محمد زكي الشيمي

احداث مصر

ضرورة ارتباط العمل السياسي بتحمل المسئولية

الشخص اللي مش متعود يشيل مسئولية مابيبقاش عنده قدرة ياخد قرار في اي حاجة مهما كانت مهمة وبيستني الآخرين يقرروا

لو الشخص ده بقي بيشتغل سياسة او مهتم بالشأن العام بيعرف ان المطلوب منه يدرس الموقف ومعطياته وياخد قرار وبعدين لاحقا لو اكتشف إن في معطيات غلط أو مستجدات بياخد موقف جديد أو يعدل موقفه
لكن مش الطبيعي انه ماياخدش اي موقف عشان مايتحاسبش عليه ، أو يفضل يحسب الحاجة مليون مرة لغاية الفرصة ماتضيع، ليه؟
اللي تلاقيه بيكلمك كتير عن المثاليات كل ماييجي ياخد قرار ، يبقي في الأغلب هو شخص لا يصلح أصلا للإدارة.

اللي بيشتغل في أبسط مستوي من الإدارة بيعرف إنها بتتطلب قرارات ، ومكافأت و عقوبات ، ووضع منظومة ،وترويض لطبائع الناس المتباينة ،و استخدام لطموح العاملين واستغلال رغبتهم في التنافس،و في نفس الوقت الحفاظ علي روح الفريق ، ودرجة من التعامل اللبق مع الأعلي درجة والأدني درجة، والأهم من ده كله القدرة علي تحمل المسئولية عن قراراته

ومهما كان الشحص مدير ناجح مفيش حد يقدر يعمل ده كله بكفاءة كاملة ودقة متناهية طول الوقت ، لازم هيحكم علي حاجة غلط ويتاثر بهواه الشخصي ويغلط ويعيد التقييم الخ بس بيبني بالتالي المنظومة جزء جزء واللي بييجي بعده بيعدل وبيضيف وعشان كدة فيه وقت كتير بيتوفر لما تاخد المنظومة اللي موجودة وتحاول تعدل عيوبها برؤيتك بس من غير ماتنسفها ، ممكن تطلع رؤيتك متشائمة أو متفائلة ممكن تطور حاجات كتير او قليل بس أسوا نتيجة ممكن تحصل لو أنت فاشل إنك ماتمشيش لقدام وتفضل كل حاجة زي ماهي ، بدون مكاسب او خسائر لأن عمليا أنت برضه خسران لأنك واقف مكانك والناس بتمشي قدام.

عشان كدة كل نظام بيبقي فيه خبرات ومميزات أكتر بكتير من اللي قبله بسنوات .

بس فيه فاشل اخطر بكتير من صاحبنا اللي واقف مكانه وهو ماشي علي النظام الموروث بلا تغيير ، ألا وهو هو الأكثر فشلا علي الإطلاق اللي مابيقدرش ياخد قرار لانه في العادة بيخاف من كلام الناس عليه او هجومهم أو إن موظفيه مايقولوش ده راجل عسل بيدينا مكافات من غير مانشتغل أو اللي خايف واحد يقول عليه انتهازي او حرامي الخ، الحل الأمثل عند الشخص ده هو انه مايعملش حاجة خالص تحت شعار (اشتغل كتير ،تغلط كتير ،ينتقدوك كتير) الراجل ده هو اللي بتشوفه في المؤسسة الحكومية خايف يمضي علي ورقة قبل ما يقرفك، وهو اللي بيشكل لجنة من عشرين واحد عشان يشتري مسطرة بجنيه عشان ماحدش يقول إنه حرامي ، وهو اللي كل يوم بيقولك انا لو يجيبوني مكان الحكومة هأعمل معجزة في حين إن طريقته تثبتلك إنه بيترعش من فكرة تحمل مسؤولية القرار ، وبيحاول يغطي فشله ده بإدعاء التدين الزائد أو بأنه يكلمك طول الوقت عن قد ايه هو نزيه ومحترم عشان يعوض فشله باستعلاء اخلاقي.

نادرا ماهتلاقي شخص ناجح جاي يقولك علي فكرة انا مش حرامي .

وبالمناسبة عمر الناس دي مابتوصل لاماكن قيادة حقيقية وآخرهم بيبقي وكيل وزارة ، وحتي لو وصلوا بيبقي بيديرهم قادة حقيقيين تحتهم في المنصب

الشخص ده بقي بطريقته دي بيفكرك بناس كتير في الساحة السياسية مع ان كل اللي موجودين في الساحة دي بيشتغلوا سياسة علي حس الفشل الإداري اللي بتتسبب فيه البيروقراطية اللي عقليتها هي عقلية الراجل ده المتذبذب لكن برضه عقليتهم زيه ، بيتكلموا كتير ويخافوا وقت الإمضاء وتحمل المسئولية ، عشان كدة الناس دي ماتنفعش للقيادة ، الناس دي آخرها تقعد تقول فلان اتعين عشان بيهزر مع المدير وفلانة اتعينت عشان شكلها حلو الخ

الشخص ده عاوز دايما يبقي اسمه المدير بس مايتحملش مسئولية حاجة ويقولك دايما انا قبلي كان فيه سرقة ، قبلي كان فيه تسيب

عارف النوع ده ؟ كل بلاويه ممكن تتبلع طالما مش عامل سياسي ومش عاوز يبقي في موقع القيادة ، بس لو عاوز خليك عارف ده وحش ماينفعش تشتري منه

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Thursday, February 13th, 2014 في 04:32

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي