فتح الرئيس محمد مرسي صدره أمام مناصريه في ميدان التحرير يوم تنصيبه رئيسا للبلاد، معلنا أنه لا يخاف وهو يقف بينهم. وتكرر المشهد مرة أخرى عندما ذهبوا إليه أمام قصر الإتحادية ليعلنوا تأييدهم لإعلانه الدستوري، المقوض للحياة الديمقراطية، وللمؤسسات القضائية والدستورية في البلاد، حيث خرج إليهم مرحبا ومتحدثا وشارحا، بينما أنعكس المشهد تماما عندما ذهب إليه شعبه، من كل صوب وحدب، من القاهرة والصعيد والدلتا، من كل أطياف العمل السياسي، ليبراليين ويساريين، وناصريين، وقوميين، حتى حزب الكنبة ، ذهبوا إليه موحدي الهدف والرؤية، يحاولون الحديث معه وإسماعه صوتهم، فماذا فعل الرئيس، هرب الرجل مذعورا من الباب الخلفي لقصر الإتحادية، ليثبت بالدليل القاطع أنه كان ولم يزل يعتبر نفسه، رئيسا للإخوان (أهله وعشيرته) فقط.
مكتب الإرشاد يلهث وراء حل ولكنه يتباطئ لإنقاذ ماء وجه الرئيس والجماعة، والرئيس في حالة انتظار، لما سوف تسفر عنه اجتماعات مكتب الإرشاد، الذي يدير البلاد فعليا طوال الفترة الماضية، بينما البلاد مهددة بحريق قد يأتي على اليابس والأخضر. لقد أدرك العالم كله اليوم أن مقولاتكم حول القلة الحاقدة والفلول، لا مجال لها، فقد اصبح المجتمع كله معبئا ضدكم، فلا تفكروا في استخدام أساليب قذرة ، تعودتم عليها في الماضي، قد تزيد الوضع تعقيدا، ولكن هذه المرة قد تطيح بأحلامكم ومكتسباتكم، بل بوجودكم المادي نفسه،
والى الأبد، انصحوا الرجل بالإستجابة لما اتفقت عليه كافة القوى السياسية في البلاد، إلغاء الإعلان الدستوري، وإيقاف الإستفتاء على الدستور المشوه، وتشكيل جمعية تأسيسية جديدة، ثم الدعوة لحوار شامل ينقذ البلاد من الأزمة التي تعصف بها ، هذا أو فتح باب الجحيم، لكن تذكروا أنها ستكون نهاية الجماعة، والى الأبد ليس في مصر والعالم العربي فقط، وإنما في العالم أجمع، فلا تقامروا ، وفكروا بالعقل قبل فوات الأوان.