الأديب / محمد إبراهيم البنا _ رئيس جماعة الإبداع الأدبى

احداث مصر

لا نُريدُ العَوْدَةَ إلَى رَفْعِ شِعارِ ” يَسْقُط حُكْمُ العَسْكَرِ ” . ! ! .

لا يَتَعَلَّمُ البَشَرُ مِنْ عِبَرِ وَمَواعِظِ الأحْداثِ وَالمَهالِكِ المُتَلاحِقَةِ عَبْرَ العُصُورِ وَالأزْمانِ . . يَطْوِى الفَناءُ أقْواما ً تِلْوَ أقْوام ٍ ، وَقُصُورَ حُكَّام ٍ لِئام ٍ ، وَأنقاضا ً لِبِلْدان ٍ وَأوْطان ٍ ، لَمْ تَرْحَمْ ، فَلَمْ تُرْحَمْ . . وَما زالَ كِبْرُ جَبَرُوتِ المُتَجَبِّرينَ المُتَكَبِّرينَ لا يَعِى المَعْنَى بالآيَةِ الكُبْرَى لِوَعْدِ الحَقِّ وَقَصاصِ الصِدْقِ وَقَسَمِ الدَّيَّانِ العَليمِ بالعالَمينَ جَميعِهِمْ وَقَدْ أقْسَمَ باللَّوْحِ المَحْفوظِ وَالقَلَمِ الذى يَسْطُرُ الصَحائِفَ بكُنْ إنْصافا ً لِكُلِّ المَظالِمِ مُذْ خَلَقَ اللهُ الأرْضَ إلَى المُلْتَقَى الأعْظَمِ الآتى ببَريقِ بَرْقِ زَلْزَلَةِ نِداءِ يَوْمِ القِيامَةِ . . فَمَتَى نَعِى مُجْمَلَ المَعْنَى وَنَحْنُ غارِقونَ بقاعِ يَمِّ الهَذَيانِ وَالنِسْيانِ وَالبُهْتانِ وَالطُغْيانِ بلَفائِفِ ظُلُمات ٍ وَخَيالات ٍ وَضَلالات ٍ وَأدَتْ أجِنَّةَ الوَعْىِ بأرْحامِ الرَحْمَةِ المُهْداةِ كَأطْواقِ نَجاة ٍ لِكُلِّ الغارِقينَ جَميعا ً ، لِتَسُودَ مَمالِكُ الظُلُماتِ السِياسِيَّةِ أوْطانَ اعْتِقال ٍ لِمُواطِنيها فى مُعْتَقَلات ٍ مُتَرامِيَةِ الأطْرافِ شَرْقا ً وَغَرْبا ً وَشَمالا ً وَجَنوبا ً بطُولِ البلادِ وَعَرْضِها فَوْقَ سَراديب ٍ سُفْلِيَّة ٍ سِرِّيَّة ٍ تَمْتَصُّ بَقايا السَبايا وَالمَطايا احْتِواء ً لِحَناجِرِ صَرَخاتِهِمْ وَاسْتِغاثاتِهِمْ بمَقابِرِ صَمْتِ ذُعْرِ جَليدِ المَنْفَى . . يَنْسَى المُمْتَحَنُ المُخْتالُ تَكَبُّرا ً وَتَجَبُّرا ً دائِما ً أنَّهُ رَهْنُ امْتِحان ٍ دائِم ٍ بصَحائِفِ قَصاصِ الدَّيَّانِ المُنْتَقِمِ الجَبَّارِ ذِى البَطْشِ إنْ عاجِلا ً أوْ آجِلا ً سَيَكُونُ رَمادَ مَحارِقِ حِمَمِ جَهَنَّم ٍ ما دامَ ظالِما ً . . لَمْ تَتَعَلَّمْ كُلُّ الأُمَّةِ الإسْلامِيَّةِ شَيْئا ً مِنْ البَراهينِ السَماوِيَّةِ وَالعِبَرِ وَالمَواعِظِ حَوْلَ المَمالِكِ الطاغِيَةِ التى دَمَّرَها اللهُ تَدْميرا ً وَأهْلَكَ أقْوامَها هَلاكا ً تامَّا ً قَبْلَنا . . وَالمُتَجَبِّرُونَ المُتَكَبِّرُنَ فى بلادِنا وَأوْطانِنا ما زالوا عَلَى عِنادِهِمْ وَغَيْبُوبَةِ هَلْوَسَةِ اشْتِهاءِ أوْهامِ أهْوائِهِمْ طَمَعا ً فى الجاهِ وَالسُلْطَةِ وَتاجِ الحُكْمِ ، حَتَّى وَإنْ جَزُّوا رِقابَ شُعُوبِهِمْ جَزَّا ً بخَناجِرِ بَغْيِهِمْ وَمُفَجِّرِ ألْغامِ حُرُوبِهِمْ . ! ! . لَيْتَ القُوَّاتِ المُسَلَّحَةَ المصْرِيَّةَ تَفْهَمُ المَعْنَى قَبْلَ فَواتِ الأوانِ مِثْلَما فَعَلَ المُشيرُ طَنْطاوى باللا وَعْىِ إذْ خَسِرَ الشَعْبَ وَكَسِبَ الإخْوانَ الإرْهايِّينَ وَمَنَحَهُمْ مصْرَ هدِيَّة ً مَجَّانِيَّة ً لِلتَتَرِ خَوْفا ً مِنْ بَطْشِهِمْ إنْ جُنَّ جُنونُ هَلاكِ إرْهابِهِمْ يَأسا ً بَعْدَ أنْ تأخَّرَ كَثيرا ً عَنِ اسْتيعابِ المَعْنَى الشُمُولِىِّ المُطْلَقِ لِلحُرِّيَّةِ الحَقيقِيَّةِ لِلشَعْبِ وَحَقِّ المُواطِنينَ فى الاطْمِئنانِ وَالأمانِ وَالسَلامَةِ وَالكَرامَةِ وَالمُداواةِ وَالمُساواةِ فى الرَأىِ وَكُلِّ الحُقوقِ وَالواجِباتِ بالسَّادَةِ وَالقادَةِ السِياسِيِّينَ وَالعَسْكَرِيِّينَ وَالديبْلوماسِيِّينَ الحالِيِّينَ وَالمُقْبِلينَ .

وَسُؤالى الآنَ إلَى قائِدَ المَنْطِقَةِ الشَمالِيَّةِ العَسْكَرِيَّةِ بالإسْكَنْدَرِيَّةِ : : أيَا مَنِ ادَّعَيْتَ عَبْرَ القَنَواتِ الفَضائِيَّةِ اهْتِمامَكَ بكُلِّ المُواطِنينَ وَأنْتَ لا تَأمُّرُ رِجالَكَ وَجُنودَكَ بحُسْنِ مُعامَلَةِ المُقْعَدينَ بلا حِراك ٍ بفِراشِ المَرَضِ وَالابْتِلاءِ بمَساكِنِ ضُبَّاطِ الجَيْشِ التى باتَتْ فَنادِقا ً سِياحِيَّة ً لِلمُجَنَّدِينَ المُدَلَّلينَ السَفَلَةِ التابِعينَ لِشَرِكَةِ النَصْرِ لِلخَدَماتِ وَالصِيانَةِ بالقُوَّاتِ المُسَلَّحَةِ المصْرِيَّةِ . . ! ! . . أهَلْ هَذا ما ادَّعَيْتُهُ وَأقْسَمْتَ عَلَى أدائِكَ لَهُ مِنْ أجْلِ كُلِّ المُواطِنينَ المصْرِيِّينَ المَطْحُونينَ المَقهٌورينَ ظُلْما ً وَطُغْيانا ً عَبْرَ عُصُور ٍ . . ! ! . .

راجِعْ صَفَحاتِ تاريخِ البَراهينِ السَماوِيَّةِ قَبْلَ فَواتِ الأوانِ . . لا تَكُنْ ظالِما ً لِلشَعْبِ يَوْما ً أيُّها القائدُ العَسْكَرِىُّ ، إنْ أرَدْتَ النَجاةَ مِنَ الدَّيَّانِ . . لا تَجْعَلْ رِجالَكَ يُرْهِبُونَ عَواجيزِ الإسْكَنْدَرِيَّةِ بمَساكِنِ ضُبَّاطِ القُوَّاتِ المُسَلَّحَةِ بمَدينَةِ الفِرْدَوْسِ بمِرْغِمِ الإسْكَنْدَرِيَّةِ . ! ! . الأديب / محمد إبراهيم البنا

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Thursday, August 29th, 2013 في 15:33

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي