فراج إسماعيل

احداث مصر

لعب الكرة في الممنوع

في شرق ليبيا تولد دولة جديدة تجاور الحدود المصرية الغربية بإعلان الحكم الذاتي لإقليم برقة الذي يختزن 80% من احتياطي النفط الليبي.
في مصر.. توقف الدوري واستبدل به لعب الكرة في الممنوع بفرض عقاب جماعي علي مدينة بورسعيد حصار أهلها وربما العمل علي أن يصبح حالها كحال غزة إبان الحصار فتلجأ إلي حفر أنفاق أو إلي طلب المساعدة الدولية لفتح ممر آمن لها سيتحول لاحقاً إلي حكم ذاتي ومن يدري فقد تلحق بها سيناء ويذهب احتياطي النفط المصري كله لإقليم جديد كنواة لدولة مستقلة.
مغامرو الفضائيات الرياضية الذين دخلوا الإعلام من بوابة الملاعب يفسدون كل شيء بثقافة ضحلة وميول كروية لا تقيم وزناً للوطن. وهم من أطلقوا سهام عقاب بورسعيد. فانتشرت صحائف المقاطعة في محطات البنزين والأسواق لتذكرنا بالصحيفة التي علقتها القبائل علي أبواب الكعبة لمقاطعة قريش عقاباً لهم علي بعثة النبي صلي الله عليه وسلم.
القانون الدولي يحرم العقاب الجماعي ويتدخل بصرامة إذا كانت الدولة المركزية التي تنتمي لها المدينة عاجزة عن ذلك خشية إغضاب الألتراس الأهلاوي أو مركز القوة المستند إلي جماهيرية الأهلي العريضة.
يوم الجمعة الماضي لمسنا بوادر التكلفة العالية لما يفعله المغامرون فقد رفع المتظاهرون الغاضبون في بورسعيد علم إسرائيل وقد نسمع قريباً من يطالب بالانفصال إذا استمر طلب ود الأهلي علي حساب مدينة مثلت عبر التاريخ ثغراً حامياً لمصر يتلقي عنها الضربات. أبرزها الاعتداء الثلاثي.. البريطاني الفرنسي الإسرائيلي عام .1956
بورسعيد تتعرض لهجمة إعلامية شرسة ستؤدي بشعبها في نهاية المطاف إلي طلب الحماية الدولية فهناك دعوات لشطب نادي “المصري” ممثلها في الدوري العام أو هبوطه استجابة لشروط تضعها إدارة الأهلي التي أفلتت بقدرة قادر من تهمة “الفلول” المطاردة لكل من استفاد من نظام مبارك ودار في منظومة الأب والابن والملكة غير المتوجة سوزان ثابت.
لا يوجد في كرة القدم أكثر استفادة من حسن حمدي رئيس الأهلي فهو من أكبر الفلول لكنه محظوظ تحميه جماهيرية طاغية وألتراس يشكل قوة ضاغطة علي أهل الحكم الحاليين فيسعون بكل الطرق لاتقاء شره.
يمشي أهل الحكم “جنب الحيط” في هذه الأزمة بالذات وتحجب عنهم رؤيتهم المرتعشة قصيرة المدي ما يمكن أن يحدث مستقبلاً إذا سمحوا باستمرار لعب الكرة في المساحة السياسية الممنوعة.
أهل برقة استقلوا ذاتياً لأن حقوقهم مهضومة وقرروا العودة إلي أوضاعهم حين كانت ليبيا تتكون من ثلاثة أقاليم في الفترة من عام 1951 إلي 1959 وعلي المنوال نفسه قد يفعلها أهل بورسعيد وكل منطقة تشعر بالغبن.
شكوي واحدة من “بورسعيد” للأمم المتحدة من الحصار الذي تتعرض له كفيلة بوضعها في قائمة الأزمات الدولية التي تجتذب التعاطف والدعم من الدول الأخري ولو حدث ذلك لن تكون الشكوي الأخيرة في مصر وستشجع علي اللجوء إلي الحل علي طريقة برقة.. وبدلاً من رئيس واحد جديد ستنتخبه الجمهورية المصرية في مايو القادم ستلجأ الأقاليم المنسلخة مستقبلاً علي اختيار رئيس لها من الأعيان كما اختارت برقة أحمد السنوسي.
من المهم هنا أن أسجل الوقفة الرائعة لأهالي بورسعيد الصامدة برفضهم رفع العلم الإسرائيلي في مظاهرات يوم الجمعة ودفاعهم عن شخصية المدينة ومصريتها وسمعتها الوطنية.
لقد أكدوا في بيان لهم “أن رفع العلم الإسرائيلي عمل مدان يدل علي ضحالة وعي من قاموا برفعه. واستجابتهم السريعة لمشاعر الغضب حيال ما يواجهونه يومياً من ضغوط عقب أحداث الأول من فبراير الدامية”.
وأضاف البيان: فعلتهم هذه دليل إدانة للجهات المعنية بالثقافة والإعلام الرياضيين التي ذكت روح التناحر والفرقة والتعصب.
المغامرون في الفضائيات الرياضية ركزوا علي رفع العلم الإسرائيلي الذي كانوا هم سببه في الأساس واستمروا في سكب البنزين علي النار التي ستحرق وحدة مصر.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Monday, March 12th, 2012 في 01:17

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي