د.أحمد الحصري

احداث مصر

جماعة الحاج محمد هتلر

في أتون الحرب العالمية الثانية ظهرت مقالة فى إحدى المجلات المصرية كان لها مفعول النار في الهشيم، قال الكاتب فى مقاله الناري “علمنا أن إيطاليا واليابان وألمانيا قررت أن تتجه إلى الإسلام، وأنها ستقوم بتدريس الإسلام واللغة العربية، وعلينا تشجيعها لأن تتجه للإسلام، وأن يقوم الأزهر الشريف بمدهم بكل ما يحتاجونه من علماء لنشر الدين الحنيف”!
المقال المذكور نشرته مجلة النذير التابعة لجماعة الإخوان المسلمين فى العدد رقم 30 بتاريخ 4 ذي القعدة 1357.. أما كاتب المقال فهو الإمام حسن أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي المرشد العام ومؤسس جماعة الإخوان المسلمين!
كانت مقالة الإمام حسن البنا بذرة الشائعة التي انتشرت فى كافة أرجاء مصر المحروسة بفضل جهاز الاتصال التابع للجماعة، وأصبحت الشائعة كأنها الحقيقة، وصدق العامة أن الزعيم النازي أدولف هتلر قد أشهر إسلامه وقام بتغيير اسمه إلى الحاج محمد هتلر، وسافر إلى مكة، وأدى فريضة الحج، ولذلك أنجاه الله من محاولة اغتياله!
وانطلقت المظاهرات بقيادة رجال الجماعة تهتف في الحواري والأزقة والشوارع والميادين “الله حي.. الله حي.. الحاج محمد هتلر جاي”، وهو ما سجله فى مذكراته مفتي القدس الشيخ محمد أمين الحسيني.
فى تلك الفترة سطع نجم جوزيف جوبلز وزير الدعاية السياسية فى حكومة الحاج محمد هتلر، وكان شعاره فى الحياة “أكذب.. أكذب.. حتى يصدقك الناس.. ثم أكذب أكثر حتى تصدق نفسك”.
تأثرت جماعة الإخوان بفكر الحاج محمد هتلر وعاشت مخلصة لشعار الشيخ جوبلز حتى صدقت نفسها أنها بالفعل “جماعة” و”إخوان” و”مسلمين” لا ينطقون عن الهوى ولا يأتيهم الباطل من أي جانب.
كان تأثر الجماعة واضحا بفكر الحاج محمد هتلر خاصة نظريته عن ديمقراطية المرة الواحدة، فقد وصل الحاج محمد هتلر إلى مقعد المستشارية الألمانية عبر الانتخابات فى 30 يناير 1933، ولم يتركه إلا مع تدخل عزرائيل وإعلان وفاته وانهيار نظامه بانتصار الحلفاء عليه منتصف عام 1945.
ومن المفارقات أن الحاج محمد هتلر قدم إلى البرلمان الألماني “الرايخستاج” مشروع قانون أطلق عليه “قانون التمكين”، وقد منح هذا القانون الحاج محمد هتلر وحكومته سلطات تشريعية مطلقة جاوزت الدستور وكل القوانين المستقرة قبل مجئ الحاج محمد
إلى السلطة.
وبعد ستين عاما من قانون تمكين الحاج محمد هتلر من كافة السلطات فى ألمانيا، اقتحمت قوات الأمن المصرية عام 1993 مقر شركة سلسبيل لبرمجيات الكمبيوتر التابعة للمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة إياها، وعثرت أثناء التفتيش على وثيقة بخط يد الشاطر نفسه بعنوان مثير للدهشة “خطة التمكين”، وقد تم نشر الخطة ذات العنوان الهتلري في الصحف عام 2005، وكان أبرز ما فيها لتمكين الإخوان من الاستيلاء على السلطة هو:
1- تشويه الإعلام بشتى الطرق وإخراجه تماما من المشهد
2- تحييد الجيش واحتواء الشرطة.
3- اختراق المخابرات العامة والحربية.
4- السيطرة على المجتمع عن طريق الدين وإقناعه بأن الجماعة تمثل صحيح الدين الإسلامي وتكفير المخالفين واغتيالهم معنويا.
5- العمل على إيجاد بنية دستورية وقانونية لتكوين ميليشيات مدربة على فنون القتال.
ويعلق الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى ناشر الوثيقة بقوله “ياريت نقارن ما جاء فى هذه الوثيقة مع مايحدث الآن”.
أيضا من المفارقات الغريبة الأخرى أن الجماعة ظلت مخلصة لفكر الحاج محمد هتلر، وفي الوقت نفسه نجحت فى بناء جسور قوية مع النظم التى قضت عليه، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، والأغرب أن النواة الحقيقية للتنظيم الدولي للجماعة‏ كانت فى دولة الحاج محمد هتلر، وفى ظل نظام آخر لا يمت له بصلة، ففي أعقاب تصادم عبد الناصر مع الجماعة (1954)‏ هاجر العديد من قادتها، إلى بلدان عدة، لكن كثيرين منهم تمركزوا في السعودية،‏ ومن السعودية إلى ميونيخ بألمانيا سافر الأستاذ سعيد رمضان حيث قام بتمويل مثير للدهشة للمركز الإسلامي الذي أصبح النواة التنظيمية، بل والميلاد الفعلي للتنظيم الدولي للإخوان‏ (د. رفعت السعيد – الأهرام 14 إبريل 2007).‏
ومن المفارقات -غير الغريبة- أن الحاج محمد هتلر لم يسمح لأحد أيا كان أن يعارضه، باعتباره رمزا للحقيقة المطلقة تماما مثلما يعتقد أعضاء الجماعة إياها، وقد استطاع الحاج محمد بالقانون – التمكين إياه – أن يقضي على كل خصومه ومعارضيه، لدرجة أنه في أسبوع واحد قام بإعدام 32500 شخص ممن ينتمون للأحزاب الاشتراكية والشيوعية.
صحيح أننا لم نصل بعد لهذا المشهد، لكن المؤشرات تشير إلى إمكانية حدوثه في المستقبل القريب، خاصة وأن جماعتنا لديها قوة إضافية عن قوة الحاج هتلر، وهي أنهم حملة الحقيقة المطلقة المستوحاة من كتاب الله، ويؤكد ذلك ما يردده شيوخهم على سائر القنوات الفضائية التابعة لهم، وعندما سأل مذيع بإحدى القنوات الفضائية عن موقف الإخوة إذا ما خرج الناس للتظاهر احتجاجا على طريقة حكمهم للبلاد، قال شيخهم بمنتهى البساطة “هذا خروج عن الشريعة، وسوف نعاملهم مثل الخوارج، وحلال قتلهم، مثلما فعل سيدنا على بن أبي طالب”.
هكذا يرى مولانا الأمر بمنتهى البساطة.. التظاهر ضد الإخوة خروج على الشريعة وليس الشرعية، وحلال قتلهم دون محاكمة أو تحقيق أو حتى سماع كلمة منهم لمعرفة مطالبهم، الحكم جاهز.. ولا مجال لإضاعة الوقت حتى يتفرغ شيوخنا الأجلاء لشئون الشريعة التي لا يعرفها سواهم.. الشريعة هي كلمة السر وهي قدس الأقداس، وإذا أعلنت مخالفتك لرأي أحد من الإخوة عليك أن تتحمل فورا عقوبة الخوارج، وعليك أن تقدم دمك فداء لحكم الإخوة.
وبعد.. لقد  دفعت البشرية ثمنا باهظا لحكم الحاج محمد هتلر، تراوح بين 62 و78 مليون قتيل ناهيك عن الجرحى والمفقودين والمجاعات والتهجير ودمار البنية التحتية والمنشأت.. إلخ.. وفي بلادنا كانت وما زالت نظرية النازي في الحكم هى نبراس حياة الجماعة، وهي قيد التطبيق الآن في مصر المحروسة، وصل الإخوان إلى الحكم ولن يتركوه إلا على جثتهم، لكن أحدا لا يعرف كم ستدفع مصر ثمنا لحكم جماعة الحاج محمد هتلر.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Wednesday, December 26th, 2012 في 05:41

كلمات جريدة احداث: ,

4 رد to “جماعة الحاج محمد هتلر”

  1. امام شاهين
    08/01/2013 at 08:40

    انحسر على نفسك يادوك احمد الحصرى واقرأ ردى على مقالتك الفاسدة المفسدة وتذكر يوم الحساب يوم تحاسب امام الله الذى لاتخفى عليه خافية فى الارض او السماء ويوم تفضح السرائر على رؤس الاشهاد انت واشكالك من اصحاب الاعلام المريض وتذكر عمرك سنين معدودة فاعمل لما بعد القبر اعمل لاخرتك وقل خيرا او لتصمت لتنجو من الفتن قد يكون بعض الاخوان لهم اخطاء ولكن فى الاول والاخر ليست لهم كوارث مبارك واعوانه وفلوله لو حصن مبارك مصر بالعلم لكان عندنا ربع قمر تجسس يحمينا من اسرائيل ولكنه اوجد لنا قمر خصصه لصفوت الغير شريف ليبث اعلام فاسد افسد ضمير الشعب المصرى رسخ للرشاوى والتعرى ومعاداة الله بالذنوب عن طريق الافلام والاغانى لااقول الهابطة ولكنها المهبطة للشعب لقاع الرذيلة فلم تكن افلام واغانى هابطة بنفسها ولاتعرض على عامة الشعب ولكنها اهبطت الشعب معها البعض قد يقول لو لم يكن الاعلام المصرى والمبدعين بالافلام لكان يكفينا فساد القنوات الاجنبية ولكن ردى ان كان واجب على الاعلام المصرى يعلى من معنى الاخلاق يحارب القنوات الاجنبية بالطرق الصحيحة نجد فيلم مصرى ليوصل لنا نصيحة بان عقوق الابن لابواه يهلك الابن فى نهاية الفيلم ولكن للاسف خلال الفيلم يكون رسخ العديد من الاخلاق الفاسدة من سجائر وعرى للبنات ومخدرات وقد لايسمع نهاية الفيلم من سمع جميع الرذائل فى الفيلم فيصبح النهاية سوء وسوء نصيحة فليتق الله الاعلام فى مصر وينظف نفسه من النجسات التى المت به على مدار خمسون عاما

  2. امام شاهين
    08/01/2013 at 08:19

    والله الذى لااله الا هو لنجد فى حديثهم كل السب للاخوان ويحملون الاخوان فشل المعارضة الزائفة عديمة الجدوى والاخوان ليست السلطة الحاكمة كما يتردد على لسان هواة الفتنه الحكومة ليس فيها سوى 5 وزراء من كم 25 وزير والمحافظين كم منهم من الاخوان 5 من سبعة وعشرين من هم الاقلية فى السلطة اليس الاخوان معذورن فى عدم امكانية تطبيق رؤيتهم الاقتصادية والسياسية نسوق لك اخى المواطن عن تغريض اصحاب النفوس المريضة كلام بعد اقرار الدستور بان مصر على حافة الافلاس بعد3 شهور ويخرج الاقتصادين الشرفاء ليوضحو للراى العام ان معنى الاحتياطى النقدى لايكفى الا ثلاث شهور فاحسن دول العالم احتياطيها لايكفى الا لثلاث شهور ولكى ينتهى الاحتياطى يجب ان تتوقف جميع مجالات النشاط فى البلاد مدة الثلاث اشهر وهذا مايحول الذين يريدون اسقاط نظام الاخوان جر البلاد اليه فترى جبهة الانقاذ والاعلام الفساد يشجعون على الاضرابات ونشر الشائعات التى تؤدى لتعطيل الانتاج لتفلس البلاد ولكن لايلقون بالا بالفقراء فاذ غرقت البلاد فهم اصحاب الفتنه لن ينجو فالسفينة ستغرق بالجميع ولكننى احمد الله ان هناك شرفاء سواء من الاخوان او من عامة الشعب تقف للفلول ولجبهة الافلاس وغيرهم من موسى والبرادى وصباحى تلك الوجوه المظلمة تقف لهم بالمرصاد ماذا قدم صباحى وموسى والبردعه البرادعى سوى وقفات احتجاج واعتراض الوطنية الصح تخدم بلدك فى السلطة او المعارضة قدم مشروعا يساعد اليوم فى الانتاج وغدا عندما تصبح بالسلطة ارينا ماذا ستفعل يخوفونا الاخوان اذا مسكو السلطة لن يتركوها مرسى اصبح دكتاتورا اهم يضحكون على الشعب لو كان الاخوان مثل الحزب الوطنى ومرسى مثل مبارك فالشعب موجود من خلع مبارك وحزبه قادر ان يخلع كل طاغية ولكن لم نرى من الاخوان ومن مرس سوى مسلمون يريدون الخير للبلاد والعباد من مسلمون ومسحيين ولكن جبهة الافلاس والفلول والاعلام الفاسد ويعاونه القضاء الفاسد لايريدون النجاة لمصر ولكن واللحمد لله يوجد مضاد لهم بالمرصاد الوطنييين والاعلام الصالح والقضاء الشرفاءاخيرا رأو الجدار الاسرائيلى على الحدود قالو عليه كاميرات تجسس تتنصت وتسجل مايحدث حتى منتصف سيناء وبعضهم افترى حتى قناة السويس وضحكت عندما سمعت منهم هذا فهل هم جهلاء بجيرانهم اليهود واخوانهم الصهيانة لااظن انهم جاهلون فمن لايعرف ان اسرائيل لديها من اقمار التجسس مايغطى ليس كافة مصر ولكن لديهم من الاقمار التجسس مايغطى الوطن العربى فكيف يحتاجون لكمرات على الحدود ولكن الفشلة من اعداءالوطن يحتاجون كل اساليب الكذب لخداع الشعب المصرى ونصحيتى لهم اذهبو للشعب المصرى وصححو مافستدتموه وكونو جبهات بناء واصنعو لانفسكم قاعدة شعبية تراعى مصالح البسطاء من الشعب وانتظرو سنين حتى يكون لكم من الشعبية مثل ما للاخوان وتعلمو كيف تبنى الاحزاب ليس بالفتنه والفساد ولكن بالبناء والفقراء واعلمو ان كان الفقراء فقراء مال فانهم من الشعب المصرى اغنياء بالمعرفة العامة ولهم العقل المصر الذكى الذى يفرق بين الفتنه والنقد البناء

  3. امام شاهين
    08/01/2013 at 07:49

    اتحداكم ان تنشرو هذ التعليق اجتمعت الاكلة على قصعتها كما قال رسول الله ان هذا سيحدث فى اخر الزمان ونحن فيه وكانت الاكلة اليوم من مصريين قبل الاجانب على الاخوان المسلمين والله لم ارى رئيس يدعو للحرية فى الرأى ويستمع للسب من كل سفيه ولايرد بالقبض عليه او حتى محاكمته اننى ارى تكالب اهل الشر على الاخوان وقد فضحتهم اهواؤهم موسى يشارك بالدستورية شهورا ثم ياتى بالاسابيع الاخيرة وينسب وحجته ان اللجنة الدستورية غير قانونية طاب كنت فين فترة مشاركتك هراء لاينطلى على الامى وجماعة جبهة الانقاذ معارضة بعد معارضة وكلها غير منطقية اهدهم ليبرالى والثانى توجهه راسمالى واخر علمانى وغيره ممن لالون لهم ولاطعم ولارائحة وهم شر الناس لاتعرف اتجاههم يقاطعون فاذا راؤ فشلهم يشتركون كيف يختلط الزيت بالماء ولايفسد كل منهم الاخر وظهر اليوم انشققاتهم بينهم وصدق الله العظيم نحسبهم جميعا وقلوبهم شتى

  4. hamdi
    08/01/2013 at 07:00

    ارجومراعاةالمهنيةواحترام عقول الناس وقبل كل شئ الله لأن كلامك ينم على أنك لاتراجع عقلك ولاضميرك هداكم الله

اترك تعليقاًً على هذا الرأي