الحرية أثمن من الحياة و هو ما لاحظناه فى كل الثورات العربية و رغم كل محاولات العنف و القوة إلا أن الثورات نجحت و هزمت الظلم و الطغيان . و لعلنا نطرح على أنفسنا سؤالا مازال يحير الكثير منا و هو : لماذا اتخذ كل حكام العرب خطا واحدا فى حكمهم لشعوبهم اعتمد على القهر و الظلم و الطغيان و تقييد الحريات و حبس الأفكار ؟ هل من أجل السيطرة على شعوبهم ؟ أم من أجل موت هذه البلاد بحيث لا تنبض بالحياة إلا بتعطف من الحاكم ؟ أم لكى يخفوا ضعفهم و فشلهم فى قيادة بلادهم و عجزهم التام عن مجاراة التطور العلمى و الإقتصادى و السياسى فى العالم المتقدم ؟ ، إن هؤلاء لايستحقون حتى هذه السطور التى تكتب عنهم . لقد تطور معظم العالم إلى الأفضل و ما تزال المنطقة العربية تأن من الجهل و الفقلر و المرض ، و عندما يهم الشرفاء من أبناء الوطن لكى يساعدوا بلادهم للنهوض تجد العراقيل و الإتهامات الباطلة فى انتظارهم بل و فى بعض الأحيان ينكل بهم ليكونوا عبرة لمن يعتبر و يحاول أن يخرج عن الخط الذى رسموه ليسير عليه الشعب كما يشاءون . هؤلاء لا يستحقون منا أى رحمة أو رأفة يريدونها لأنفسهم الآن ، يكفى ما جرعوه لشعوبهم من الذل و الهوان و الإنكسار و تدمير للعقول المبدعة و المبتكرة و المخترعة التى آثرت أن تهاجر إلى بلدن أخرى ليطوروا فيها و يفيدوها بعلمهم الغزير فتتقدم هى و نتخلف نحن ، و إلا لما الشعوب العربية هى الوحيدة فى العالم التى تعانى من التخلف رغم إمتلاكها لمقومات التطور و التقدم ؟ .إن ما نريده الآن هو العمل بكل جد و إجتهاد لكى نعوض ما فاتنا من التقدم و التطور الذى نراه الآن فى معظم دول العالم مثل الصين و الهند و ماليزيا و تركيا و سنغافورا و كوريا الجنوبية .
