أيمن نصر الله

احداث مصر

دولة منتهية الصلاحية

مخطيء من يتصور أن مشاكلنا ستنتهي بمجرد انتخاب رئيس للجمهورية وأن حالة الانفلات الأمني والأخلاقي ستختفي وأزمات البوتاجاز والوقود ستتبخر.. فما يحدث ليس عرضا مسرحيا سينتهي بإشارة من الرئيس القادم ليصفق الجمهور ويعود إلي منزله.. ولكن الحل الوحيد سيبقي في تطبيق القانون.. عندها فقط سينزل الستار فالقانون في مصر تم تعطيله لأسباب غير معروفة والكل أصبح في مأمن من العقاب فلا نكاد نخرج من أزمة حتي ندخل أخري وتصريحات الحكومة واحدة لا تختلف فأزمة اسطوانات البوتاجاز مفتعلة وأزمة البنزين مدبرة وتفرغ مجلس الشعب لصراعاته ومشاجراته وصفقاته السياسية ومن سيرشح من ومن سيكون في اللجنة التأسيسية الخاصة بوضع الدستور والحديث عن صفقات وراء الستار بين السلف والإخوان للاتفاق علي رئيس ولا أحد يهتم بالشعب الذي يقف في إشارة المرور الحمراء ولا يستطيع أن يخطو خطوة للأمام فالسيارة خالية من البنزين والأتوبيسات متوقفة لإضراب العاملين بهيئة النقل العام والقطارات معطلة بسبب الاعتصامات والإضرابات التي لا تنتهي.
كل هذا حدث ويحدث وسيحدث ما دامت القوانين غائبة والمفسدون في مأمن من العقاب والسوق السوداء أصبحت بيضاء ناصعة البياض من غير سوء واسطوانات البوتاجاز يتم بيعها بخمسة أضعاف سعرها نهارا جهارا ومحطات الوقود تبيعه بالجملة في السر بأضعاف سعره ولا أحد يحاسب أحداً فمصر هكذا أصبحت دولة منتهية الصلاحية ولا تستطيع أن تهضمها خوفا من التسمم ولا تستطيع أن تنتج غيرها فالإنتاج متوقف والمصنع مغلق لاعتصام العاملين بسبب الحوافز والإشارة مازالت حمراء في وجه الشعب يبدو أن الحل في العودة للأصالة واستعادة أمجاد الماضي فنطبخ علي “الكانون” لنتحرر من سطوة اسطوانات البوتاجاز ونستخدم الحنطور في تنقلاتنا ولا حاجة لنا للوقود وتعود للحمير هيبتها.. ولكن الخوف أن نفاجأ وقتها باختفاء البرسيم وبيعه في السوق التي كانت سوداء.
لا أعرف سببا لصبر الدكتور الجنزوري وتحمله ما لا طاقه له به وكنت أتوقع أن يبادر بالاستقالة ويحتفظ بتاريخه فالظروف استثنائية والمعطيات تجعلنا نعرف مقدما النتائج.. والأمل يختنق في الصدور والأزمات لا تنتهي والشعب فقد صبره من الانتظار في إشارة المرور.
* أخيرا..
أكثر المتضررين من أزمة الوقود هم لصوص السيارات فما قيمة السيارة إذا كانت خالية البنزين ولذلك فسنجد اللصوص يحملون السلاح في يد و”جركن بنزين” في اليد الأخري قبل سرقة أي سيارة.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Sunday, March 25th, 2012 في 01:15

كلمات جريدة احداث: ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي