انسان

احداث مصر

تلك أعين وقحة … تربصت بالثورة المصرية

عندما هبت ثورة مصر كسحب الربيع ، رددت الشعوب العربية : تلك السحب سحب الجميع ، وسيليها صيفٌ مثمر وفير على مصر وفلسطين وكل قطر عربي حزين …
لكننا وبعد زمن ٍ طويل.. سندرس الأطفال كما دُرست الثورة الفرنسية أنه كان ثمة أربعة أعين تتربص بثورة الشعب الفقير، تقدح بالخيانة والشر، ظلت تترقب وتتساءل تُرى من ينجح ؟! وبقيت تتفرج والناس تقتل فقط لتحدد كفة من تربح ….
لم يكن للشعب المصري بعد هذا أن يصدق لكنه الشعب العربي الطيب …. وحدقت تلك الأعين ، ورأتْ ثم رأت وأدارت رأسيها ، حتى سمعت إرادة الشعب وهي تهدر وتتدفق من كل مكان من الإسكندرية والسويس والميدان ، فاتسعت الأعين والتفتت لبعضها وفكرت ن ودبرت ، وادعت بثوبٍ جديد ، لتسمم الوليد وتسحق الربيع ، فلا يكتمل ، ثم تقطف هي برأسيها ثمار نفس الصيف القديم والتي لا يقدر على ثمنها إلا الخونة والأثرياء ، ثمار تُسقى بالخيانة وبحقوق الفقراء… لقد كانا هما وليس أحدٌ سواهما عينا الولايات المتحدة ومن يختبئ خلفهما ، وعينا المجلس العسكري
ولم يكن تصرف المجلس العسكري إلا فخاً ذكياً استطاع به أن يعرقل ثورة عظيمة كثورة مصر ، وأن يلتهمها ويمضغها بين فكيه ، هكذا ببساطة وكل الملايين بمصر وخارجها تنظر إليه .. يا للجراءة !!
وهاهو اليوم يجري كالمارد المأفون في البلاد ، يلتقط أبناءها بين يديه يخنقهم باتهاماته وادعاءاته وانكساراته بين يدي اليهود ، يخنقهم بإعداده حكومة ودستوراً بنفس قانون الانتخاب ، ثم ينظر إلى من يلتفت إليه معاتباً ، ويصرخ .. ماذا ؟ إنهم خونة للثورة…. هم البلطجية وليسوا هم الشباب
تـُرى ما الفرق بينه وبين إسرائيل ، هي تقتل الجنود على الحدود ، وهو من أجلها يسجنهم ويقتلهم ويكسر كرامتهم ، كأبٍ يصفع ابنه أمام عدوه ، ثم يقول كي أنجيه ، وما كان إلا أن ذبح ابنه ، وصار خائنا يطعن الحاضر والمستقبل فيدميه .. تحت قدمي المستعمرين والطامعين واليهود
تذكرون روبسبير كم قتل من الناس بعد الثورة ..أضعاف الذين قتلهم جند لويس ، فعلم الناس أن الثورة لم يكن لها أن تنتهي بهذا الدكتاتور ، فأطلقوا عليه رصاصة وجروه يقطر دماً إلى المقصلة ليذوق ما أذاق غيره وليدفع ثمن استهتاره بثورة الفقراء ، والتي دفعوا فيها ما يقارب من نصف مليون فرنسي ، لم يفكروا فيها إلا بأطفالهم كي يعيشوا حياة أبية …… نعلم أيها الشعب العربي أنك تتألم لكن الكرامة والحرية ثمنها غالٍ جداً، والمستقبل والرخاء يحتاج لمن يدفع ثمنه دماء ووعي وجرأةً وذكاء ، وليس شيء ياشعبنا العربي بالمجان
ياشعب مصر إن لكم أصدقاء كثيرين في كل مكان ، منهم من لا تدرون عنهم شيء ، وهم كثيرون بين كل الشعوب العربية يأملون لمصر الحرية والقوة والكرامة أكثر مما يأملون لأنفسهم ، ذاك لأنهم يعلمون أن مصر مارد إن تحرر وتكلم فستصغي له كل الدنيا …. وقد رأيتم كيف ساندتكم قناة الجزيرة منذ بداية الثورة ، لم تبق تتفرج على دمائكم ، وتتساءل كفة من ترجح بل ساندتكم بكل ما لديها ورأيتم عزمي بشارة وهو يوجه الشباب ، ويحذرهم متيقظا بكل عصبٍ فيه ، واستمروا رغم انتقادات الجميع ورغم أن بقية القنوات التي كانت تلعب هنا وهناك ، ولم تدرِ كيف تحدد موقفها … ورأيتم صفوت حجازي وهو يرسخ تاريخ الثورة عبر قناة الجزيرة، ثم رأيتم قبل الأمس حديث الثورة بتقديم المذيع عبد الصمد الذي قرر هو ومن وراءه أن يخرج بسرية خطيرة يجازف فيها لأجل عيون كرامة مصر والأمة ، يرافقه في ذلك فارسان من الفرسان المصرية ، ولست أبالغ عندما أقول ذلك ، وقد حددت الساعة الحادية عشرة مساءً للعملية ، فكان حديث الثورة نصراً رائعاً ، وأروع سمفونية عربية سمعتها في حياتي ، وأروع مواجهة بين عربي وصهيوني يُهزم فيها العدو فتعلو ابتسامة الرضا على وجه قائد السرية وعلى وجوه من شاهد من الأمة العربية…. وكلنا يعلم بأمر وجه إسرائيل المتورم بالكبرياء وبدماء الأبرياء لذا فإن أبسط وخزٍ يؤلمها ويؤرقها ، فتزوغ أعينها ويكاد يغشى عليها .. فأشارت بيدها للمجلس العسكري ، وتطلقه على قناة الجزيرة مباشر ، فتغلقها لتؤدبها ، يا مذيعي قناة الجزيرة .. الظاهر أن الناس كان عندهم حق ، لذا .. ربما عليكم ألا تفكروا بارتداء ثياب الفرسان ، وارتدوا ثياباً بكل الأذواق والألوان ، حتى تستطيعوا أن تتجولوا وتحلقوا في سماء هكذا بلدان ……
هل حقاً أنـُجزت الثورة ، إن أملنا ….إنْ كان ثمة ضباطٍ أحرار ، فينجزون بقية الثورة بعقلٍ وبحكمة ، لا يحكَمون فيها أدنى رحمة لمن خطط لخيانة الأمة …

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, September 13th, 2011 في 12:37

كلمات جريدة احداث: , ,

ردود to “تلك أعين وقحة … تربصت بالثورة المصرية”

  1. أشرف صقر
    14/09/2011 at 00:50

    أخى الأنسان , شكراً على حبك لنا , أيضاً شعورك نحونا , لكننا نعتب عليك , نعم عتاب , عتاب شديد , ماذا تريد , بما كتبت ما تريد , أتظننا شعب وليد فينا السذاجه والبرائه والخضوع , لا سيدى فإننا شعب عتيد , لكل من يمكر بنا مستشعرين , على من تريد مننا الإنقلاب , على من حموا ثوراتنا , على من نثور , على من يريدوا إستقرارنا وثباتنا وعبور ثورتنا أسلم العبور , أخى العزيز , كل الثقه والحب الكثير من شعبنا شعب الأصاله وإللى يحفظ الجميل , لعنين شافتها عنيك غلط ليها عندنا أكبر جميل , لازم تكون عارف ومتأكد إن ولاد بلدنا مفتحيين وبيعرفوا مين يحبنا ومين لنا من الماكرين , متشكرين , ليك شكرنا , وياريت تسيبنا فى حالنا دا إحنا مش صغار , صدقنى إحنا معلمين , وعنينا دى عيون صقور , وإنت أدرى بالصقور , أقوى ما فيها العيون , وبيها نرصد اللئيم و الأثيم وإللى بيزرع فتنه فينا نقول متشكرين , عارف إنت ليه عشان إحنا ناس مؤدبين , مش هبل وألا حتى على كلامك طيبين , ليك والجزيره شكرنا , ليكوا مننا 85 مليون متشكرين , وتحيا مصر , ويحيا المجلس العسكرى حامى حمى المصريييييين .

اترك تعليقاًً على هذا الرأي