سمة اللحظة الحالية انها لحظة تصعيد بلا حسم .. لحظة استنزاف .. الاستنزاف سمة الأطراف الضعيفة او تلك التى لا تحمل اى مشروع جاد للغد يستحق معه التضحية الحقيقة .. او تلك الاطراف التى لا تستطيع التراجع او حتى التوقف والتأمل ومهادنة اللحظة ..
مثلا الإخوان لو توقفوا عن الحشد ولو بالمئات والعشرات وقدموا المزيد من الضحايا سواء بالقتل او السجن .. فهم ضاعوا .. لحظة توقف وتأمل لما كان يحدث اخر سنتين كفيلة بتفجير الموقف .. التعبئة الدائمة قدر ايا كانت تكاليفها او تضحياتها .. نجحت او فشلت .
الأجهزة الامنية ورجالها وعملائها سواء العاملين او المتطوعين لا يملكون الا المواصلة .. وقد اصبح خطاب الطابور الخامس معتادا جدا .. يبدأ لينال مسؤولين فى الدولة جتى زملاء العمل .. لا مجال للتوقف .. فالتوقف يعنى التقييم والمحاسبة حتى لو عن طريق الهزل والسخرية كحالة باسم يوسف .. والنتائج ستكون كارثية .. بالتالى يصبح الدعوة المفتوحة ” للتطهير ” بدون ” تطهير ” بغرض الردع هو عنوان للاستمرار والمواصلة
التصعيد ضرورى لان هناك شارع يجب التفاعل معه .. شارع انتخب التيار الاسلامى بنسبة 70% فى اواخر 2011 ليطارده فى الشوارع فى منتصف 2013 .. ويعلم العالمون ان لا احد فوق غدر الشارع وتقلبات مزاجه .. هذا رهان الاخوان .. وهو رهان فى محله تكتيكيا ..
بالتالى سيكون المطلوب التصعيد بدون حسم .. اى مزيدا من الاستنزاف ..ربما مزيدا من التصعيد فى سيناء .. وربما مع غزة .. لكن فى كل الاحوال فإن الأطراف الفاعلة اختارت طريق الحرب .. والحرب ليست سلاح ورصاص دائما .. ولكنها طريقة فى المواجهة والتعاطى مع الصراعات .. هذه الطريقة .. لا مجال فيها لخرائط طرق .. او دساتير .. فحتى لو نفذت تبقى جزء مكمل للصراع وليس متنه .
ويبقى اهم مشهدين فى عالم ما بعد 30 يونيو .. هو رئيس جمهورية يواجه ملايين كثيرة بقوله ثمن الشرعية حياتى فتتفاقم الامور حتى تصل لنزول ملايين اخرى تطالب بالحسم المسلح فى مواجهة انصاره .. وهذه كلها ملامح لحروب .. حروب هزيلة .. ولكنها تظل حروب ولو كانت بين اطراف تعسة .. لا تعرف ماذا تريد من الغد وتخشى المحاسبة على ما اقترفته بالأمس .. اطراف عدمية من فرط تعاستها
