محمد الديسطي

احداث مصر

الدستور المسروق والحوار المسحول

طالعتنا كل الصحف العالمية الفرنسية والانجليزية والامريكية اليوم في عنواينها الرئيسية المصريين يسحلون في الشوارع امام قصر مرسي الرئاسي لمجرد مطالبتهم بأهداف ثورتهم منذ عامين منصرمين وتجلي المشهد امام كل كاميرات العالم في سحل وتعرية كرامة الثورة المصرية في مشهد مهين ومقزز اهتزت له كل عيون العالم .
لم تكن انتخابات الرئاسية في 30 من يونيو الا إعلان احتلال مصر من قبل الجماعة ودخول مصر عهد جديد لم ولن تشهده مصر علي مر تاريخها وتنبات في كثير من الاحيان بما يجري وبما سوف يجري ولكن لم نكن نتوقع ان تحدث كل هذه الاحداث المأسوية في فترة زمنية لم تتعدي السبعة اشهر .
شاهد العالم في 5 نوفمبر الماضي مذبحة الاتحادية الاولي وكيف ان ميليشيات الجماعة والتي قدرت اعدادها في هذا اليوم بعشرة الاف مقاتل جاءوا من كل نحب وصوب تجاه المتظاهرين السلميين المعتصمين امام قصر الاتحادية رفضا لدستور الجماعة والتي عرف المصريين اليوم انه لا تحاور ولا نقاش الا بعد حكومة انقاذ وطني ولكن ما لا يفهمه كثير من قادة الجماعة وحزبها الحاكم ان اي تنازل من قبل جبهة الانقاذ معناه اعدامهم وحرقهم سياسيا .
الجماعة او الرئاسة تريد حوار غير مشروط لمجرد التصوير وان تثبت للعالم ان المعارضة والرئيس والحزب الحاكم يجلسون عي مائدة الحوار ويخرج بيان اعلامي من الرئاسة ليعلن انهم اتفقوا الا يتفقوا وان الرئاسة حاولتو لكن المعارضة تعارض لمجرد المعارضة .
طبقا للدستور المستفتي عليه ليس من حق الرئيس تعيين النائب العام ولا تعيين المحافظين ولا الوزراء الا بعد انتخابات برلمانية جديدة ولكن ما فعله الرئيس انه ضرب بدستور الجماعة ايضا عرض الحائط املا في تمكين جماعته من المجلس التشريعي القادم تحت تهديد السلاح وتحت حكومة معينة من قبل الرئيس ونائب عام يصدر قرارات بالقبض علي مجموعة من الشباب توعدوا ميليشيات الجماعة بالوقوف في صف الثوار والدفاع عن النساء والاطفال من الافعال المشينة التي حدثت امام قصر الرئيس المعزول دوليا وعالميا وشعبيا .
سقطت هيبة الداخلية مرة اخري بالامس فراي العالم بالامس اكبر فضيحة لقوات وزارة الداخلية عندما راينا سحل مواطن في الثامنة والاربعين يسحل ويجرد من ملابسه كاملة في مشهد اعاد الي الاذهان تعامل قوات الاحتلال الامريكي داخل سجون ابو غريب ولكن ما انفردت به قوات داخلية الجماعة ان السحل والتعري كان امام كاميرات العالم وفي الشارع المصري المنوط بهم حمايته وحماية امنه فأصبحنا في ذهول ودهشة مما نري .
لقد بدا الاحتلال الاخواني بضرب كل مفاصل الدولة وتفكيكها لاعادة بنائه علي قوام اخواني بداً من القضاء ، الخارجية و الداخلية و وزارة التموين و ادارة الحكم المحلي اذن كل هذا ليس بمصادفة وانما هي حكومةالتزوير القادمة لم تفعل حكومة قنديل الاولي او الثانية سوي تكريس لوضع اقتصادي متدهور وسحب مزيدا من الاحتياطي النقدي الذي اصبح اليوم علي الحضيض
النائب العام المعين الجديد بقرار دستوري باطل سكت علي الاستعانة بميليشيات حازم صلاح ابو اسماعيل في محاصرة المحكمة الدستورية ومدينة الانتاج الاعلامي لاخراس الاعلام وتهديده وزير الداخلية السابق احمد جمال الدين ومحاصرته لقسم الدقي ظهرالان وأطلق امر بالقبض علي مجموعة ثورية ( البلاك بلوك ) ارتأت انها يجب ان تدافع عن المصريين ضد هذه البلطجة طالما اجهزة الدولة لا تريد الاقتراب مع من يساندون حكم الميليشيات .
تم سرقة دستور المصريين في فجر يوم مظلم وتم التصويت عليه في غفلة من نخبة الانقاذ الوطني وعدم تنفيذ اي ضمانات لنزاهة كتابته وعرف المصريين ان مصيرهم المحتوم يجب ان يتوحدوا ضد هذا الاستعمار الجديد وراينا انهيار البورصة والاقتصاد وسمعنا دعوات عن التصالح مع نظام مبارك وابرمت العقود الاقتصادية وباعوا البنوك الوطنية و انهار الجنيه امام الدولار واختفي السولار ولم يظهر نهار الحرية او العدالة الاجتماعية .
سافر المرسي الي المانيا املا في اعفاء مصر من الديون وجلب استثمارت لهذ البلد المفلس ولكن وضع مصري العالمي لا يخفي علي احد فالعالم اصبح يعرف عن مصر اكثر من اهلها احيانا في ، ونفس المشهد ، كانت مدن القناة ترفض قرارته التعسفية المخترقة للدستور بفرض حظر التجول علي محافظات انتصرت علي ثلاث دول مجتمعة في حرب العدوان الثلاثي وتخرج من حظر لتجول لتلعب مع الجيش المنوط به تطبيق الحظر فلا جيش نفذ ولا شعب احترم قرارت المرسي واقاموا مباريات لكرة القدم في استهزاء واضح لهذا القرار الغير محسوب .
لا اري اي بادرة للخروج من هذا النفق المظلم سوي نور تصريحات وزير الدفاع الذي حظر الرئيس من عاقبة عنده واستحواذ جماعته علي الدولة واغفال دور المعارضة والشباب ان يكفوا وان يبدأو الحوار ولكن يجب هذه المرة ان يكون الحوار تحت حماية الجيش ورعايته لانه مهما حدث في السابق سيظل الدرع والحصن الامان لكل المصريين .
لن يبارح المصريين ارضهم ولن تتمكن الجماعة مهما فعلت ان تخرس السنة جيل لا يخاف الموت وضحي بشبابه رجال المستقبل كي ينعم هذا الشعب بحقوقه المهدرة .
اطالب القوات المسلحة المصرية متمثلة في وزير الدفاع ان يأخذ بزمام المبادرة من جديد ويدعو الي حوار يضم كافة القوي الوطنية والازهر الشريف والكنيسة وشباب الثورة والحزب الحاكم علي ان يكون في المقدمه ضمان نزاهة الانتخابات بحكومة انقاذ وطني وتعديل لدستور همش دور العمل الجماعي ورفض اعطاء حقوق المرأة والنوبيين واعطي الحق في الاعتقال التعسفي لوزارة الداخلية التي لم تعي ان المصريين كسروا حاجز الخوف وانهم يتطلعون الان الي العيش و الحرية والعدالة الاجتماعية لانه بدون ذلك ستنفجر الملايين الجوعي في الشوارع والمناطق العشوائية املا في اقتناص حقوقهم في تعليم وصحة وسكن يليق بوطنهم مصر بعد حرمانهم منها لمدة تزيد من ثلاثون عاما .
لذلك انبهه السادة الحكام الجدد ان الثوار لن يتنازلوا عن تحقيق مبادي ثورتهم لانهم يبنون لابنائهم في المستقبل ما عجز ابائهم عن تحقيقه وان نري مصرنا تنهض بسواعد ابنائها .
يجب اولا التفكير الجدي في الاقتصاد المنهار والبحث عن بدائل بالعمل علي تشجيع الصناعة المصرية وتطوير الزراعة والعمل علي زيادة الصادرات المصرية والتقليل من الوارادت والعمل علي استقرار الاوضاع لعودة السياحة وان النهضة لن تأتي بفرض ضرائب جديدة دون خدمات لان المصريين لن يتركوا لاحد الفرصة لقتل حلمهم …..
الثورة وجدت لتنتصر .

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Sunday, February 3rd, 2013 في 20:11

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي