عبد الهادى مهنى

احداث مصر

ميدان التحرير ولعبة شد الحبل

فى بداية الأمر قامت الثورة يوم 25 يناير وحتى تخلى مبارك. انصهر الجميع فى الميدان رغم برودة الطقس آنذاك وكانوا جميعا جسدا واحدا وعقلا واحدا رغم اختلاف التوجهات والمعتقدات ولم تكن هناك قوة تستعلى على الاخرى. وبعد ان تسلم المجلس العسكرى السلطة بدات كذلك بعض القوى السياسية وخاصة القوى ذات المرجعية الدينية الدخول للعملية السياسية من منطلق لعبة شد الحبل وانحازت الى المجلس العسكرى حينما تم الاستفتاء على التعديلات الدستورية والذى جاء بالنتيجة التى تتوافق والنوايا الدفينة لهذا التبار الدينى والذى لم يعترض حينها على رؤية المجلس فى عمل تعديلات دستورية كمبدأ راسخ وثابت لديهم .لانهم فى حقيقة الامر كانوا يريدون ومايزالون ان تكون الانتخابات أولا لاستغلال حالة التردى والترهل التى تسيطر على باقى الأحزاب وخاصة الأحزاب المنشأة حديثا. وعندما تم اعلان وثيقة بصرف النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا عليها فقد قاموا بممارسة لعبة شد الحبل حتى كاد أن ينقطع ومارسوا الضغط بالترهيب واستعراض القوى على المجلس العسكرى وحكومة شرف لالغاء هذه الثيقة والتى سميت بوثيقة السلمى لأنها تقيد حريتهم من وجهة نظرهم لأنهم بالفعل يريدون السيطرة كافة مناحى الحياى السياسية لأنهم واثقون أنهم سيكونا الأغلبية على مستوى مجلسى الشعب والشورى وبذلك هم يرون أن لهم الحق بتشكيل اللجنة التأسيسية للدستور لوضع دستور يتوافق مع أهدافهم ورغباتهم واقصاء باقى التيارات المختلفة وكأنهم يستبدلون نظام فاسد بنظام مستبد. وهذا مايرونه اذا صدر عن المجلس مايوافقهم توددوا اليه والعكس صحيح. فالمسألة شد وجذب ولا ندرى فى النهاية من الفائز ومن الخاسر لأن اللعبة السياسية غاب عنها القانون الذى يحكمها. فكان من اللزم والضرورى والحتمى أن يكون هناك دستور يلزم الجميع باحترام اللعبة السياسية ويحفظ حق المنافسين ويقدس كرامة وسلامة الوطن. ومن هنا أستطيع أن أقول أن الجميع أخطأ الهدف .منهم من أخطأ عن عمد وسبق اصرار ومنهم من أخطأ عن جهل وبدون عمد. وستبقى لعبة شد الحبل قائمة والغلبة فى حلقة الصراع للأقوى لأنه عندما يغيب قانون البشر يسود قانون الغاب.ولاعزاء لمفكر تاه عقله ولطبيب فقد مشرطه ولكاتب جف قلمه ولحاكم فقد رشده ولثورة وقعت فى يد تاجر بسوق النخاسة .

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Monday, November 21st, 2011 في 08:36

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي