وليد عباس

احداث مصر

الصراع الطائفي في مصر

أحداث جسام.. مازالت جاثمة علي قلب هذا الوطن.. فنتألم بألمه.. ونحزن لحزنه.. ولكن إلي متي سنظل قابعين تحت نير هذه الأحداث الطائفية. وخانعين لأهوالها. مخلفة وراءها الآلام والأحزان؟!.. فأخطر شيء علي الأمة هو الفتنة الطائفية. فهي تؤجج الصراعات بين جناحي الأمة.. وهنا يثور سؤال مهم: لماذا تشتعل نيران الفتنة الطائفية كلما خمدت؟!
القاسم المشترك دائماً في أحداث الفتنة الطائفية يتمثل في التعصب وغياب القانون.. وهذا ما يؤدي إلي تكرار هذه الأحداث بصفة مستمرة.. وكلما هدأت الأوضاع وخمدت نيران الفتنة زادت اشتعالاً باستغلال الصراع الطائفي من قبل البعض وغياب القانون في هذه الفترة الآنية. خاصة أن هذه الأيام حُبْلَي بالأحداث الدامية الدرامية المحبوكة من قبل من يريدون سوءاً وشراً بهذا الوطن.. فالصراع الطائفي هو الورقة الرابحة في أياديهم لإذكاء نار الفتنة بين قطبي الأمة.. ومن هذا المنطلق يجب احتواء الأزمة في مهدها من قبل المسئولين في الدولة قبل أن تتفاقم ونصحو علي كارثة.
وبنظرة فاحصة ودقيقة لـ  احداث الفتنة الطائفية.. بداية من كنيسة “الشهيدين” بأطفيح. وكنيسة “الماريناب” بإدفو. وكنيستي “مارمينا والعذراء” بإمبابة. وأخيراً أحداث قرية “ميت بشار” بالشرقية. ومنطقة العامرية بالإسكندرية.. نجد أنها تدور في فلك فتاة قبطية أشهرت إسلامها. ثم اختفت. أو مبني يريد الأقباط تحويله إلي كنيسة دون تصريح رسمي. وهذه هي جذور المشكلة دائماً في غالبية هذه الأحداث.. لذا يجب علي مسئولي الدولة ونواب مجلس الشعب أن يشرعوا ويضعوا القوانين لتلافي هذه المشكلات ومعالجتها من جذورها.. وقَي الله مصر شر الفتن وحفظها من كل سوء.
ننتقد جميعاً وبشدة المجالس العرفية والتهجير غير القانوني لأن ذلك ما قرره المجلس العرفي في منطقة العامرية بالإسكندرية. خوفاً علي حياة الأسرتين. وكأننا بذلك نستعيض عن قانون الدولة بقانون موازي يشبه قانون الغاب. وهذا ما لا نرضاه. فالكل يخضع لقانون الدولة.. فاللجوء للمجلس العرفي يُغيِّب القانون.
وأخيراً:
حذاري حذاري من أن ننجر جميعاً للفتنة الطائفية. فنحرق الوطن بأيدينا.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Sunday, February 19th, 2012 في 06:46

كلمات جريدة احداث: ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي