اكرام يوسف

احداث مصر

احداث المقطم و مكتب الارشاد تثبت : الاخوان ظاهرة صوتية

عائدة من المقطم.. الشباب والفتيات مازالوا يقدمون ملحمة عظيمة للبسالة والفداء..الصحة والسن لا يسمحان بالبقاء أكثر من ذلك، خاصة بعدما اضطر الشباب لتكليف أحدهم بمرافقتي أنا وصديقتين لحمايتنا!! عندما شعرت أننا أصبحنا عبئا، قررت الرحيل.. فارق كبير بين من يدافعون عن وطن ومستقبل؛ ومن يدافعون عن مبنى وسلطة!! كمائن الإخون تترصد للشباب عند مطلع الكمائن.. ونعلم أنها نجحت في إيقاف حافلة تحمل سيدات، وهو نجاح يشبه نجاحات قطاع الطرق، ومارست على الثائرات ما تحمله من عقدة نقص أمام الحرائر!! يحمل المدافعون عن الوطن أرواحهم فوق أكفهم، كما يحملون في نفوسهم حلما نبيلا ورسالة عظيمة، بينما يحمل المدافعون عن السلطة أسلحتهم التي يقدرون عليها: كسر الرخام، الأسلحة البيضاء، الخرطوش، الرصاص الحي!! وأضيفت إليها قنابل الغاز (كنت في آخر صفوف المظاهرة وشاهدت بنفسي قنبلتان عند إطلاقهما على الشباب من بلكونة شقة في أحدى العمارات!!!).. بطبيعة الحال، لقن الثوار بلطجية الإخوان درسا بليغا.. بعد جولات من الكر والفر(كنا نحن السيدات الأكبر سنا ـ بيننا العظيمة شاهندة مقلد، والصديقات نور الهدى زكي وكريمة الحفناوي ونجلاء بدير وأميمة كمال وشوقية الكردي، وغيرهن كثيرات ـ بعيدين نسبيا عنها لكننا نرى بعضها من بعيد، وبين حين وآخر نشهد مصابا تنقله سيارة اسعاف. وعلمنا ان ابن السيدة العظيمة خديجة ـ ماما خديجة كما يسميها الثوار ـ أصيب في وجهه، فتركتنا وذهبت للاطمئنان عليه ومعها أستاذتنا شاهنده ). انسحب الاخوان ليحتموا بالمساجد (ربما كان المقصود انهاك الثوار، ثم اللجوء للمساجد لأخذ قسط من الراحة استعدادا لجولة أخرى! فقد كان واضحا أن هناك من يدير المعركة إدارة حرب!).. علمنا أنه صار هناك حشد كبير من الثوار أمام مقر مكتب الإرشاد، فانطلقت المسيرات من حيث نقف عند ميدان النافورة مرورا بشارع 9؛ وما أن اقتربنا من المقر حتى انهالت قنابل الغاز (لم نشهد وجودا ملموسا للشرطة، فمن أين جاءت قنابل الغاز؟؟ وهل يملك المواطنون العاديون قنابل غاز يلقونها من شرفات منازلهم على المظاهرات؟؟؟؟) في الطريق كان أهالي المقطم يلوحون لنا بالأعلام من نوافذهم وبعضهم يردد هتافاتنا.. طفل في حوالي الثالثة عشر، وقف يهتف من شرفة شقته وإلى جواره والدته “يسقط يسقط حكم المرشد”.. “ارحل يعني امشي، ياللي ما بتفهمشي”..”ثوار أحرار، حنكمل المشوار”..”مسلم ومسيحي إيد واحدة”.. ورددت مسيرتنا الهتاف وراءه؛ عندها شاهدت المسيرة التي سبقتنا (وكانت صديقتاي قد التحقتا بها فحوصرتا ضمن نطاق القنبلة.. وبالاتصال بهما تليفونيًا، علمت أن احداهما سقطت مغشيا عليها ونقلها سكان احدى العمار إلى داخل عمارتهم ضمن عدد من السيدات وكبار السن من الرجال، وبينهم طفل (بصراحة اتغظت جدا من أهله.. ما ينفعش اصطحاب أطفال في يوم زي ده.. استهتار!).. أخيرا علمت أن احدى الصديقتين وصلت إلى سيارتها، وطلبت مني تليفونيا ـ بصوت مخنوق بفعل الغاز ـ أن تصطحبنا معها، فرجوتها أن تسارع بالعودة إلى بيتها وأطفالها، خاصة وأنني استطعت الوصول إلى ثالثتنا، وصرنا أنا وهي في حماية فارس نبيل، بقي معنا إلى أن اطمأن إلى وجود من يستطيع توصيل كل منا إلى بيتها.. في الطريق شاهدت أما شابة معها طفلها الذي لايتجاوز الخامسة من عمره، تجلسه فوق سيارة مركونة انتظارا ـ كما قالت ـ لوصول شقيقتها، لم أستطع أن أمنع نفسي من توبيخها، ونهرتها بعنف، وقلت لها أنني لو كنت من والدتها أو حماتها لضربتها.. تحملت انفعالي وحدتي بكرم وذوق شديدين، جعلاني أشعر بالخجل من طريقتي في النصح التي زادت عن حدها بصراحة! اليوم تأكد الجميع أن الإخوان ليسوا سوى ظاهرة صوتية.. وأن ميليشياتهم وبلطجيتهم ليسوا بالقوة التي يحاولون إيهامنا بها.. ولعل استعانتهم بحماس دليلا واضحا على ضعفهم وعجزهم عن مواجهة الثوار..لن يستطيعوا وقف قطار الثورة، وسوف يستغني عنهم مستخدموهم قريبًا، ولن يسمح لهم الشعب بإجهاض ثورته.. سوف ننتصر

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Friday, March 22nd, 2013 في 23:31

كلمات جريدة احداث: ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي