مصر أشرقت

احداث مصر

مقتل الشيعه حادثه فى الواقع المصرى

عندما كتبت مقالاتى بعد الثوره كنت أوقع عليها باسم مصر أشرقت ، وعندما عملت صفحه على الفيس بوك أسميتُها مصر أشرقت ،كنت أعنى أن مصر بعد الثوره ستكشف ماقد أخفاه النظام السابق من معدننا الأصيل الذى كان يتجلى فى حبنا لبعض,، وحرصنا الدائم على بعض،, والذى تجلى فى أروع صوره فى أثناء الثورة ، كان النبض واحد ، والدم واحد ، والدين واحد ،والوطن للجميع
-و عندما سافرت الى ألمانيا أنا وزوجى والتقينا على الغداء مع أحد الدكاتره الألمان كان الرجل يحكى لنا عن زيارته للقاهره ، وأنه ذهب الى حى الحُسين وشرب هناك كوب كبير من الليمون ، وانطلق يصف لنا باعجاب شديد عن أنه وجد ناس كثيره تلتف حول التليفزيون وتصيح وعندما اقترب منهم وجدهم يتفرجون على ماتش كوره , وأنه بعد 10 دقائق من الفُرجه معهم أصبح يصيح مثلهم بمنتهى الفرح ، وبالرغم من أنه لايعرف الفريقين ،الا أنه اختار فريق وأخذ يصيح مع من يصيحون ويقفز مثلهم عندما يفوز فريقه ،وحكى لنا أنه استمتع بهذه التجربه وسط الناس ووسط الزحمه ، وأنه كان يشعر بقمة الأمان وهو بين هؤلاء الناس
-تعجبت كثيرا وأنا أسمع هذا الكلام ، وقلت فى نفسى عمار يامصر, عندك القدره أن تمتصى من يدخل اليك ويعيش فيك ,وأن تصبغيه بصبغتك, يتكلم لغتك وينصهر فى وسط أولادك ويصبح منهم وتضيع هويته فى هويتك
-كنت كلما سافرت الى الخارج وشاهدت كثيرا من التقدم ينتابنى احساس بالغيره والغضب من كسلنا وأننا لو اشتغلنا مثلهم سنصبح أحسن منهم ولكنى كنت دائما أحمد الله على شىء واحد غير متوافر عندهم الأمان!!!!
-وعندما سافرت الى أمريكا لم نكن نستطيع أن نسير فى الشوارع نهارا وانما يجب أن نخرج فى العربه وذلك للامان
وكنت أتباهى فى قرارة نفسى أننا نسير فى شوارعنا فى أى وقت ليلا أو نهارا لانخاف وممن نخاف من أهلنا ، من شبابنا الذى يحمينا , من شوارعنا التى نحبها, والتى نشأنا فيها, والتى تشهد على طفولتنا وصبانا وعلى كل ذكرياتنا الجميله
-وعندما حدثت الثورة أحسست أن قلبى تحرك من ضلوعى وأن مصر سوف تصبح مثل الأمنيات التى تمنيناها لها, وأن التراب الذى أهالوه عليها سوف ينقشع ويظهر معدنها الأصيل ومعدن أهلها
-ولكن ماأراه الآن جعلنى لاأستطيع الكتابه أحجمت لفتره طويله عن الكلام وعن الكتابه لم يكن هذا ما توقعناه لمصربعد الثوره
أصبحت مصر أخرى لم نعرفها ولم نعهدها ولم نعش فيها من قبل حتى أهلها تغيروا
-من هؤلاء الذين يضربون عدد من الأفراد لمجرد أنهم شيعه حتى الموت ,وعندما شاهدت الفيديو لم أعرفهم ولم أعرف مصر بلدى
-هل هم فى مصرفعلا أم أن هذا الفيديو مدسوس وأنهم فى مكان آخر على وجه الأرض
هذه ليست بلدى وليست هذه اشراقة مصر التى حلمت بها وحلمنا بها كلنا وهل هذا هو الاسلام ؟؟؟؟؟؟
الاسلام برئ منهم , الاسلام حرم الدماء , فقد قال سبحانه وتعالى ( من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤة جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما )
وقال سبحانه وتعالى (ولاتقتلوا النفس التى حرم الله الا بالحق)
وعن عبد الله ابن عمرو عن النبى صلى الله عليه وسلم قال (الكبائر : الاشراك بالله ،وعقوق الوالدين , وقتل النفس ,واليمين الغموس )
وعن أبى هريره قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمه لقى الله عز وجل مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله )
فاذا كان شطر الكلمه موجبا لكتابة الاياس من الرحمه من عينى قائلها فكيف بمن أراق دم المسلم ظلما وعدوانا بغير حجه نيره
واجماع الأمه الاسلاميه ولاخلاف بينهم فى حرمة الدماء , وهى من ضرورة الدين
-فأى اسلام هذا الذى يتكلمون باسمه, ويقولون أنهم يسبوا الصحابه
وهل لو كان سيدنا أبو بكر رضى الله عنه وأرضاه حى الى هذا اليوم وسبوه فى وجهه هل كان سيقتلهم ؟
ياألله!!! كيف,؟ وهو الذى أشار على رسولنا الكريم باطلاق سراح الأسرى , نعم الأسرى الذين حاربوا الاسلام وهم كُفار لايؤمنون بأى دين ,يحاربون المسلمين وغرضهم قتلهم, أى أن كفرهم باعث على الحراب وهو مبيح للدم فى الاسلام
ونزلت الآيه الكريمه تعاتب الرسول على اطلاق سراح الأسرى , كان أبو بكر مثالا للقلب الرحيم والسماحه التى هى من صفات المسلم الحقيقى
وهل لو كان عمر رضى الله عنه وأرضاه حى الى هذا الوقت وسبوه هل كان سيقتلهم ؟ لاأظن لأن سيدنا عمر رضى الله عنه كان أشد الناس قوه فى تطبيق الاسلام والشريعه ولم يأمرنا الاسلام بقتل أناس يشهدون أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله مهما اختلفنا معهم
وهل لو كانت السيده عائشه رضى الله عنها وأرضاها موجوده الى هذا الوقت هل كانت ستطلب القصاص؟
لاأظن فقد تم سبها فى حادثة الافك والافتراء عليها ,ونجدها اعتزلت فى بيت أبيها واحتسبت نفسها عند الله ولجأت الى خالقها الذى برأها من فوق سبع سماوات , وشرفها بالآيه الكريمه التى أظهرت براءتها
ولم نسمع أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بقتل من سبها أو تعرض لهم المسلمون فقتلوهم
من أين جئتم باسلامكم يامن تقتلون بدم بارد والله مااستطعت أن أشاهد الفيديو كاملا لأن هؤلاء الأفراد لو أنهم كلاب أو حيوانات لأنشق قلب البنى آدمين رحمة بهم وشفقة ًعليهم
من أين جئتم باسلامكم وقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن امرأة دخلت النار من أجل قطه حبستها فلم تطعمها ولم تتركها لتأكل من حشاش الأرض ,من أجل قطه دخلت امرأه النار فكيف بنا بحرمة الدماء وحرمة الكيان الانسانى الذى تهتز له السماء والأرض من بشاعة الجريمه
-كيف تمر هذه الجريمه مر الكرام أو تتحول الى خبر أو حدث ويمر , كيف طاوعهم قلبهم وهم كثره يضربون بالعصى قله قليله مهما اختلفنا معهم ومهما تأذينا من فكرهم المنحرف , فقد وضع الدين أصولا للاختلاف وأصولا للمجادله , وقواعد للدعوه
قال سبحانه وتعالى (وجادلهم بالتى هى أحسن فاذا الذى بينك وبينه عداوه كأنه ولى حميم) ياألله جادلهم بالتى هى أحسن بالحسنى والرفق وألأدله والاقناع فيتحول العدو الى صديق قريب وسواء اقتنع برأيك أم لا فالحساب فى ألآخره للله سبحانه وتعالى ولم يُنصبك الله وصياً عليه أو وكيلا عنه
-هل هذه بروفه لما قد يحدث فى 30/6 ؟ هل يضرب الأخ فى أخيه لمجرد الاختلاف فى الرأى أو الاختلاف على من يحكم
-هل يتحول الشعب الواحد الى فريقين متناحرين يضرب كل فريق فى الآخر
-هل هذه مصر التى حلمنا باشراقتها الجديده
-هل هذه مصر التى تمنيناها وحلمنا بها وعملنا من أجلها
-هل أخرجت الثوره أسوأ مافينا كما يقولون
لاأعرف ولكن ألأيام القادمه سوف تُجيب على هذه الأسئله
مصر أشرقت
amal abdalla

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Thursday, June 27th, 2013 في 19:10

كلمات جريدة احداث: ,

ردود to “مقتل الشيعه حادثه فى الواقع المصرى”

  1. مصر أشرقت
    28/06/2013 at 17:15

    تصحيح لللآيه الكريمه ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )

اترك تعليقاًً على هذا الرأي