محمد إبراهيم البنا

احداث مصر

مصرُ أمانَة ٌبأفئدَتِكمْ فَحافظوا علَى الأمانة رايَة خَفَّاقَة

” نداء ٌمِنْ خافِقِ اسْتِشْهادِ ابْتِلاءِ مَبْطون ٍكمَطْعون ٍ” _ إلى كلِّ الجَماعاتِ وَالمَذاهِبِ الإسْلامِيَّةِ بمصرَ كلِّها : ” بحَقِّ السَماواتِ العُلا ، وَالعَرْش ، وَحَمَلَةَ العَرْش ، وَنور وَجْهِ الحَقِّ ، واسْم اللهِ الأعْظَم ، وَحِّدوا صُفوفَكُمْ صَفَّا ً واحِدا ً مُتماسِكا ً مُتَراحِما ً مِنْ أجْلِ مصْرَ الغاليَة ، لِكَىْ تَظَلَّ سَكِينَة ً ، أمْنا ً ، أمانا ً ، وَفاء ً دائِما ً ، وَانتماء ً خالِدا ً ، كَخُلودِ آياتِ السَماءِ بنا ، كَوُرُودِ هَدْىِ المُصْطَفَى بدُرُوبنا ، رَحِما ً يُلَمْلِمُ ما تَبَعْثَرَ مِنْ فِتاتِ أجِنَّةِ الإيمانِ بَعْدَ ذنوبنا وَهُرُوبنا . . كونوا يَدَ الفارُوقِ ، سَيْفا ً عادِلا ً ، فَمَدائِنُ النَزَواتِ وَالأهْواءِ مِلْنَ ثَمالَة ً وَتَرَنُّحا ً ، وَسَفائِنُ الإبْحار بالإغْواءِ خِلْنَ إمالَة ً وَتَرَبُّحا ً ، وَقَرائِنُ الإتْجار بالغَوْغاءِ صِرْنَ ضَلالَة ً وَمَذابِحا ً . وَكَأنَّ مَنْ خَرَجوا أخيرا ً مِنْ ظِلالِ رُمُوزِ أهْلِ الكَهْفِ لِلحُرِّيَّةِ المَفتوحَةِ الآفاقِ والآراءِ وَالأفكار قَدْ فَقَدوا البَصائرَ وَالرُؤَى ، وَتَسابَقوا بسِباقِ هاوِيَةِ التَسَلُّقِ ، باتَ كُلُّ الناس مَجْذوبينَ جَذبا ً مُهْلِكا ً لِتَسَلُّقِ الهَرَم احْتِيالا ً لاهِثا ً بمَطامِعِ السُوسِ المُعَرْبِدِ لَعْنَة ً ، طَمَعا ً فى مُجْمَلِ الخَزائنِ وَالكُنوزِ الذَهَبيَّةِ التى ظَلَّ المصْريُّونَ الشُرَفاء الأوْفِياء آلافَ السِنينَ مُحافِظينَ عَلَيْها مِنْ أجْل ” مصر ” . . أيْنَ الوَفاءُ الآنَ .؟. هَلْ تَبَخَّرَ فَجْأة ً مِنْ دِماءِ شَرايينِهِمْ اللاهِيَةِ جَهْلا ً !! باتَ المَشْهَدُ العَبَثِىُّ المَأساوِىُّ الهَزْلِىُّ خَطيرا ًكُلّ الخُطورَةِ وَمُشْتَعِلا ًلِلغايَةِ كَفُوَّهَةِ بُرْكان ٍ عَلَى حافَّةِ بُرْكان ٍ حَقيقِىِّ ٍ أت ٍ ، ما بَيْنَ لَحْظَةٍ وَأُخْرَى ، وَلا أحَدٌ يَهْتَمُّ بمَصير ” مصرَ ” إذا ما اكْتَمَلَ اشْتِعالُ البُرْكان وَانفجَرَ حَمَما ً بُرْكانِيَّة ً مُهْلِكَة ً . . لَقَدْ نَسَيْنا قَوْلَ اللهِ سُبْحانَهُ : ” إذا أرَدْنا أنْ نُهْلِكَ قَرْيَة ً أمَرْنا مُتْرَفيها فَفَسَقوا فيها فَحَقَّ عَلَيْهُمُ القَوْلَ فَدَمَّرْناها تَدْميرا ً ” صَدَقَ اللهُ بدايَة ً ونِهايَة ً وَقِيامَة ً . . فَوَحِّدوا صُفوفكُمْ صَفَّا ً مُوَحِّدا ً طاعَة ً للهِ خَيْرا ً لَكُمْ . . وَإنْ لَمْ تَفعَلوا فأنتُمُ المُفسِدونَ فى الأرْضِ . . أعيدوا اللهَ ثانيَة ً إلَى آذانِكُمْ وَأبْصارِكُمْ وَبَصائركُمْ وَأفئدَتِكُمْ ، وَاتْرُكوا الحُكْمَ للهِ تَعالَى فَهُوَ أحْكَمُ الحاكِمينَ . .وَاعْلَمُوا أنَّ الذى تَمُرُّ بهِ مصْرُ الآنَ أشَدُّ مِنْ كُلِّ المِحَن وَالمَآسى التى مَرَّتْ بنا عَبْرَ تاريخِ مصرَ الطَويل ، وَكانَ يَنبَغى عَلَى الذينَ جَعَلوا مِنَ التَظاهُراتِ الصارِخَةِ الطاغِيَةِ حَياتهم اليَوْميَّة المُعاشَة بهَذِهِ الأيَّام العَصيبَةِ التى تَمُرُّ بها البلادُ وَيَئِنُّ منها الوَطَنُ أنينَ تَمَزُّق ٍ . ! ! . وَلا كانَ يَنبَغى لِمُتَسَلِّقى الجُدْران القَفزُ بالأهْواءِ وَالأطْماعِ فَوْقَ جراحاتِ مِحْنَةِ مصْرَ الآنَ . !! . أتَساءَلُ : لِمَصْلَحَةِ مَنْ كلَّ هّذا الذى يَحْدُثُ لِمصْرَ الآنَ بتَصْعيدِ اللا مَعْقول كَمَسْرَحِيَّةِ عَبَث ٍ دَمَوِيَّة ٍ .؟!. مِنَ المُؤَكَّدِ أنَّ السِياسِيِّينَ الجُدُدَ الذينَ نَبَتوا شَيْطانِيَّا ً كالبانجو خَلْفَ ظِلالِ أحْذِيَةِ ثُوَّار الثَوَرَةِ ، باتوا أشْباحا ً وَعَفاريتا ً يَجْذِبُهُمْ عِشْقُ الأعمالِ السُفلِيَّةِ جَذبا ً مَخمورا ً مَسْحورا ً . . لُعِنَ السِحْرُ وَالسَحَرَةُ فى كلِّ زَمان ٍ . . أبْشَعُ ما بالمَشْهَدِ الغَريبِ العَجيبِ النازِفِ المُخيفِ هُوَ اختفاءُ المُصلِحينَ وَالمُفَكِّرينَ وَالكتاب وَالأدباء وَسَلبيَّتِهِمْ بَلْ هُروبهم مِنَ أداءِ واجِبهِمْ القَوْمىِّ عَمْدا ً كاتحادِ الكتابِ المصرى الذى طالَبَ بحَقهِ وَحَصُلَ عَلَى خَمْسَةِ مَلايين فوْرَ انتخاباتِ مجلس إدارته وَتَناسَى حَقَّ الوَطَن وَالواجِبَ المُقَدَّسَ مِنْ أجْلِ مصْرَ . . وَكذلِكَ سَلبيَة أقلام مُعْظَمُ الصَحَفيِّينَ بغالِبيَّةِ الصُحُفِ كَأنَّما يَعْشَقونَ الهَلاكَ وَالفَناءَ . . صَحيفَة ٌواحِدَة ٌفَقَط تَعْتَبرُ الوَطَنَ رسالتها وَواجبها المُقَدَّس لَيْلا ً وَنهارا ً _ ألا وَهِىَ ” جَريدَةُ أحداث ” . . لَيْتَنا نُراجِعُ أنفسَنا قَبْلَ فَواتِ الأوانِ ، لِنُطَهِّرَ الأغوارَ وَالنَوايا وَالأفئدَةَ بالصُدور ، لِنَسْتَرْجِعَ الوَفاءَ وَالانتِماءَ بَعيدا ً عَنْ بَريقِ إغراءِ شُطْئانِ الشِعاراتِ المُغْرِيَةِ الزائِفَةِ الكاذِبَةِ ، لِنُحِبَّ مصْرَنا حُبَّا ً حَقيقِيَّا ً بَنَّاءَ . الأديب/ محمد إبراهيم البنا _ رئيس جماعة الإبداع الأدَبى

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Wednesday, July 13th, 2011 في 11:46

كلمات جريدة احداث: , , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي