أحمد شوقي

احداث مصر

مصر لن تدق طبول الحرب .. ولكن

تحاول إسرائيل كل فترة ان تلقي بالونة اختبار للدول العربية المحيطة بها وبالطبع أهم هذه الدول وأكثرها ثقلا دوليا هي مصر لذلك تعودت إسرائيل أن ترتكب جرما علي الحدود كل فترة لتختبر به عدة أشياء أولها بالطبع هو كيفية تصرف القيادة السياسية حيال ذلك الجرم.. وللأسف طوال ما يزيد علي عشر سنوات ماضية ظلت إسرائيل ترتكب جريمة قتل المصريين علي الحدود وكان رد القيادة السياسية هو اللامبالاة وقبول الأعذار الواهية وكان الشعب يقبل بالأمر الواقع وهو بداخله غضب علي أفعال النظام البالي التي تدوس علي كرامة مصر والمصريين.
أما ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية من قتل اسرائيل للجنود المصريين علي الحدود فهو أيضا بالونة اختبار لمصر الجديدة مصر بعد الثورة ولكن اسرائيل هذه المرة لها هدفان رئيسيان.. أولهما اختبار رد فعل القيادة السياسية الجديدة وأيضا رد فعل الشعب المصري ومدي استجابة القيادة لطلباته.. وثانيهما تريد ان تثبت أمام العالم كله أن مصر غير قادرة علي تأمين حدودها لأنها لوحت بذلك فعلا عندما بررت فعلتها الشنعاء بأن جنودها كانوا يطاردون مجموعة من المسلحين تسللوا إلي أراضيها عن طريق الأراضي المصرية وقالوا ان مصر غير قادرة علي حماية حدودها وهو نوع من المكر السياسي العسكري بمحاولة زعزعة الثقة الدولية في قدرة مصر علي حماية حدودها.
لكنها وجدت ردة الفعل هذه المرة علي غير هواها تماما.. فقد هب الشعب المصري بعد الجريمة الشنعاء بمظاهرات حاشدة مطالبا بضرورة محاسبة إسرائيل علي فعلتها هذه وكانت المظاهرة أمام السفارة الاسرائيلية بالقاهرة وشدة غضبة الشعب رسالة واضحة وانذارا شديد اللهجة لقادة الصهاينة وعزز هذه الرسالة بالطبع استجابة القيادة السياسية المصرية لمطالب الشعب وعقد اجتماع لمجلس الوزراء مع وجود قادة من المجلس العسكري لبحث الموقف واتخاذ القرارات العملية التي منها استدعاء السفير الإسرائيلي وابلاغه احتجاج مصر علي ما حدث ومطالبة اسرائيل بتقديم اعتذار رسمي. كما أكدت مصر انها قادرة علي حماية حدودها جيدا ونوهت بأن تأمين الحدود هو مسئولية الطرفين معا.. كل هذا جعل أبناء بني صهيون يشعرون بالخوف من تطور الأحداث فبادرت اسرائيل بتقديم اعتذار وأعلنت انها ستجري تحقيقا فوريا فيما حدث ودعت مصر للاشتراك في هذا التحقيق بالاضافة الي ان تصريحات كل قادة اسرائيل تؤكد علي أهمية اتفاقية السلام وانها ضرورية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط فرد الفعل في مصر علي جرم اسرائيل يؤكد ان مصر قادرة علي اخذ حقها بكل الطرق بل ان مصر قادرة علي الحرب في ظل الظروف الداخلية التي تعاني منها حاليا وان الشعب المصري تجمعه الأزمات وتزيده قوة… صحيح ان مصر لن تدق طبول الحرب ضبطا للنفس واحتراما لمعاهدة السلام ولكننا قادرون عليها ولن نترك دماء أبنائنا تهدر دون رد.
وفي النهاية.. يبدو ان اسرائيل لم تتعلم الدرس جيدا ولم تأخذ عظة وعبرة من خلع رجلها الامين علي مصالحها في مصر.. ولكنني أقول لها ان بضعة ملايين خرجوا بدون سلاح وخلعوه وهؤلاء ملايين قليلة فما بالكم بخمسة وثمانين مليون قنبلة موقوتة خلف جيشها والكل يكنون لك الكره والضغينة.. فحذار.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Friday, August 26th, 2011 في 00:55

كلمات جريدة احداث: , ,

2 رد to “مصر لن تدق طبول الحرب .. ولكن”

  1. فارس الجزائر
    12/09/2011 at 17:35

    جيد جدا رد فعل الشعب و هذا المقال جيد. و يجب أن تغلق السفارة في القاهرة و إلا فلا معنى للثورة.

  2. محمود الجوهرى
    30/08/2011 at 01:49

    نحن جميعا رجالا ونساءا وأطفالا وبكل مانملك من طاقات فداءا لتراب مصرنا الحبيبة ومن يفكر بمد يده بالعداء لمصر ستقطع يدا ه الأثنين لأنها أمنا مصر الأم الحنونة التى نستنشق هواءها ونشرب من نيلها ونعيش تحت سمائها وهى الحضارة وهى عزة النفس وهى الكرامة وهى منارة العلم ومنارة الآسلام فكل مانملك فداءا لكى يامصر

اترك تعليقاًً على هذا الرأي