صفوت عمران

احداث مصر

ائتلافات بلا دم.. وأحزاب تجلب الهم

ابكي لحد الضحك من الحال الذي وصلت إليه الثورة المصرية فبعد نحو 7 أشهر من نجاحها في إسقاط مبارك ورجال نظامه اكتشفت مثل كثيرين أن الشعار الذي ردده ملايين المصريين طوال 18 يوماً “الشعب يريد إسقاط النظام” لم يتحقق فالنظام الفاسد والافقار الممنهج وغياب الأمن وانتشار البلطجة والعنف وتراجع الدخل القومي يؤكد أن مبارك نجح طوال 30 عاماً في إرساء قواعد فساد خماسية الأبعاد وأن جينات الشعب أصبحت تكره النظام ولا تعترف بقوة الدستور والقانون فكل ما يجري في مصر علي مدار الأيام الماضية يدل اننا سائرون نحو التهلكة فرحين بنصر كاذب بعد أن اختفي الثوار الحقيقيون ولم نجد أمامنا إلا ائتلافات زائفة وأحزابا واجفة خائفة لم تصدق انها يمكن أن تشارك في بناء نظام ديمقراطي حقيقي فتصارعت علي عظمة تركها النظام السابق ونست أن تقوم بدورها في بناء مصر العصرية القوية اما طمعاً في سلطة زائلة ..أو رهبة ممن يتولون قيادة البلاد ونسوا جميعاً أرواح الشهداء .
والسؤال الذي يشغل بالي مثل كثيرين لماذا مل الشعب وتخلي عمن يطلقون علي أنفسهم ائتلافات شباب الثورة والإجابة ببساطة لأن هؤلاء تسابقوا علي جني سراب الأرباح وكل منهم يدعي أنه الفارس المغوار الذي أسقط الطاغية الجبار ورجاله..رغم انني لا أنكر دور أحد في الثورة لكن إذا كان حقاً من بين هؤلاء من فجروا الثورة فلماذا لم أجد من بينهم من أصيب ولو بجرح أو فقد عيناً رغم انهم بالآلاف فهل هذه الائتلافات بلا دم.
أما الأحزاب السياسية فلا فرق بين الإخوان ولو ادعوا العدالة والحرية أو الوفد لو أقسم أنه المدافع عن الليبرالية أو الناصري رمز القومية الضائعة والتجمع معقل اليسارية والمصريين الأحرار وغيرهم من الفجار والعدل وأحزاب فلول التزوير والنور ومن احترفوا البهتان والزور وغيرها من أسماء ما انزل بها من سلطان فجميعهم لو خدعوك نصابون ولو زينوا لك الأمر وكأنهم فرسان المعبد ونبلاء هذا العصر فلا تأمنهم انهم ماكرون لا يختلفون عن الحزب الوطني المنحل إلا في لغة الحوار لكنهم جميعاً أعماهم شبق السلطة ونزوات الحكم وغرتهم الأماني يدعون أنهم يحلمون بمصر الجديدة الشديدة القوية الفتية ناصعة البياض وانهم يخططون لعودتها لريادتها وزعامتها والحقيقة إذا لم يحققوا غايتهم فخطتهم البديلة اشعالها حرباً أهلية لا تبقي ولا تذر.. ولكن أبشركم الجميع يومها خاسرون ولا يخرج من بينهم منتصر فالوفد والإخوان يقودان تحالفا انتخابيا بشرتكم منذ بداية بانه تحالف وهمي .. أما التجمع فهو تائه ضائع لا يعرف أين يتجه يتخبط يميناً ويساراً ولم يدر قياداته أن زمن عقد الصفقات السرية انتهي بانتهاء الوطني ولم يعد هذا زمن الشعارات والناصري مشغول بالبكاء علي قومية أما السلفيون فانهم محدثو نعمة يعملون في السياسة بعنترية انتهي عصرها ويسيئون إلي الإسلام أكثر مما يحسنون ويخصمون من رصيد الوطن أكثر مما يضيفون وكل ما شغلهم الفوز ببضعة مقاعد برلمانية حتي لو أعلنوا البيعة علي بياض لمن لا تتوفر فيهم شروط الامامة .. أما ممن يدعون الليبرالية فانهم آفاكون ماكرون يمارسون ديكتاتورية الثعالب عبر قناع جميل يحسبه العامة مثلي صرح ممرد من قوارير لكنه لجة يخفي وراءه زيفا كبيرا..ولم يدروا انهم جميعاً غارقون في وهم السلطة والحكم وان هناك من لن يمكنهم من نيل مآربهم فالانتخابات القادمة لن تكون بالقائمة النسبية الكاملة حتي لا تحصد تلك الأحزاب الوهمية مقاعد البرلمان بالكامل والقيادة السياسية مصممة ولن تحيد عن تخصيص 50% للمقاعد الفردية مهما حاول هؤلاء حتي يعود إلي الحيا ة فلول الوطني المنحل فهؤلاء لهم أيضاً دور في إعادة التوازن السياسي بين شلة المنتفعين بثروات مصر وخيراتها وحتي تتمكن القيادة السياسية في فرض رؤيتها والتلاعب بالجميع كعرائس المارونيت لتضيع بين مطامع الساسة ونزواتهم الضيقة كتابة سطر مضيء في تاريخ مصر الحديثة ونعود من جديد للمربع صفر ويدرك الملايين من أهل بلدي انهم خرجوا من فساد مبارك ليراهنوا علي الوهم الذي يقوده ائتلافات بلا دم وأحزاب تجلب الهم.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, August 16th, 2011 في 02:20

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي