دكتور جميل جورجي

احداث مصر

ثورة مصر والوقيعة بين الجيش والشعب

جاءت تصريحات رئيس المجلس العسكري السيد المشير طنطاوي الأخيرة علي نحو يؤكد علي استشراف ما يحدث ويدور الآن بعد مرور عام علي الثورة وتلك الفخاخ التي تنصب هنا وهناك للوقيعة ما بين الجيش والقوي والتيارات السياسية من جهة دينية وبين الشعب الذي التف حوله وحمل أمانة حماية الثورة.. ولكن الأكثر من هذا وذاك هو أن هناك توجها يوحي بل ويؤكد علي أن هذه الفخاخ تستهدف الإيقاع ما بين الجيش والجيش ولا أقول المجلس العسكري لأن هذه التفرقة هي الفتنة بعينها.. فالمجلس العسكري من الجيش ولا يمكن الفصل بينهما بغض النظر عن آراء الكثيرين التي لا نحجر عليها ونحترمها ونقدرها ولكن دائماً ما يكون هناك اختلاف في الرؤي والتصورات ولكن الفيصل هنا لابد وأن يكون الاحتكام إلي متغير رئيسي ألا وهو المصلحة القومية التي تترجم في مصلحة الثورة ومستقبلها التي هي مصلحة مصر وبقاؤها كدولة.. أن أحد الأسباب الجوهرية التي تقف وراء ما يحدث الآن من تضارب ولغط في الأحداث والعلاقات وأن ذلك قد أدي إلي إثارة حالة من الغبار الكثيف حول مستقبل الثورة ومصر ذلك العامل هو ذلك الخلط ما بين قواعد ممارسة اللعبة السياسية وما بين المصلحة العامة أو الخطوط الخاصة بالأمن القومي والتي من شأنها الحفاظ علي بقاء الدولة واستمراريتها فكل ما يحدث هو يمارس في إطار قواعد ممارسة اللعبة السياسية ولكن علي نحو قد وصل إلي حد التعرض لأساسيات بقاء الدولة وقوتها وتلك هي الخطورة والكارثة وأن ما يحدث قد يكون مقصودا وعن عمد إذا ما تحدثنا عن ذلك في إطار مفهوم الثورة المضادة وإما أن يكون عن غير عمد من قبل الكثيرين وذلك نتيجة غياب الوعي أو نتيجة ما يمكن أن نطلق عليه الرعونة أو المراهقة السياسية لدي المثيرين الذين ينتمون إلي مختلف القوي السياسية والذين يفتقرون إلي الخبرة السياسية ويمارسون لأول مرة قواعد اللعبة السياسية وهؤلاء لديهم حالة من الاندفاع والتعطش للوصول إلي السلطة هم في سبيل تحقيق ذلك قد يتجاوزون هذه الخطوط لأن الهدف لديهم هو تحقيق المزيد من المكاسب السياسية بغض النظر عن النتائج والتداعيات التي يمكن أن تحدث والتي يمكن أن يكون من شأنها تهديد الأمن القومي لمصر بل وبقاها كدولة.. فهم قد أسقطوا النظام بالثورة وكان ذلك هو المطلب الأساسي للثوار وإن كان هناك بعض التحفظات علي ذلك من قبل البعض الذين يرون أن النظام مازال مستمر حتي الآن وأن مبارك هو الذي يحكم ولكن الحقيقة أن الثورة نجحت في إسقاط النظام وأن هناك مرحلة ما بعد وما قبل الثورة.. ويمكن أن نسحب ذلك التكييف حول صفة العمد فيما يحدث وعدم التعمد أيضاً علي تلك الفخاخ لوقيعة ما بين الجيش والشعب والجيش والقوي السياسية والجيش والمجلس العسكري فبعضها أي الفخاخ قد يكون متعمداً وذلك إذا ما أخذنا ذلك الحدث أو الفعل من منظور الثورة المضادة فهذه الفخاخ بقصد الوقيعة لابد وأن يكون عن عمد أو قصد لأن من مصلحة هذه القوي المضادة التي أطاحت بهم الثورة وأضاعت مصالحهم بل وجعلتهم متهمين يتم محاسبتهم الآن أن تنهار الدولة وإفشال أية حكومة عن القيام بواجبها لكي ما تزيد معاناة الشعب ومن ثم ينقمون علي الثورة ويرون أنها لم تأت إلا بالوبال عليهم ولكن البعض الآخر قد يكون عفوياً نتيجة الاندفاع الذي يولده الخلاف علي بعض المصالح السياسية الوقتية في إطار التصارع علي الحصول علي النصيب الأكبر من الكعكة.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Saturday, February 4th, 2012 في 04:17

كلمات جريدة احداث: ,

ردود to “ثورة مصر والوقيعة بين الجيش والشعب”

  1. محمد الشافعى
    05/02/2012 at 12:04

    محمد الشافعى نحن شعب فرعون ضرب الشرطه من اطفال هو اكبر دليل على كلامى من واجب الاداره التى تدير البلاد المسك بيد من حديد على كل من يهز امن مصر دون النظر الى اى جمعات واصدار مرسوم بعدم التظاهر حتى تسليم البلاد الى رئيس جمهوريه يتحمل هذا الشعب

اترك تعليقاًً على هذا الرأي