحرية في بلدانهم فماذا ستفعل إن وصل هؤلاء إلى سدة الحكم بتغيير ينبع من أرادة الشعوب.

ولا نستطيع أن نقول أيضا أنه بعد بناء تلك الأنظمة خلال عدة عقود ( أنا هنا اقصد أنظمة بالمعنى الواسع بمعنى يشمل الإدارات في كل مؤسسة في الدولة ) ووضع موظفين كبار في كل مؤسسة حكومية تم اختيارهم من قبل أمن الدولة الذي هو ممثل المصالح الغربية في مصر ، لا نستطيع أن نقول أنه بعد كل ذلك يمكن للولايات المتحدة وحلفاؤها أن تغامر بإسقاط أنظمة طالما سعت إلى بناؤها من الألف إلى الياء واستنفدت الولايات المتحدة الكثير من الجهد والوقت لصياغة تلك الأنظمة .

إذا فما الذي يمكن أن نستنتجه من كثير من النقاط والمواقف والمشاهد التي تؤكد أن تلك الفتن أو الثورات لم تسير من البداية إلى النهاية كما تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها ، هل نقول أن كل هذه الثورات خرجت من باطن الشعوب العربية فجأة ودون سابق إنذار مع العلم أنه تم ترك الباب مفتوحا لهذه الثورات في بعض الأحيان ، ويمكننا أن نتسائل لماذا وكيف صبرت الشعوب العربية طوال عدة عقود قبل أن تثور ثائرتها على الظلم.

وإذا قلنا أنها ليست فتن دفعت إليها أجهزة استخبارات غربية و أنها كلها ثورات شعبية خرجت من الظلم والقهر الذي يتعرض له المواطن في كثير من البلدان العربية ، فلا يستقيم الأمر مع بعض النقاط ومنها مثلا ، لماذا قام كبار الرؤوس في النظام المصري بتهريب أغلب أموالهم قبل 25 يناير وقبل 28 يناير أيضا بل وقام بعضهم بالهرب خارج مصر قبل أن يتنحى الفرعون المخلوع هل كانوا يقرءون الغيب أم أنه كانت هناك معلومات خاصة لا يعرفها من هم مثلنا من المواطنين .

مع العلم أيضا أن بعض شباب الثورة قالوا وأكدوا أنهم لم يعتقدوا أن تلك المظاهرات يمكن أن تنتهي بثورة يسقط فيها رأس النظام ، ولا يستقيم أن نقول أنها كانت ثورات شعبية وفي دولة مثل مصر قام الكثير من البلطجية بأعمال غريبة لا تصب في صالح الثورة ، ومنها السرقات وأعمال البلطجة والحرائق للمحاكم وأقسام الشرطة وبعض مقار الأحزاب والإضرار بمصالح المواطنين ، بل وحتى حرق بعض مقرات أمن الدولة في مصر كان يصب في صالح إخفاء فساد هذا الجهاز وفي صالح خداع المواطن بأنه تم هدم هذا الجهاز الظالم وانتهى إلى غير رجعة ، ولكن الحقيقة أنه تم تغيير مسماه إلى الأمن الوطني وتم التخلص من كثير من المستندات التى تكشف طبيعة عمل هذا الجهاز وليبدأ السادة الضباط أعمالهم في الجهاز الجديد على بياض .

خلاصة ما أود قولة أننا لا نستطيع أن نقول أن كل هذه الثورات خرجت بكاملها من باطن الشعوب العربية وإحساسها بالظلم ، وأيضا لا نستطيع أن نقول أنها كلها كانت شكل من أشكال الفتن دفع إليه بعض فلول النظام السابق و أجهزة الاستخبارات الغربية ، ولكن في الحقيقة أنها كانت خليط بين هذا وذاك ، فالغرب يريدها فتنة أو حروب أهلية أو فوضى خلاقة لا تغير أنظمة ولا تحسم الأمور لصالح أحد (مثلما هو حادث الآن في العراق وسوريا ) وإنما يريدون الصراع فقط بين طوائف المجتمع بدون الوصول إلى نتيجة ينصلح فيها حال المجتمع وأما الموطنون فيريدونها ثورة على الفساد والظلم ولتغيير الأنظمة الفاسدة وإقامة مجتمع صالح.

ففي بعض الحالات كما هو الحال في مصر وتونس ، كانت البداية من الخارج لكن مسار الأمور اختلف بعد ذلك إلى اتجاه لا يرضي الولايات المتحدة وحلفاؤها ، حيث في البداية تم دفع بعض الشباب ( ولا اقصد هنا اتهامهم بالتعامل مع الغرب ضد بلدانهم ، حيث أن تحريك بعض الأشخاص عن طريق أجهزة الاستخبارات لا يعني التعامل المباشر معهم ) وتسهيل الأمور لهم لعمل يشجع على التظاهر من قبل الشباب ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين فلقد ذاب الشباب الذي أطلق الشرارة الأولى وسط الآلاف من المواطنين الذين صنعوا ثورة جديدة بأهداف جديدة تعبر عن تمنياتهم الحقيقية ، وظهر هدف إسقاط النظام الذي لم يكن أبدا من الأهداف التي تتمناها الولايات المتحدة وحلفاؤها من الغرب وظهرت أهداف أخرى كثيرة تتعلق بالشكل الذي يريده المواطن لبلده بعد الثورة ، وكانت هذه هي الكارثة التي تعرضت لها الولايات المتحدة في مصر ، حيث كانت تريد شكل من أشكال الفوضى يتصارع فيها الناس أو حرب أهلية على أسس طائفية بدون تغيير النظام ، فيظل نفس الأشكال القذرة من المسئولين في أماكنهم يتحكمون ويساعدون على أن تستمر حالة الفوضى , وقد يقول قائل لماذا تريد أمريكا مثل هذه الحالة من الفوضى ، أقول أن ذلك لصالح اليهود في المقام الأول ولصالح الدول الغربية في المقام الثاني حيث الدول العربية الضعيفة ستظل تطلب العون دائما من الغرب ويظل للغرب اليد الطولى في أمورهم ، وقد جرب الغرب أساليب الحرب المباشرة مع العرب والمسلمين كما حدث ايام الحروب الصليبية فكانت النتيجة أن توحد المسلمين صفا واحدا تجاه أطماعهم ، لذلك ركزوا في استخدام أسلوب إثارة الفتن والصراعات داخل البلدان العربية حتى انفرط العقد وانتهت آخر خلافة كانت تجمعهم وهي الخلافة العثمانية وهذا هو أسلوبهم الحالي ، فنجد حروب صليبية بمعنى الكلمة ولكن تحت مسميات أخرى وتحت غطاء من الشرعية الدولية ، مثل الحرب على الإرهاب مثل أن العراق يمتلك أسلحة نووية ، ومثل أن تنظيم القاعدة يتخذ من أفغانستان وباكستان مقرا له وبالتالي يجب أن نظل هناك , وأسباب كثيرة يختلقونها ليجعلوا من بلدان المسلمين خرابات وهدفا للضرب عن طريق جيوشهم وتحت غطاء الأمم المتحدة ومجلس الأمن وغالبا ما يبدأوا خطة تدمير أي بلد مسلم عن طريق التفتيت أو الصراعات الداخلية أو الحروب الأهلية ليجعلوا لهم موطأ قدم ولتكون الدولة في حالة من الضعف يمكن فيها لجنودهم الأشاوس باجتياح هذه الدولة بسهولة ويسر وبدون تكلفة عالية ولن يصعب عليهم إيجاد السبب المناسب لاجتياحها تحت غطاء من الشرعية الدولية.

وفي حالة اليمن ، لم يتوقع أبدا من أثار الأمور هناك أن تسير الأمور إلى ما سارت إليه من إصرار شعبي سلمي على تغيير النظام ، لذلك نرى النظام حاليا يحرص على البقاء بتأييد من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة ولكنه تأييد بدون صوت عالي أو دعم علني ، وفي نفس الوقت يسعى المدعو على صالح على إراقة الدماء ليدفع المواطنين دفعا إلى استخدام السلاح ، وهو يسعى بشكل واضح إلى حرب أهلية كالتي سعى إليها القذافي ولكن مع اختلاف وضع اليمن عن ليبيا حيث في اليمن يمكن أن ينقسم اليمن فعلا إلى طوائف أما في حالة ليبيا كان الأمر صعبا جدا خاصة بعد أن توحدوا تحت راية المجلس الانتقالي ، لذلك يمكننا أن نصنف ما يحدث في اليمن حاليا أنه ثورة شعبية شرط التوحد تحت راية واحدة تحت مجلس يتكون من أهل الحل والعقد وكبار العلماء وتكون لهم مطالب واحدة وواضحة يصر عليها جميع أفراد الشعب ، ولكن لو حدث وتفرقوا فستكون فتنة ترضي الغرب وحلفاؤهم إلى أقصى حد ، وسينتهي وصفنا لها بأنها ثورة إلى وصف آخر وهو الحرب الأهلية.

