السيد نعيم

احداث مصر

القهر والتجاهل يصنعان التمرد والعصيان

الاحتجاجات.. الإضرابات والمظاهرات والاعتصامات كلها مظاهر بدت واضحة في مصر منذ قيام ثورة 25 يناير.. اخذت هذه المظاهر اشكالا عنيفة وألوانا لتيارات وقوى مختلفة.. كانت نائمة أو ساكنة أو مجبرة علي الهدوء وعدم الاعتراض أو الرفض.
وفر مناخ الحرية الذي جاءت به الثورة للناس فرصة هائلة لاخراج كل ملفات المطالبات القديمة والتي عفي عليها الزمن وكانت في طي النسيان لأسباب عديدة بعضها قهري من جانب داخلية العادلي وأمن الدولة وبعضها الآخر تجاهل تام من جانب المسئولين عن الاستجابة لمطالب الموظفين والعاملين والمدرسين والاطباء وكافة مهن المجتمع حتي سائقي اتوبيسات النقل العام وغيرهم وكذلك الطوائف المسيحية.
ملفات المطالبات الفئوية كانت مكدسة ومكتظة وحافلة بحالات من الظلم والقهر وعدم المساواة واعطاء الحقوق لأصحابها… وهي ملفات حفلت بالعديد من المفارقات والتمييز والهوي في اختيار سعداء الحظ وشلل المنافقين الذين فازوا بكعكة الترقيات المميزة أو الزيادات في المكافآت والحوافز والمرتبات.. وشهدت الأغلبية العظمي في كل قطاع ظلما واضحا وقهرا ورفضا وصم المسئولين آذانهم عن الاستجابة لمطالب هؤلاء المظلومين والمتظلمين.
جاءت الثورة لتخرج مافي النفوس المكبوتة من غضب وسخط علي واقع عملي استمر لسنوات طويلة ولمطالب عادلة تجاهلها القائمون علي أمرنا في القيادات العليا والمتوسطة والسفلي.
كنت في البداية منزعجا ومستغربا من كثرة تلك الاعتصامات والمطالب الفئوية المستمرة في طول البلاد وعرضها مما يعطل حركة الانتاج والعمل.
تعجبت واندهشت وطالبت بضرورة التصدي لهذه الاضرابات والاعتصامات بحزم.. لكن الحقيقة التي رأيتها أمام عيني من ظلم فادح وقع علي البعض وفشل في الحصول علي حقه وظل يطالب به المسئولين دون فائدة أو استجابة فاضطروا للجوء إلي وسائل أخري اكثر شدة وحزما.. فوجدت سرعة الاستجابة للمطالب وبشكل أرضي كثيرين بأكثر مما كانوا يحلمون.
هكذا تفعل الحكومة أمام الاضرابات والاعتصامات فتستجيب فورا دون ابطاء وأمامنا حادثان واضحان احدهما المدرسون عندما اغلقوا المدارس وامتنعوا عن العمل فقامت الحكومة بزيادة رواتبهم فورا وسائقو النقل العام الذين استجابت الحكومة لمطالبهم بل واحتسبت ايام الاضراب علي أنها أيام عمل أخذ عليها السائقون مقابلا ماديا هل تتصورون هذا؟ نعم حدث.. هنا في مصر والسؤال لماذا يترك المسئولين والحكومة الأمور تشتعل وتهدد الاستقرار حتي يستجيبوا لمطالب الناس.. ولماذا لا تحل من البداية دون تهديد أو اعتصام.. مازلنا نحتاج إلي فكر وأسلوب ثوري جديد في المرحلة القادمة.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Monday, October 17th, 2011 في 09:56

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي