شاهد المصريين في الجمعة الماضية جحافل ميليشيات الاخوان وهي تحاصر مبني دار القضاء العالي رمز العدالة وتعالت الهتافات بتطهير القضاة دون اي دليل ضد القضاة واتهامهم بالفساد والخيانة والمطالبة بتطهير المؤسسة العريقة التي اسست قواعد العدل في مشهد عبثي اختلط فيه الهتاف بدماء شباب الثورة الذين هبوا للدفاع عن قضاء مصر من الهجمة الغوغائية الهمجية في مسلسل اخر من وهم تمكين الجماعة لمقاليد السلطة في مصر .
رأينا شباب الثورة يقتلون ويسحلون ويطلق عليهم الخرطوش ويخسرون أعينهم وجماجمهم في سبيل الوقوف مع الحق المسلوب منذ اكثر من عاميين وفقدنا بالتدريج خلال جميع الاحداث المتلاحقة الامل في العدل الذي استقال وزيره بعد ان شهد زور في مقتل الشهيد محمد الجندي وسكت عن محاصرة انصار المشروع الضلامي المحكمة الدستورية ولم يعترض علي تعيين النائب عام باعلان دستوري باطل وقفت مصر كلها ضده .
العدل يا سادة اساس الملك وما دام غاب العدل وجبت الثورة لان من اهم مباديء ثورتنا العظيمة ان يجد المصري العدل في مصر بعد كل هذه الدماء التي سالت علي ارض ميدان التحرير املا في الحرية المسلوبة والكرامة المفقودة لم يعد يجدي صوت الرصاص ولا ارهاب ميليشيات الاخوان .
استقال وزير العدل مكي كما استقال شقيقه في مشهد عبثي وقبل ان يحاسب علي الجرائم التي ارتكبتها السلطة الحاكمة الان بأسم العدل والقصاص للشهداء الذين يتسول من فقد بصره او جزء منه العلاج علي نفقة دولة لا ترحم الضعيف ولا تقدر معني الانسانية التي كرمنا الله بها في كل الاديان السماوية .
ذهب مكي ومازال القضاء جريح الاهانة وتلطيخ سمعته من قبل جماعة لا تعرف معني العدل و القانون وخسر المستشار الذي كنت اجله اي احترام بعد ان قبل ان يكون خادما مطيعا في يد سلطة تفتك بالمعارضين وتقتلهم في الشوارع دون اي وازع ديني او انساني وراينا سحل وضرب الشاب محمد في مشهد صادم بضربات قاتلة علي شاشات التلفزيون رأينا مصرنا تستنجد بشبابها من دماء سالت علي محراب العدالة .
سكت “مكي” عن تزوير تقارير الطب الشرعي ولم يجرؤ علي محاسبة قتلة الشهيد محمد الجندي ولا تعذيب الثوار في الاتحادية امام قصر المقصرين المزورين داخل وزارته وترك سلطاته في يد غيره ولم يحرك ساكنا لنجدة الحق والعدل فذهب وسيلاحقه عاره .
بعد عامين علي الثورة لم يجد المصريين ما ثاروا من اجله من عيش وحرية وعدالة التي كانت الشرارة الاولي لثورتها من التنكيل بالمعارضين واستحلال الدم المصري في الشوارع دون اي محاسبة .
ونحن الان في انتظار العدل الالهي من كل عذب شبابنا واراد ان يبعد بظلمه وطغيانه وميليشياته نور الحرية التي فجرها شباب وشهداء يوم الخامس والعشرين من يناير .
الثورة دين الحرية والعدل والمساوة من كفر بها ملعون بدماء الشهداء التي اريقت في سبيلها والامل باقي ما دام ضمير الثورة داخل كل مصري .
محمد الديسطي
احداث مصر
دماء اسقطت “مكي “
اضيف بتاريخ: Monday, April 22nd, 2013 في 03:06
كلمات جريدة احداث: احداث, محمد الديسطي, مصر