كمال خليل

احداث مصر

معا من اجل حركة ثورية موحدة

بعد عامين من التضليل والخداع والقمع للثورة المصرية مازالت الثورة واقفة على اقدامها صامدة تصارع جلاديها…عشرات الآلاف من الثوار منتشرون فى كافة المحافظات لم ينكسروا امام طغيان المؤسسة العسكرية ولم ينكسروا ايضا امام ارهاب ميليشات الاخوان …يسقط الشهيد تلو الشهيد ومع كل نقطة دم تزداد صلابة الثوار وتمسكهم بإنتصار الثورة …وفى هذا العام الثالث منذ اندلاع الثورة لايقف الثوار معزولين عن الجماهير بل يتعاطف معهم الملايين فى محافظات عديدة (بور سعيد –السويس –لاسماعيلية –الاسكندرية –الغربية –الشرقية –كفر الشيخ-دمياط-القاهرة الكبرى ….وغيرها )…خاض الثوار معارك شرسة ضد طغيان العسكر طيلة عام ونصف انعزلوا جماهيريا فى البداية لكنهم استطاعوا ان يكشفوا ويفضحوا طبيعة المؤسسة العسكرية المستبدة …والآن يخوض الثوار معركة حامية الوطيس ضد جماعة الاخوان المسلمين المتحالفة مع النظام القديم والساعية لأخونة الدولة والتمكين للجماعة وحلفاءها من الهيمنة والسيطرة على مقدرات البلاد ويساندها فى ذلك الادارة الامريكية الصهيونية برعاية قطرية …اما المؤسسة العسكرية بعد ان ضمنت مصالحها فى دستور الاخوان فإنها تترقب الصراع الدائر بين الثوار وجماعة الاخوان وتدعى حيادها فى المنتصف …وليكن معلوما انها لن تتدخل الا وفقا لتعليمات الادارة الامريكية :
ستدعم المؤسسة العسكرية جماعة الاخوان المسلمين طالما ظلت الادارة الامريكية تدعمهم….ولن تقف ضدهم الا اذا تلقت ضوء اخضر من تلك الادارة بمعنى استغناءهم عن خدمات الاخوان فى الحكم .
عمليات فرز مستمرة جرت طوال عامين من الثورة …وعى هائل وخبرة ثورية عالية اكتسبها الثوار …انكشف فى هذين العامين كافة القوى التى تآمرت على الثورة …وانكشفت ايضا كافة القوى الاصلاحية والانتهازية التى تريد ان تقف فى المنتصف وان تحصى الغنائم من مناصب ومقاعد وزارية وبرلمانية …تعمدت الثورة بالدماء …لم يعد الشعب المصرى الآن هو نفس الشعب قبل 25يناير …مجرى جديد بدأ يشق طريقه …الكل يتحدث فى السياسة وبعمق …الجميع يتظاهر ويضرب عن العمل ويثور …لم يعد الشعب ساكنا جامدا خاملا ….الثورة لم تحقق اى هدف من اهدافها لكنها خلقت مجرى عظيما للكفاح بين صفوف الشعب .

اين تكمن مشكلة الثوار ؟
تكمن مشكلة الثوار فى :القيادة الثورية الموحدة
الاحزاب القائمة بمجملها اما احزاب انتهازية او احزاب اصلاحية ولايوجد حزب جماهيرى ثورى قادر على قيادة الثورة …..كما تخلو الساحة من الزعيم القائد الملهم الذى يمكن ان يلعب دورا ثورياوتلتف الجماهيرمن حوله …وافكارا مثل مجلس رئاسى مدنى ومجلس قيادة ثورة وماشابه قد تم تجريبها طوال عامين وفشلت فشلا ذريعا ….ولاحت فرصة فى الافق لتوحيد العمل الشعبى فى جبهة للانقاذ لكنها فشلت بسبب تركيبةجبهة الانقاذ والتى ضمت احزابا انتهازية وشخصيات من النظام القديم او متعاونة معه… وقيادات مسكت العصا من المنتصف ….وقيادات تخلفت عن حركة الجماهير ووقفت فى مناطق رمادية باهتة..وفى النهاية فقدت الغالبية العظمى من الجماهير التى التفت حول جبهة الانقاذ اى امل فى هذه الجبهة .
ماتت جبهة الانقاذ لكن الثورة لم تمت …بل على العكس الثورة تتعمق كل يوم فى كل حى ومدينة ومبادرات الجماهير لاتنقطع .
نحن بحاجة لبناء حركة ثورية موحدة تلتف حول مهام ثورية لا اصلاحية….حركة من نسيج ثوار الميادين لا ثوار الفضائيات ….حركة لاتضم اى حزب من الاحزاب الحالية ….حركة موحدة تضم عشرات الآلاف من شباب الثورة فى كل المحافظات …حركة تتمركز فى الاحياء الشعبية وتتلامس مع هموم العمال فى المصانع وتقترب من شجن فقراء الريف وصغار الفلاحين….حركة ثورية وشعبية …تلعب ثورة ولاتلعب لعبة الكراسى السياسية ….حركة ثورية وشعبية تستهدف :
حق الشهداء وحق الفقراء
ويكون على اولويات عملها الثورى :
خلع واسقاط حكم المرشد –اسقاط النظام القديم –جيش يحمى حدود الوطن ولايتدخل فى السياسة .
حركة ثورية وشعبية لاتقف عند حدود اسقاط النظام وفقط بل يكون لها بديل ثورى واضح لبناء مجتمع جديد للعدالة الاجتماعية والحرية.
هل الامكانيات المادية لهذه الحركة الثورية موجودة ؟
نعم موجودة وتتمثل بحزم فى عشرات الآلاف من الثوار الموجودين فى مجموعات ثورية متفرقة فى جميع المحافظات …هذه المجموعات نتاج معارك ثورية امتزجت فيها دماء الثوار بالاسفلت وفطم ثوارها فى محمد محمود ومذابح ومعتقلات ….هذه المجموعات لم يتكون مثلها فى تاريخ الشعب المصرى …انها مجموعات ثورية بجد وطاقة نضالية جبارة …….عيوب هذه المجموعات انها متفرقة ويجب ان تتوحد فى حركة واحدة …لانها حينما تتوحد ستكون ضربتها مركزة على الخصم وستكون اعمالها مركزة وغير مشتتة ….وهذه المجموعات عليها الاتتوحد وفقط بل عليها ان تمركز نفسها فى كل حى شعبى وكل قرية وكل زقاق وكل نجع …لاينبغى ان تكون مجموعات سياسية علوية وفقط بل تكون ايضا مرتكزة فى القاعدة …والاتكون قاعدتها هى الميدان بل قاعدتها الحى الشعبى والقرية …وذلك ممكن وليس درب من دروب الخيال :
ثوار القاهرة ينبغى ان تكون قواعدهم ومرتكزاتهم فى الدرب الاحمر وعابدين والشرابية والزاوية الحمراء وامبابة وبولاق ابو العلا وبولاق الدكرور والمعادى الشعبية والسيدة عائشة والامام والبساتين ودار السلام ……الخ
ينبغى الا يكون مرتكزك خيمة فى ميدان ولكن مرتكز وخيمة فى حى شعبى او قرية لان ذلك وحده هو الذى ينير الميادين …..اذا تم توحيد الثوار فى حركة ثورية موحدة (وهذا جارى حاليا بالفعل وبخطوات معقولة ) واذا بنت هذه الحركة مرتكزاتها وقواعدها من اسفل فى الاحياء والقرى ستزدهر الثورة (معنى ان تكون لك قاعدة جماهيرية فى حى ما :ان تكون عضويتك لاتقل عن مائة ثورى من ابناء هذا الحى ..وهذا سهل فى زمن تموج فيه البلاد بالسياسة…كلما تعمقت لاسفل صعب اقتلاعك)
وهذه الحركة الثورية الموحدة ينبغى ان ترتكز على جناحين :
جناح شبابى: للثوار يتمركز فى الاحياء الشعبية والقرى كما هو مشروح عاليا .
جناح عمالى فلاحى :من قيادات العمال والفلاحين المرتبطين بالثورة للتلامس مع المدن الصناعية وعمال المصانع والقرى (وهذا الجناح من الممكن تكوينه ودفعه للامام …صحيح سيكون بخطوات اقل لكن عدم تكوينه سيجعل كثير من العمال اسرى للنضال الاقتصادى وفقط ولايربط العمال والفلاحين بالثورة ).

التجهيز والتحضيرللاضراب العام والعصيان المدنى
هو الآلية الثورية لاسقاط العصابة الحاكمة
بدون قواعد حقيقية فى الاحياء الشعبية والقرى والمدن ….وبدون الارتباط بالعمال ومنشآت العمل ومرافق النقل وباوضاع وهموم الفلاحين المصرييين ..لايمكن الحديث عن الاضراب العام والعصيان المدنى العام …..الامر يستلزم تحضيرا وتجهيزا ولا ينبغى ان يطرح بمنطق الآن الآن وليس غدا …واول هذه الخطوات التحضيرية هو بناء حركة ثورية موحدة على الارض ….التربة خصبة للعصيان ولاتحتاج منا الا العمل المنظم الدؤوب .

البدائل الثورية
علينا ونحن نبنى الحركة الثورية الموحدة ونحفر مجراها على ارض الواقع من خلال المعارك والصدام علينا ان نصيغ كراسات للبدائل الثورية ..وبالفعل هذه الكراسات شبه معدة لان كل المجموعات الثورية تتناقش بشكل شبه يومى فى البديل ..سهل علينا ان نتوحد حول رؤية للبديل الثورى فى العدالة الاجتماعية …سهل علينا ان نصيغ دستورا بديلا يليق بثورتنا ويشكل بديلا ديمقراطيا….سهل علينا ان نصيغ بدائل للتنمية فى ظل بلد يمتلك امكانيات هائلة لكنها مهدرة او منهوبة …سهل علينا ان نشكل حكومة ظل ثورية بديلة لحكومة العاهات الحالية …حركة ثورية موحدة يبغى ان تصيغ بديلها الثورى من الآن …وكتابات كافة المجموعات الثورية زاخرة بالبدائل .
هيا بنا من اجل بناء حركة ثورية موحدة

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Friday, February 15th, 2013 في 09:33

كلمات جريدة احداث: ,

ردود to “معا من اجل حركة ثورية موحدة”

  1. عطف ابراهيم يوسف
    22/02/2013 at 21:17

    ياعم كمال اولا انا كتبت البريد الالكتروني واصحابك مش شايفينو المهم اناعارفك ىارفيق وواضح ان الي بيفعرف الف به سياسه ىعرف انك شى شيوعي ولكن فيه اضافه جديده عايزك تعرفها اني انا. عارف انرجال ونساء الصليبيه المحليه بياخدوا. مذهب سياسي عشان ىداروا وراه ليحاربوا الاسلام وانا اعرف منكم الكثير من ايام روزا اليوسف وصباح الخير و الاهالي كل دول كان يعمل. فيهم صليبيين كتير واستغلوا السياسه والصحافه لتحقيق الهدف البعيد الهدف القريب وهو لعب السياسه والصحافه اللذى هو وسيله وليس غايه والغايه انت فهمت طبعا. اني عارفها من زمن فما فش داعى تتعب نفسك لانى محدش هيصدقك الا اعداء الاسلام من الشىوعيين ولن تكسب واحد معك يارفيق ياصليبي

اترك تعليقاًً على هذا الرأي