السيد البابلي

احداث مصر

آرجوزات شارع الصحافة

الواحد شاف في الدنيا بهلوانات وأرجوزات من كل شكل ونوع.. اللي بيعمل عجين الفلاحة. واللي بيقف علي رأسه. واللي بيتشقلب زي القرد… لكن كل دول حاجة. وأرجوزات شارع الصحافة حاجة تانية..!
فالمهنة دي يا جماعة مليانة ناس محترمة كتير قوي. مالهاش في الوقوف علي الأبواب. ولا في العزومات ولا في حمل المباخر.. والتعلب اللي فات وفي ديله سبع لفات..
والناس المحترمة دي بقت منعزلة.. بتموت في صمت.. بتتقطع من جوه مليون حتة وهي شايفة حال الصحافة اللي كانت ضمير الأمة اللي بيهز أتخن حاكم وحكومة.. واللي كانت صوت الشعب في وقت الضياع والألم. واللي دلوقت يا ولداه بقت بتغني ظلموه..!
والناس المحترمة دي كانت بتعرف وتقدر يعني إيه معني الكلمة.. ويعني إيه قيمة الكلمة.. ويعني إيه جرح الكلمة… وكانوا يبكتبوا بميزان من ذهب.. وكل كلمة ليها معني وكل حرف وله دلالة.. وكل تشبيه وله مغزي ورسالة..
والناس المحترمة دي بتختفي واحد ورا واحد.. وأساتذة المهنة وأسطواتها بقوا في خبر كان.. يا إما ماتوا من الحسرة.. يا قفلوا علي أنفسهم الأبواب. يا ركنوهم فوق الرفوف.. يا بياخدوا بعضهم ويسيبوا البلد خالص..
وكل ده ليه.. كل ده من بعض الأرجوزات اللي شطار في التنطيط وتحويل المهنة لسبوبة.. وإذا وقف في طريقهم حد طيروه وبهدلوه وطينوا عيشة اللي خلفوه..
والناس دول بقوا كتير.. وإذا كان فيه في الشارع بلطجية بالعضلات.. دول بقي بلطجية باللسان والشائعات والتزييف. والأبيض يخلوه أسود.. والأسود أحمر.. والأحمر بذنجاني.. وكله بالمقاس وحسب الطلب..
وعلشان كده الصحافة نزلت للحضيض.. مين يصدق أن إحنا بلد سكانه بيزيد علي 80 مليون بني آدم.. وتوزيع كل الصحف والمجلات قومية كانت أو خاصة. مستقلة أو حزبية.. بيدور في فلك المليون نسخة يومياً وأكوام المرتجع من بعض الصحف بيزيد علي كمية المطبوع منها.. ودي نكتة طبعاً ولكن للتدليل علي أنها صحف يا دوب بتبيع عشر نسخ أو ميه علي أحسن تقدير.. ولسه بتطلع. وإدفعي ياللي أنت مش غرمانة..!
وده ليه يا جماعة.. ده نتيجة سنوات وسنوات من الاختيارات السيئة لقيادات الصحافة.. كانوا بيتفننوا في أن همه يجيبوا الناس اللي ملفاتهم مليانة مصايب.. وليه دول بالذات.. علشان يعرفوا يتحكموا فيهم.. ويسيطروا عليهم.. ويبقوا بوق للنظام.. وصوت للسلطان..
ولما دول همه اللي بقوا في القمة.. ومسنودين قوي قوي قوي من اللي فوق.. فاللي تحت بقوا يقولوا حاضر.. ويا سيدي أمرك.. أمرك يا سيدي.. مقدرش أعاتبك.. لأني عارفك تقدر تحط الحديد في إيدي.. أمرك يا سيدي..!
ومن هنا ظهر جيل الأرجوازات.. ناس عرفوا الفولة وفهموها.. يتشتموا ويتبهدلوا.. مش مهم.. المهم التمن إيه وهايقبضوا كام ويستفيدوا إيه.. آمال يعني يتشتموا ببلاش.. كله بتمنه..!
واللي اتعودوا علي كده ما يحبوش يشوفوا إلا اللي اتبهدلوا زيهم.. ما هو أنا شفتك وأنت شفتني.. يبقي الهم طايلني وطايلك.. يبقي نقفل علي الخبر واللي فات مات.. وإحنا أولاد النهاردة.. وإحنا ولادك يا مصر.. وإحنا بتوع التغيير.. وإحنا المستقبل.. وإحنا اللي قلنا قبل كده بأعلي الصوت لأ.. ونصنع ماضي جديد.. ونقول كلام جديد.. وكل في المواني يابا.. كله في المواني..!
وركبوا الموجة.. والنضال شغال.. وفي النضال سبوبة حلوة ومضمونة.. وبتجيب شهرة ونجومية.. وأخبار في مواقع إلكترونية.. وإحنا الثورة.. ووالله ما ببالغ لأن واحد فيهم طلع وقال دا إحنا اللي عملنا الثورة.. والثورة ثورتنا وعاوزين يسرقوها مننا..!
والمصيبة.. إن فيه ناس بتصدقهم.. وناس بينضحك عليها.. وناس بتمشي وراهم.. وتغني معاهم..!
لكن ماتخافوش.. الكدب حباله قصيرة.. والحر هايفضل حر.. والعبد هايفضل عبد.. والموجة هاييجي موجة أعلي تغرقها وتغرقهم.. وتريحنا منهم.. فيه شمس.. وفيه نور.. وفيه عدل.. وفيه حقيقة هاتبان.. والأقنعة هاتبوش.. والأرجوزات هايبانوا علي حقيقتهم.. والحوت هايتنه حوت.. والسمكة عمرها ما هاتبقي حوت.. وكله يرجع لأصله.. وعلي الأصل دور..!

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Monday, September 3rd, 2012 في 04:30

كلمات جريدة احداث: ,

ردود to “آرجوزات شارع الصحافة”

  1. ابو نضارة
    05/09/2012 at 11:17

    إلى السيد / محمد حسن البنا – رئيس تحرير جريدة الأخبار
    عُنونت الصفحة الأولى بجريدتكم الأربعاء 5 / 9 بهذا العنوان ….
    إحالة فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق إلي محكمة الجنايات بتهمةالكسب الحرام .
    وعلى قدر علمى فلاتوجد فى القانون المصرى تهمة تحت هذا المُسمى
    القانون مفهوش زينب على رأى الراحل فؤاد المهندس
    مش كدة وألا إيه .

اترك تعليقاًً على هذا الرأي