عدنان

احداث مصر

تباً لكِ من جيوشٍ عربية

كنت أقول لنفسي خلاص في يوم قريب وعندما تتحسن الاحوال في أوطاننا العربية ، وعندما تصبح حكومة قوية وعزيزة في مصر فإنني سأنظم رحلة أسافر فيها إلى مصر ونهر النيل و الاسكندرية وبنها والحلمية وبورسعيد والفيوم وكنت سأشتري باقة ورد بيضاء جميلة يقطر منها الندى والعرفان بالجميل وسأضعها في قبر جمال عبدالناصر ، وأقرأ له الفاتحة وأدعو له بالخير وسوف أخبره بكل أخبار مصر والوطن العربي المبهجة وسوف أشكره نيابة عن الأمة ذلك الشكر القديم من شعوبٍ قد ماتت ..شكراً كان يستحقه .. فكم كان حنونا على الضعفاء من العرب ..أبيا يمد يد المساعدة إلى كل بلد ، مات فقيرا .. مجهداً …يرحمك الله ياناصـــــر … وكنت سأسافر إلى فلسطين وكم أتوق أن أرى فلسطين منذ كنت طفلة صغيرة ، فأطوف بين المدن والقرى الفلسطينية غزة ونابلس والخليل والقدس… كلها كلها سأتحدث إلى أهلها وسأدق بابا لا أعرفه وسأعزم نفسي عندهم على الفطور وسأحضر معي الكثير من الطعام وسنجلس على الأرض الفلسطينية نأكل وأستمع إلى أحاديثهم ، وسأصلي في بيت المقدس وسأبكي هناك على كل الشهداء وساشكر الله أنْ مكنني من الوصول إلى بيت المقدس قبل أن يهدم وسأدعو لكل الأسرى ولكل أهل فلسطين .. وسآخذ معي بعضا من تراب الأرض الحبيبة سأضعه في علبة حصينة حتى أموت .. ثم سأمر على تونس وسأتناول من وجباتها الشهية في المقاهي الشعبية وأذوب مع الناس الطيبين ، وسأجلس على الدرج أتناول الطعام في شوارع ليبيا وسأتسكع في الطرقات أشاهد الناس وأستمتع بمناظر البناء والعمل والحرية ……. كنت أتخيل أنني سأعمل كل هذاوأكثر ، فانتظرت بشغفٍ أحداث مصر ورئيس مصر وكأنني طفلة بلا وعي ، وقلت عندما تكون أم الدنيا عفية فإننا سنشعر بالقوة وسنشد بها أزرنا وإذا كان ثمة من ضعفٍ ومن أخطاء في بلداننا العربية فإنَا وبمصر سنشعر بزيادةٍ في العزة والوعي وسنتعلم معها درجة درجة .. هكذا كنت دائما أكرر هذا الكلام ، فتسمعني أمي وتقول لي : أنت تحلمين ، فالزمن لن يعود ، إذْ لم يعد الناس هم أنفسهم نفس الناس ببراءة الزمن الجميل يتطلعون إلى القلوب وورودها لا الجيوب ونقودها ، ولم تعد الأحوال و الظروف نفسها كما كانت ، فقد قل الخير وكثرت شراسة البشر ، وما عاد الجيش المصري هو نفسه جيش مصر بتاع زمان .. وكنت أنكر كل ذلك الكلام ……

لقد كانت أمي على حق مع أنها لم تدخل مدرسة قط ، ولم تقرأ كتابا مما قرأت ….لطالما كنت أتغذى على الوهم وانتشى بالاحلام ، ثم انتهي إلى سراب لا يشبع من جوع … يكفي أن أرى الجيش المصري لأرى المستقبل القريب

يارب احمِنا من الشرط والجيوش العربية .. باعد بيننا وبينهم كما باعدت بين المشرق والمغرب …. ترى من ذا الذي بعد اليوم يحمينا . خبئنا يارب من أيدي أهالينا …
لكم هزمت وبكيت بكاء الفتاة المصرية وشعرت بالعجز وبالمهانة وبالقهر الذي تعاضم في قلبها الجسور عندما أمسى يرتجف خائفاً صغيراً .. وحيداً لم تأبه به الأحزاب ولا المتصارعين على المصالح ولو فطر ألف مرة ..
… أنا الفتاة العربية أناجيك يا إلهي : لقد أخذت محمداً صلى الله عليه وسلم ….كان قد قتل رجال بني إسرائيل وطرد كل اليهود من الجزيرة عندما كشف بعضهم عن ساق مسلمة ، فصرخت تستنجد
ياربي .. إلى من تكلنا في هذا الزمان .. إلى قريبٍ ظالم ملكته أمرنا ، أم إلى بعيدٍ يتجهمنا
ياربي لقد مات المعتصم وأمثاله … ذاك الذي قاد الجيوش ليلبي صرخة امرأة …..
ياربي لم يعد من رجالٍ يحملون إباء ولا نخوة ….وحتى أنه قد مات جمال
إنْ كان من يؤذينا هم أهالينا فإلى من نلجأ ليحمينا من ظلم ذوينا … اللهم ياعظيم إننا نساء المسلمين نستغيث بك : لا تمكن الشرط والجيوش العربية منا لا في سوريا ولا في مصر ولا في اليمن ولا في العراق ولا في الأردن ولا في أي بلدٍ عربي مهين
كم تتصارع تلك المشاهد في قلبي .. مشاهد الجيوش العربية وهي تنقض على شعوبها بما لم يأتي به حتى الاستعمار ..
خوفٌ أمسى يخيم على كاهلي من ظلامٍ مجهول يتربص في كل مكان ، أرغب أن أهرب من الوطن العربي ولا أعلم إلى أين …. مكَني من ذلك ياربي … إلى بلدٍ يكثر فيه الإنسان

كم ظلت صورة الحدي تتصارع في ذهني .. ذلك الرجل الذي انتزع الجيش اليمني شفتية وضربوا أطرافه بالنار.. كم كان منظرا رهيبا ، وبعد ذلك سحلوه حيا وكان يغطي شفتيه بيده المصابة وهم يجروه ويصوروه ويضحكون ثم قتلوه، كل هذا بسبب مظاهرة طالبتْ بحقوق الجنوبيين ، علَق فيها الحدي دمية الرئيس وشنقها… وثمة الكثير الكثير من الجرائم في الجنوب ، ثم في الشمال .. وسيأتي وقت ستنكشف فيه حقيقة الجيش اليمني الذي أدعى وقوفه مع الثورة مثلما انكشف الجيش المصري .. والجيس السوري الذي يثير في النفوس كل الفزع والرهبة … فئات ملطخة يداها بالدماء لن تغسلها مياه الأرض ولا مطر السماء ، وسيأتي اليوم الذي يدفع فيه كل الظالمين الثمن ولو كان بزمنٍ غير الزمن ..
إن جيوشنا العربية لم تعد جيوشنا وقد رُبيت مثلما رُبيت الأنظمة عميـلة لا تنتمى لنا بل لأعدائنا

لطالما كذبت على نفسي سابقاً ، وقلت إنه المجلس العسكري فحسب ، وليس الجيش المصري .. ومنيتها كذباً كالعادة بأن غداً سيعود الضباط الأحرار من جديد فيصححوا المسار … أما اليوم فعلى التاريخ أن يدون بحبرٍ أسود بهيم وحزين : جيش مصر يمزق ثياب امرأة .. يعريها ويسحلها ويضربها ، ويضرب الشباب على الأرض بحقدٍ دفين بمشاهدٍ مريرة لم أرها حتى في فلسطين ..
هل حقاً هذا هو الجيش المصري ؟!!!! حتى الجيش الاسرائيلي لم أره يفعل هذا بفتاة ، هل هذا من سيحمي الحرية والثورة ؟!! هل هذا حقا من سيترك الحكومة تقود البلد إلى العزة مجدداً ..هل يمكن لجيش كهذا أن يصنع نهضة وأن يثمر بطولة إنْ احتاجتْ البلد إلى ذلك ؟!! وأن يحمي حدوداً وأن يضحي لمبدأ أو لثورة .. من ربَى مثل هذا الجيش ؟ ! ما هذا القرف ؟!!! وإذا كان الجيش المصري هكذا .. يـُقتل جنوده في الحدود بيد اليهود فلا يحرك ساكناً وكأنه امرأة ، ثم يفرد ضلوعه على حرمات النساء ، وتتلطخ يداه بدماء الشباب العزل وبالبلطجة .. وأغلب الجيوش ربيت تلك التربية الحيوانية متعطشة لدماء الضعفاء ..
ثم نتلفت حولنا هرباً من جيوشنا ، فنرى إسرائيل في فلسطين والجولان تتمطئ تيهاً وخيلاء ، لا تخشى حتى من ثوراتنا ، بل إن أصدقاءها يساعدوننا … استكثروا علينا ثوراتٍ نزيه نبي بها ما فاتنا .. فخنقتنا وكبلتنا مساعداتهم المسفهة لعقولنا !!! .. يساعدون جنوب السودان من أجل العدالة والحرية !!! وقريبا سنسمع بإسرائيل وهي تتحكم بمياه مصر والسودان وأكثر وأخطر من ذلك بكثير .. فلا شيء بالمجان ، وهم أليسوا أنفسهم المستعمرين .. إننا محاصرون بجيوشنا وبوجوه شتى من اليهود والاستعمار …أساطيلهم وطائراتهم قد استرخت وتربعت في بحر العرب وباب المندب.. قواعدهم التي نمى عليها الريش من شدة النعيم في الخليج أمست جزءا لا يتجزأ من دولنا.. وقد أقسموا بالمال الغالي وبالثروات ألا يغادروا منها ولا من العراق أو افغانستان ليست جيوشهم فحسب بل السيادة ، وأما نصيب ليبيا فقادم ….
هل تستطيع هذه الثورات اصلاح كل ذلك ؟؟؟ ومتى ؟؟ أريد أن أرحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Thursday, December 22nd, 2011 في 00:41

كلمات جريدة احداث: ,

ردود to “تباً لكِ من جيوشٍ عربية”

  1. أشرف صقر
    22/12/2011 at 11:11

    فى المقال الإجابه عن السؤال . .
    مــصــر الكبيره وعـبـدالـنـاصـر سواء .
    عبد الناصر كان قوياً والقوى له الكثير الكثير من الأعداء .
    ومصر فى كل أحوالها قـويـه بشعبها وأهلها وجيشها سنداً وعوناً لمن يمد يده إليها من الأشقاء .
    جيش مصر هو من يحمى النهوض بمصر لتكون القدوه لمن حولها من الأشقاء .
    مصر هى الرائده ولريادتها ينتظر الأشقاء .
    جـيـش مـصـر وعـبـد الـنـاصـر سـواء .
    جيش مصر القوى له الكثير الكثير من الأعداء .
    جيش مصر تعتز به مصر ويعرف قدره العقلاء الشرفاء .
    كلام جميل عن مصر , ولكن كالطعام الحلو وقد تم إلقاء كيساً من الملح بالوعاء .
    ليست مصر هى ماتشاهدونه أمام مجلس الوزراء , فما تشاهدونه هو قطره ماء يلفظها بحرٌ كبير ممتلىء بالماء .
    جـيـش مـصـر وجـيـش سـوريـا ليـسـوا سـواء .

اترك تعليقاًً على هذا الرأي