وفي حالة ليبيا من البداية استخدم الشباب السلاح لأنهم وجدوا أن القذافي يستخدم السلاح ضدهم بلا أدنى تردد و أنهم يتعرضون للقتل في حالة التظاهر السلمي ووجدوا أن بعض أفراد الجيش وقادته انضموا إليهم فكان القرار هو استخدام السلاح ولقد كانوا قادرين على إحراز نصر سريع ولكن على ما يبدوا وجود بعض الأشخاص الموالين للقذافي في وسط الثوار عطلهم وجعل كل تحركاتهم مكشوفة ، وأيضا الخطأ الكبير الذي ارتكبه قادة المجلس الانتقالي بطلب أو قبول المعونة من حلف الناتو جعل هناك نوع من المصلحة للحلف في أن تطول الحرب وجعل هناك نوع من المبدأ الأخلاقي لمن يقاتلون إلى جانب القذافي ، وأيضا الاستعانة بالغرب في حرب بين المسلمين هو أمر مخالف شرعا ، لكل هذه العوامل تأخر تحقيق النصر على أيدي ثوار ليبيا ولكن بإذن الله قريبا يتحقق لهم .

وفي حالة سوريا فهي فتنة من بدايتها تظهر الأيدي الغربية في تحريك الأمور وتجزئة الشعب السوري والنعرات الطائفية والهدف هو أن يصلوا لحالة مثل العراق دولة محطمة سهلة إذا أراد الغرب أن يصنع منها عراق جديدة ، وليس معنى كلامي هو تأييد نظام الحكم في سوريا ، فقد كان من الممكن تأييد هذا النظام في حالة واحدة وهي التوقف عن إراقة الدماء والبدء في إصلاحات فورية ترضي عامة الشعب السوري لكن والوضع الآن بهذه الصورة من دماء مستباحة فمن الصعب أن يجد النظام السوري من يؤيده ، وأصبح العودة إلى الاستقرار في سورية صعب للغاية سواء بإسقاط النظام أو بأن يستطيع النظام تقديم ما يرضي شعبه ، والحال في سورية تحتاج إلى تدخل عربي للإصلاح لأن التدخل الأجنبي غالبا ما يعقد الأمور أكثر ويسعى لتحقيق مصالحه ومصالح اليهود في سورية ضعيفة لا تدعم المقاومة.

وطريق آخر يمكن أن يصلح الأمور في سورية ، هو مجلس لأهل الحل والعقد من علماء الدين ومن غيرهم ، بحيث يسعى هذا المجلس لإصلاح الأمور ومعرفة ما يريده الشعب من النظام وما يريده النظام من الشعب ويحاول التوفيق بين طلبات الجانبين للخروج إلى حالة من الاستقرار تبعد شبح الحرب الأهلية عن سورية .

وفي النهاية نخلص أنه لا يمكن أن نطلق على ما حدث في الدول العربية خلال الأشهر السابقة ثورات متكاملة أو فتن كاملة بل هي خليط من الأثنين في ظل الصراع الخفي بين الإسلام والغرب واليهود .

وفي البخاري نقرأ الحديث التالي :
(حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا شَقِيقٌ قَالَ جَلَسَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَبُو مُوسَى فَتَحَدَّثَا فَقَالَ أَبُو مُوسَى قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ أَيَّامًا يُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ وَيَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ وَالْهَرْجُ الْقَتْلُ
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ إِنِّي لَجَالِسٌ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ أَبُو مُوسَى سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ وَالْهَرْجُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ الْقَتْلُ )

ما يحدث في بعض بلاد المسلمين حاليا هو بداية الهرج الذي حذر منه النبي والهرج هنا بمعنى القتل ، فحاليا في سوريا وفي اليمن يقتل المسلم بشيء من السهولة الغير معهودة من قبل وغير مبررة على الإطلاق

وقد حذر النبي من التهاون في حرمة المسلم في إحاديث كثيرة منها ايضا :
(حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ سِيرِينَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ وَعَنْ رَجُلٍ آخَرَ هُوَ أَفْضَلُ فِي نَفْسِي مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ
النَّاسَ فَقَالَ أَلَا تَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ فَقَالَ أَلَيْسَ بِيَوْمِ النَّحْرِ قُلْنَا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَيُّ بَلَدٍ هَذَا أَلَيْسَتْ بِالْبَلْدَةِ الْحَرَامِ قُلْنَا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ وَأَبْشَارَكُمْ عَلَيْكُمْ
حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلِّغٍ يُبَلِّغُهُ لِمَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ فَكَانَ كَذَلِكَ قَالَ لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ حُرِّقَ ابْنُ الْحَضْرَمِيِّ
حِينَ حَرَّقَهُ جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ قَالَ أَشْرِفُوا عَلَى أَبِي بَكْرَةَ فَقَالُوا هَذَا أَبُو بَكْرَةَ يَرَاكَ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَحَدَّثَتْنِي أُمِّي عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّهُ قَالَ لَوْ دَخَلُوا عَلَيَّ مَا بَهَشْتُ بِقَصَبَةٍ )

في هذا الحديث النبي صلى الله عليه وسلم جعل حرمة المؤمن كحرمة البيت الحرام ، فيجب أن يتعظ الحكام في بلادنا العربية ، وأن يحاولوا وقف ما يحدث في سوريا واليمن من أعمال قتل ونذكرهم بالآية الكريمة في سورة الحجرات
( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )

ويجب الحرص على عدم إدخال الغرب في شؤون المسلمين لأنه لن يتدخل لوجه الله ، وإنما ليثبت أقدامه أكثر وأكثر في البلاد العربية ، ويكفينا تواجده في كل دول الخليج حاليا .

و في المعجم الكبير (عن معاذ بن جبل قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما الفتن فعظمها وشددها ، فقال علي بن أبي طالب يا رسول الله فما المخرج منها ؟ فقال : كتاب الله فيه حديث ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وفصل ما بينكم ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن تتبع الهدى في غيره أضله الله ، هو حبل الله المتين ، والذكر الحكيم ، والصراط المستقيم ، هو الذي لما سمعته الجن قالت : انا سمعنا قرآنا عجبا ، هو الذي لا تختلف به الالسن ، ولا تخلقه كثرة الرد .)

www.facebook.com/alm.thebook

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Sunday, October 9th, 2011 في 02:50

كلمات جريدة احداث: , ,

2 رد to “العرب بين الفتن الصليبية والثورات الشعبية”

  1. السيد جاد
    17/11/2011 at 12:32

    محنه ام ثوره فى تونس ومصر والسودان واليمن والبحرين وليبيا وغدا فى الكويت والسعوديه والجزائر والمغرب اى ان كل الدول العربيه والاسلاميه فقط هى المخطط لها تلك الفوضى الم يسال احدنا لماذا تلك الدول فقط دون غيرها من بلاد العالم البالغ عددها مائه وتسعون دوله ؟ الم يسال احدنا ماهى المكاسب فى تجميد اموال تلك الدول لدى امريكا وانجلتراء وبعض الدول الاوربيه من صاحب المصلحه ؟ ومن هو صاحب المصلحه فى ضياع ثلت احتياطيات مصر من العمله الصعبه فى سبعه شهور ؟ من هو صاحب المصلحه فى اقتتال الاشقاء فى كل مدينه ومحافظه وترويع الامنين من هو صاحب المصلحه فى ضياع نصف مليون فدان تم استقطاعهم من الرقعه الزراعيه المحدوده اصلا فى مصر من هو صاحب المصلحه فى توقف السياحه ومنع 60 مليون جنيه مصرى كل شهر اليس فينا رجل رشيد هل وصل بنا التخلف والسفاهه والخيبه الى هذا الحد متى نفيق هل قتل القذافى فى ليبيا وتدمير جيشه العربى وتدمير البنيه الاساسيه والستيلاء على مائه وعشرين مليار دولار اسثمارات فى البنوك الامريكيه هو لمصلحه الديمقراطيه ؟؟؟؟ هل ستحل مشاكلنا عندما يطلق الغرب على المحنه العربيه وقتال الاخ لاخيه واستحلال المال الحرام هو الربيع العربى ايها العربى كم انت مغفل

  2. الكاتب/ عبد الرحمن سرحان - سطيف الجزائر
    14/10/2011 at 19:16

    كانت أحسن بداية لأسوأ نهاية في مصر العروبة مصر مُهذبة الثورات الشعبية في بحر عام 2011م. أسوأ نهاية لشبكة الفتنة النتنة التي افتعلها أوباش رانتهازيون من بقايا النظام البائد الذين وجدوا أنفسهم في هامش المناصب فأشعلوها حربا دينية بين إخوة أشقاء في اللغة والوطن المسلمين والأقباط المسيحيين المسالمين الذين انظموا إلى صفوف الثوار أيام المحن والشجن وذاقوا ألوانا من الخطوب معهم. أين المثقفون الحكماء ليبطلوا هذا المُخطط الجهنمي فيفسدوا شبكة العنكبوت الطاغوت؟.

اترك تعليقاًً على هذا الرأي