رياض سيف النصر

احداث مصر

هوامش علي فتنة رفح

رغم ما تعرض له المواطن “أبوجورج” من اعتداء مسلح من جانب التكفيريين. والتهديد بأن يغادر وباقي “النصاري” رفح “أرض المسلمين” خلال 48 ساعة. إلا أنه رفض أن يغادر المدينة التي أقام بها سنوات طويلة في محبة ووئام مع أخوته المسلمين. قبل أن يظهر التكفيريون علي الساحة ليفرقوا بين أبناء الوطن الواحد.. ويفرضوا قوانينهم الخاصة علي المواطنين.
موقف المواطن الشجاع لا يجب أن يفهم فقط في إطار مواجهة جرائم تهجير المسيحيين التي تكررت في أكثر من محافظة. وانما في إطار الدفاع عن هيبة الدولة التي تتعرض للاهتزاز في حالة العجز عن حماية أراضيها وتوفير الأمن لكافة مواطنيها.. مما يغري إسرائيل للمطالبة بالتدخل الدولي لفرض الأمن في سيناء.. بعد أن عجزت مصر عن تحقيقه.
وليس من الانصاف أن نطالب الأسر المسيحية في رفح بأن تتخذ موقف المواطن “أبوجورج” وأن تصر علي البقاء في المدينة. بعدما لاقوه من تهديدات من جانب التكفيريين الذين أرسلوا لهم أكثر من إنذار.. قبل الاعتداء المسلح علي متجر “أبوجورج” ما يعني أنهم عازمون علي تنفيذ تهديداتهم. وقد عبر الأقباط عن مخاوفهم لأجهزة الأمن ولمحافظ جنوب سيناء. الذي استجاب لمطالبهم بالانتقال للعريش.
وهنا ثار جدل طويل هل ما حدث للأسر القبطية تهجير.. أم استجابة لرغبة المسيحيين في الانتقال للعريش.. الأكثر أمناً.
رفض المحافظ اعتبار أن ما تم يعتبر تهجيراً للأقباط.. ونفي أن يكون لذلك علاقة بالفتن الطائفية. لأن الإرهاب في سيناء يطول المسلم والمسيحي.
واتخذ حزب العدالة والتنمية نفس الموقف. من خلال نفي عبدالرحمن الشوربجي عضو الهيئة العليا للحزب بشمال سيناء ما تناولته وسائل الإعلام عن تهجير أسر مسيحية مدينة رفح بعد تهديدها من جماعات سلفية بمغادرة المدينة.. ووصفها بأنها غير صحيحة.
والمؤسف أن تلك التصريحات كانت تذاع عبر القنوات الفضائية. بينما كانت تسجل حوارات مع أفراد الأسر القبطية الذين أكدوا أنه فرض عليهم الترحيل القسري. بعد التهديدات التي تلقوها من التكفيريين.. وأنه من كان لهم أن يغادروا رفح ويتركوا مساكنهم وأعمالهم. لو توفر لهم الأمن.
وجاءت تصريحات الأنبا قزمان راعي كنيسة “مارجرجس” في شمال سيناء متضاربة.. فقد نفي ما نسبته إليه صحيفة “الحرية والعدالة” بأنه لا يوجد في سيناء فتنة طائفية.. وأن سيناء يقطن بها مواطنون أقباط منذ ثلاثين عاماً ويمارسون حياتهم بصورة طبيعية.
سارع الأنبا قزما في بنفي تلك التصريحات وأكد أنه لم يلتق بأي صحفي من صحف الأحزاب الإسلامية.
وقال إن الأسر القبطية غادرت رفح وأن بعضها يجري نقل أثاثه وممتلكاته إلي العريش بسبب الحالة الأمنية المتردية في رفح وخوفاً علي حياتهم.
تلك التصريحات الصادرة عن جهات رسمية سواء كانت حكومية أو حزبية أو كنسية. تعكس مخاوف المسئولين من استفزاز التكفيريين الذين يخوضون حرباً غير مقدسة في مواجهة قواتنا المسلحة الباسلة التي تدافع عن هيبة الدولة وتحمي حدودنا من الغزوات القادمة عبر الأنفاق بهدف تهديد الأمن القومي المصري.
وبينما قواتنا المسلحة تقود معاركها الباسلة ضد الإرهاب. يحذر القيادي في تنظيم الجهاد الدكتور محمد غزلاني الذي أرسله الرئيس ضمن الوفد الذي يتفاوض مع الجهاديين في سيناء. من أن الجيش لن يفوز ولن يتحمل الاستمرار في حرب عصابات.. لأنه يحارب أشباحاً وطواحين هواء!!
ولا أعرف إذا كان الرجل يدرك أثر مثل هذا التصريح علي معنويات القوات المسلحة التي تخوض معركة شرسة ضد عصابات التكفير التي اخترفت حدودنا لتقيم إمارة إسلامية علي أرض سيناء.
والأخطر أن الدكتور غزلاني أكد لصحيفة “الوطن” أنه يؤيد عمليات الجهاديين ضد الكيان الصهيوني.. ووجه رسالة عبر الصحيفة التي تحمل تحياته علي حماستهم من أجل دينهم وتحرير المسجد الأقصي المبارك.
ولن يفيد بعد ذلك قوله: “إن الجهاد ضد الصهاينة لم يحن وقته بعد. حتي لا تحرج نظام حكم الإسلام بقيادة الرئيس مرسي. خاصة أن هناك اتفاقية للسلام ملزمة في الوقت الحالي للدولة المصرية”.
هذا الاستدراج لم يكن له ما يبرره طالما أسبغ الرجل علي هؤلاء المتطرفين الذين يرفضون الخضوع للقوانين المصرية.. صفة الجهاديين.. وشكك في إمكانية انتصار القوات المسلحة في معركة استرجاع هيبة الدولة وحماية حدودها.
ولن تصيبنا الدهشة بعد ذلك لو أن هؤلاء الإرهابيين فرضوا علينا حرباً مع إسرائيل دون أن نستعد لها.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Thursday, October 4th, 2012 في 00:43

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي