يحيي علي

احداث مصر

هل غيرتنا الثورة في مصر

هل تغيرنا بعد الثورة.. هل يمكن أن تعبر مصر هذه المرحلة إلي ديمقراطية حقيقية في ظل هذه الفوضي.. هل سقط الفساد مع النظام.. أم أن الفساد مازال يخرج لسانه للجميع في الخاص والعام وهل نحن شعب يمكنه أن يصل بثورته إلي الأهداف المرجوة والغايات المنشودة والحرية والعدالة المأمولة.. أسئلة عديدة يطرحها الشارع المصري وتطرق الرأس بشدة.. وتثير القلق والخوف علي المرحلة القادمة.. فكل ما يدور حولنا يدعو للحذر ويؤكد أن الديمقراطية التي نبحث عنها قد أصبحت في ذمة الله والمسافة بيننا وبين الديمقراطية كما بين السماء والأرض.. فلا أحد يقبل الآخر.. وثقافة الاختلاف لم تصل إلينا بعد واسألوا المذيع أحمد سمير في سهرة الاثنين الماضي علي قناة نايل لايف عندما استضاف اثنين من المحامين كلا منهما يتبع تيارا معينا.. كادا يشتبكان بالأيدي بعد السباب والشتائم علي الهواء فاضطر إلي عمل فاصل حتي هدأ الوضع.. واسألوا رجل الأعمال صاحب الفضائيات وممول صحيفتين مستقلتين الذي توعد وهدد لو وصل تيار معين إلي الحكم.. واسألوا ممثلة العري التي قالت سأنام في التحرير لو نجح فلان.. هذه حالات من المجتمع الذي يزعم أنه يسعي للديمقراطية ويملأ الدنيا صياحا بالرغبة في العدالة والحرية والديمقراطية بينما يفرض هو رأيه علي الآخرين ولا يقبل من يختلف معه وكل فرد يريد أن يأمر ويطيعه الآخرون ومن يختلف معه فلا وجود له علي الأرض.. هذه هي الديمقراطية التي يتحدثون عنها.
* * *
أما الطامة الكبري التي نعاني منها فهي أن الفساد يزداد في كل شارع وكل حارة وكل حي وكل قرية.. الفساد يزداد في كل القطاعات التي لم تمر بها الثورة!! الثورة التي اسقطت النظام لم تغيرنا والفساد لم يسقط ومصر لن تتغير مالم نغير أنفسنا مصر لن تتغير ما لم تختف الأسباب التي أدت إلي قيام الثورة وهي غياب العدالة وتفشي الفساد والمحسوبية والوساطة.
* * *
وإذا ذهبت إلي أي مصلحة أو شركة لإنجاز طلب ووجدت أن الفساد قد انتهي وأن المحسوبية قد اختفت فاعلم تماما أن الثورة قد حققت أهدافها.. إذا اختلف معك آخر وأخذته بالأحضان ولم تصفعه علي وجهه فاعلم أن الثورة قد حققت أهدافها إذا ذهبت إلي الحي لاستخراج أي ترخيص وحدث بلا وساطة فاعلم أن الثورة قد حققت أهدافها.
وإذا ذهبت لتلحق طفلك بالمدرسة ولم تدفع المعلوم وقبلوا الصغير بلا واسطة فاعلم أن الثورة قد حققت أهدافها.. إذا تقدم شاب بسيط لوظيفة بإحدي شركات البترول ولم يدفع وحصل علي الوظيفة فاعلم أن هناك ثورة حدثت في مصر وإذا تقدم خريج حقوق لوظيفة في النيابة وحصل عليها فاعلم أن الثورة نجحت وإذا حمل طالب من ريف مصر أوراقه إلي كلية الشرطة والتحق بلا واسطة فادرك تماما أن مصر ستكون أعظم دولة بثورتها التي تكون قد غيرت كل شيء وقد حققت أهدافها.. إذا ذهبت لوظيفة بالقطاع الخاص ولم توقع إيصالات علي بياض فاعلم أن الثورة نجحت.
* * *
اقرأ المقال مرة أخري سوف تتأكد تماما أنه لا توجد لدينا ثورة ولا يحزنون وما حدث أن النظام سقط والفوضي عمت ومواطن الفساد زادت.. وأتمني أن تكون هناك ثورة حقيقية تحقق ما نتمني جميعا.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Saturday, August 20th, 2011 في 03:10

كلمات جريدة احداث: , ,

ردود to “هل غيرتنا الثورة في مصر”

  1. مصرى غضبان ( وكنت فرحان )
    21/08/2011 at 19:07

    النجاح الوحيد لثورة 25 يناير هو انها اطاحت وخلعت بلطجى واحد (مبارك) اما من عيوبها انها خلقت 89 مليون بلطجى جديد على المستوى الثقافى واالاقتصادى والسياسى والفنى _ نحن لم ولن نتغير لاننا نعيش فى حياة ملوثه (تلوث سمعى وبصرى واخلاقى وفنى وبيئى وكل انواع التلوث ) لذلك نحتاج الى احد الالعاب الناريه (مثل التى اطلقت على هيرو شيما ) !!!!!!!!!!

اترك تعليقاًً على هذا الرأي