صفوت عمران

احداث مصر

من يحكم مصر

بعد نجاح ثورة يناير وسقوط نظام مبارك الذي استمر في إفساد مصر علي مدار 30 عاما بدأ صراع الجميع علي السلطة واشباع شهوة الحكم واستخدام كل الوسائل المساعدة والمحفزة.. وعقد التحالفات السرية كثيرا والعلنية أحيانا.. وتغيير المواقف كل لحظة وفقا لتغير المعطيات واختلاف الخريطة والمصالح السياسية. فالهدف واحد.. الوصول إلي كرسي الحكم بأي ثمن ونسوا جميعا ارساء قواعد مصر الديمقراطية التي يحكمها الدستور والقانون والتي يسودها العدل والمساواة.
الجميع يتصارعون من أجل السلطة حتي لو علي حساب قناعاتهم ومخالفة أيديولوجياتهم وادعائهم عكس ما يبطنون أو يؤمنون.. فالاسلاميون خائفون من تحالفهم المشترك حتي لا يفرمهم الجميع فالشارع المصري لم ينس سنوات الارهاب والعذاب.. وإزهاق الأرواح بالباطل.. والسلفيون مازالوا محدثي سياسة رغم عددهم الكبير لكنهم يفتقدون القدرة علي التنظيم والعمل الانتخابي والجماعة الاسلامية أعطتها الدولة “شلوت إلي بره” بعد تأجيل قضية حزبها “البناء والتنمية” وعدم السماح بتأسيسه حتي الآن يهدف إلي ابعادهم عن خوض الانتخابات ولن يجدوا أمامهم إلا الدخول علي قائمة أحزاب أخري وهو أمر يضعف موقفهم كثيرا ويجعلهم غائبين عن الساحة.
أما الاخوان المسلمون فرغم خبرتهم السياسية الواسعة بوصفهم الطرف الأكثر خبرة في الانتخابات بعد حل الحزب الوطني فإن حلم السلطة يراودهم ليلا ونهارا وان نفوا ذلك وأكدوا مرارا وتكرارا انهم يسعون الي برلمان توافقي ولكن هدفهم الوحيد دخول باب السلطة من باب الأغلبية المفتوح علي مصراعيه بعد ثورة يناير عبر الترشح علي 40% من المقاعد في القائمة وترشح أعضاء الجماعة علي 30% علي الفردي لذا رفضوا تحالف القوي الاسلامية لتجنب مشاكله ورغم تسريب خلافاتهم مع حزب الوفد إلا ان تحالفهم الثنائي مستمر وآخر اشكاله يتمثل في تقسيم أحزاب التحالف الديمقراطي إلي فريقين يمثل كل فريق قائمة انتخابية يأتي علي رأس الأولي الوفد وعلي رأس الثانية “الحرية والعدالة” وبالتالي يضمن الفريقان أن يحصلا علي أغلبية مقاعد القائمتين خاصة ان مرشحيهما سوف يحتلان مقدمة ترتيب المرشحين علي حساب باقي أحزاب التحالف وبالتالي يكون الحزبان غيرا فقط من تكتيكهما لتنفيذ اتفاقهما السابق بتشكيل حكومة ائتلافية فالوفد يريد الاستفادة من شعبية الاخوان والجماعة تريد أن تخاطب الداخل والخارج بأنها ليست حكومة اسلامية حتي لا يتكرر خطأ حماس الذراع السياسة للاخوان في فلسطين لكن أهم ما يشغل الجماعة وستقاتل من أجله هو الفوز علي الأقل بالثلث المعطل ورغم التوتر الذي شهد علاقة الاخوان بالوفد خلال الأيام الماضية علي خلفية ضم الوفد لعدد من فلول الحزب الوطني المنحل في سبيل سعيه بأي ثمن للوصول إلي الحكم بعد 58 عاما من تركها قبل ثورة يوليو 1952 والتهديد بطرد الوفد من التحالف إلا ان الوفد تراجع ليس فقط لخوفه من ترك التحالف خاصة حليفه الأبرز الاخوان لكن بعد وصول معلومات دقيقة لقيادات الوفد تفيد بأن فلول الوطني يريدون امتطاء الحزب كحصان طراودة من أجل الوصول إلي البرلمان ومن ثم ترك الوفد والانضمام إلي ما يسمي بأحزاب الفلول بل وهناك سيناريو يتم إعداده الآن وهو إعادة الوطني إلي الحكم عبر توزيع بقايا الحزب علي عدد كبير من الأحزاب ثم إعادة ضمهم في تكتل واحد في صورة تحالف لتكوين حكومة وهو ما يجب أن نحذر منه وأن تعيه القوي السياسية والمواطنون معا والأهم نطالب بتفعيل قانون الغدر وتطبيق العزل السياسي لرموز الوطني المنحل.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, October 4th, 2011 في 01:22

كلمات جريدة احداث: , ,

ردود to “من يحكم مصر”

  1. ميدو
    05/10/2011 at 03:39

    احنا زهقنا من الحكام والتفرقة اللى احنا فيها الان نحن نريد الدولة الاسلاميه يحكمها خليفة واحد ويضم جميع الدول العربيه معا يد واحدة ونرجع اسيادا للعالم كما كنا
    اريدها خلافة

اترك تعليقاًً على هذا الرأي