علاء معتمد

احداث مصر

نتائج الانتخابات الدستور اختبار الاخوان الاول

ظهرت ملامح مجلس الشعب الجديد.. واستحوذ الإخوان علي أكثر من 60% من المقاعد. مقابل نحو 30% للسلفيين و10% لباقي التيارات.
نتيجة انتخابات مجلس الشعب 2012 وضعت التيار الإسلامي في اختبارصعب. في توقيت أصعب. وخاصة جماعة الإخوان المسلمين التي ظلت طوال 80 عاماً في انتظار هذه اللحظة. فاما ان تكون أهلا للمسئولية التي ألقيت علي عاتقها. أو تثبت التجربة أن الأقوال تختلف كثيراً عن الأفعال وأن الهدف كان الاستيلاء علي الحكم وليس مصلحة البلاد والعباد. وأن أنظمة عبدالناصر والسادات ومبارك كانت علي حق في حظر نشاط هذه الجماعات.
وفي ظني أن وجود الإخوان في مجلس الشعب فقط قد لا يرضي طموحهم بالكامل. لأنه يمنحهم سلطات تشريعية تخول لهم وضع القوانين. لكنهم سيفتقدون السلطة التنفيذية لتنفيذ برنامجهم علي أرض الواقع.. لذلك فهم سيسعون إلي منح المجلس القادم حق تشكيل الحكومة باعتبارهم أصحاب الأغلبية. وقد يسعون إلي النص علي ذلك في الدستور الجديد الذي سيتم وضعه خلال الأسابيع القليلة القادمة.
وإذا كان الدستور السابق أو المبادئ الدستورية الحالية تعطي الحق لمجلس الشعب في تعديل مواده. فانه لم يحدث في العالم كله ان انفرد البرلمان بوضع الدستور.. وانما يتم ذلك من خلال لجنة توافقية تمثل كافة التيارات وطوائف الشعب.. لذلك مطلوب من الإخوان والسلفيين أصحاب الأغلبية في البرلمان ان يتجاوزوا أول اختبار حقيقي لهم. وأن يثبتوا أن مصلحة البلد فوق الجميع وأن فوزهم بالأغلبية في المجلس لا يعني ان الشعب قد منحهم صكا ببيع مصر.. وان مشاركة التيارات والأحزاب الأخري وأصحاب الفكر والرأي في وضع الدستور المرتقب. لن يقلل من شأنهم. بل سيثبت انهم بالفعل يؤمنون بالديمقراطية التي جاءت بهم إلي البرلمان.
انني علي يقين أن في وسط الصورة القاتمة التي نراها الآن. هناك ملامح جميلة لديمقراطية تعكس مستقبلاً أفضل. وأن بين الظلام الحالك الذي خيم علينا هناك ضوء يبدو في نهاية النفق. وأن حالة الكآبة والحزن التي خيمت علي الشارع المصري عقب أحداث محمد محمود والقصر العيني لم تمنع التفاؤل والفرح بأول انتخابات حرة ونزيهة تشهدها مصر منذ عقود. وأن هذه الطوابير الطويلة التي امتدت لساعات أمام لجان الانتخابات ستكتب صفحة جديدة من تاريخ مصر.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, December 27th, 2011 في 07:48

كلمات جريدة احداث: , , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي