“يا نجيب حقهم.. يا نموت زيهم” شعار يرفعه المتظاهرون في ميدان التحرير وده كلام جميل ما أقدرش أقول حاجة عنه واحنا كلنا عايزين نجيب حق الشهداء والمصابين وأنا لا أقصد التعويض المادي فقط ولكن حقهم بمحاكمة المتسبب في قتل خيرة أبنائنا وبسرعة. السبب أنه مافيش أي عذر بعد توفر الأدلة وتصوير الجناة. وبالقبض علي هؤلاء المجرمين حنعرف العناصر المندسة والأيدي الخفية. المشكلة أن سيناريو الأحداث الأخيرة متكرر ومتشابه بشكل يثير الشك. وتعالوا واحدة واحدة نرتب المشاهد ونفهم اللي بيحصل بالظبط.. يتم اتخاذ قرار فض اعتصام صغير يكون معظم المشاركين فيه من مصابي الثورة وأهالي شهدائها. يتحول الاعتصام السلمي إلي مواجهة تبدأ بمحاولة لفض الاعتصام.. عملية الفض تقابل بمقاومة ثم نشاهد مناظر عنف وسحل للمعتصمين بصورة تستفز أي حد.
تنفجر أزمة وينتشر الخبر “الحقوا بيضربوا وبيقبضوا علي الثوار” ينتفض الشباب للدفاع عنهم وتقع اشتباكات مع الشرطة ثم الجيش ويندس وسطهم بعض بلطجية الفاشلين في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة أو فلول النظام السابق وبعض شباب الشوارع من متعاطي الترامادول وحملة المولوتوف. تبدأ التظاهرات خلال ساعات النهار أما في الليل فحدث ولا حرج. مجموعة تعتصم في الميدان وتنصب الخيام ثم تحاول هذه المجموعة المعتصمة التحرش والاحتكاك بعناصر الأمن من الجيش والشرطة. أو تقوم بقذفهم بالطوب والحجارة لاستفزازهم وإجبارهم علي رد الفعل.. ده بقي السيناريو المعروف ولكن فيه حاجة مش مظبوطة في الجيش وفي الحكومة هي بتقول إنها حتطبق القانون وتضرب بيد من حديد علي المخربين ولا شفنا حديد ولا خشب والبلد أصبحت بدون رابط وكل واحد بيعمل اللي هو عاوزه وشويه البلد حتتجرجر إلي حرب أهلية ونبقي زي لبنان في السبعينيات أو العراق اللي مش عارف يفوق حتي الآن.
شوف يا صاحبي لما أقولك الخطأ الفظيع الذي نقع فيه جميعاً أن نصف كل المتظاهرين أو الموجودين في ميدان التحرير بالبلطجية أو المخربين لمجرد أن أزياءهم رثة وملابسهم بالية لا يعرفون اللغات الأجنبية ولا من المنتمين إلي الطبقات الاجتماعية المحظوظة نسبياً. الحل هو الفهم الصحيح لمكونات هذه الموجات الثورية الجديدة أو توابع الثورة وهي الطبقات المحرومة وكيف نحولهم إلي طاقة منتجة ودعامة للثورة قبل أن نجد أنفسنا أمام ثورة جياع لا تبقي ولا تذر حتقولي إزاي؟ نتفاوض ونتجاوب علي قدر الإمكان مع مطالبهم مع الابتعاد التام عن أساليب القمع الأمنية أو العنف من أي طرف. بس نبدأ في تطهير حقيقي للأجهزة الفاسدة وبناء الثقة المفقودة بين جميع أطراف وأطياف المجتمع.. بهذه الطريقة نستعد لممارسة الديمقراطية. المشكلة أنه لا توجد ديمقراطية بدون عدالة اجتماعية.. طب نعمل إيه؟ نوفر فرص عمل للشباب بطرق غير تقليدية وثورية وهي كتيرة بس اسألوا أهل الفكر.. فاكرين الشباب اللي زي الفل اللي كان بينظف الشوارع ويدهن الحوائط بعلم مصر ويقف أمام السيارات طالباً المشاركة الرمزية. لماذا لا يتم استثمار طاقتهم في هذا العمل الوطني والاجتماعي حتي ننظف البلد من الزبالة والفساد في نفس الوقت من خلال إنشاء هيئة تتولي هذه المهمة من الشباب.
الحكاية وما فيها أن الطبقة المثقفة غير قادرة علي قيادة الشباب الآن وماعندهاش أفكار ثورية في العمل الاجتماعي عارفين ليه؟ لأنها عزلت نفسها بنفسها ولم تخض معركة الإصلاحات التي نادي بها كبار المصلحين الحقيقيين.. المثقف عندنا يتخبط من التغيرات الفظيعة التي حدثت في المجتمع طوال عقود من الفساد مما خلق حاجزاً وفجوة بينه وبين الشباب الذي نشأ لا يعرف إلا رئيساً واحداً فقط وسلطة مستبدة ومثقفين منافقين. الحل أن نثقف أنفسنا بأنفسنا ونتعلم الفرق بين الديمقراطية والفوضي لأنه من الصعب أن نبدل نظاماً استبدادياً بنظام ديمقراطي فجأة. بجد إحنا محتاجين أن نتعلم الديمقراطية قبل تطبيقها كتعلمنا القراءة والكتابة أو كما يتعلم قائد السيارة كيف يقودها قبل حصوله علي الرخصة نحتاج بعض الوقت ثم بعد ذلك تصبح ممارستها سهلة جداً.
عبد المنعم فوزي
احداث مصر
للثورة توابع
اضيف بتاريخ: Tuesday, December 27th, 2011 في 07:43
كلمات جريدة احداث: احداث, مصر, ميدان التحرير
الحقيقه ان الثوره خلطة 3 اشياء منفصله وكل منها محتاجه ثوره منفصله الاقتصاد والسياسه والدين فى السياسه ارتكب النظام السابق متعمدا جريمه استمرار الدكتاتوريه وعدم التحول الى الديموقراطيه .