عبد الوهاب عدس

احداث مصر

هوجة ميدان التحرير

ماذا يجري في ميدان التحرير؟!.. كيف تحول الميدان من قبلة للثوار.. إلي وكر للبلطجية والخارجين علي القانون؟!.. الأسوأ.. كيف سمحت الدولة.. أن يقف البلطجية للثوار.. يريدون أن يخرجوهم من الميدان؟!.. كيف يتحول الميدان من أرض مقدسة.. قدم فيها الثوار.. أغلي ما يملكون “أرواحهم”.. من أجل عزة وكرامة وطنهم.. ليصبح التحرير “أرضاً” موبوءة.. تقع فوقها أرخص المعارك.. للفوز بمساحة يقف عليها من ينتصر.. الثوار أم البلطجية؟!.. والهدف هو إبعاد الثوار عن معقلهم.. أو عرينهم..
ما يجري في ميدان التحرير كارثة خطيرة.. تهدد استقرار وأمن الوطن.. وما يجب أن يعرفه الجميع أن أحداث العنف والبلطجة التي جرت مساء الثلاثاء ونهار الأربعاء الأسبوع الماضي.. حققا خسائر في الاقتصاد المصري بلغت 100 مليون جنيه يومياً.. بالإضافة إلي زيادة الأسعار للسلع الأساسية.. حيث امتنع أصحاب سيارات النقل والمصانع عن إرسال سياراتهم لنقل السلع والمواد الأولية.. خشية التعرض للنهب والسلب!!
ما يجري في ميدان التحرير.. له عواقبه السيئة علي مصر كلها.. فأعمال البلطجة والشغب عندما تقع في التحرير.. تمتد لباقي أرض مصر.. ويتزايد الترويع.. وتتصاعد المطالب الفئوية.. ويتجمع أصحاب المطالب.. وكل من له رغبة في التخلص من زميله.. أو النيل والإساءة من رئيسه يبدأ في التظاهر.. والصوت العالي.. والتعامل بعنف وقسوة.. فقد أصبح العنف والتطاول سلاح الحصول علي مكاسب خاصة غير مشروعة.. أو بدون وجه حق.. وهكذا عند تكرار أول مشاجرة.. أو انفلات أمني أو أخلاقي في ميدان التحرير.. تنطلق في كل مكان المهزلة أو الكارثة.. المكبرة عما يحدث في الميدان.. فهل يمكن أن يتسبب الميدان في أزمة حقيقية.. تعود بالخراب علينا جميعاً؟!!
لابد أن نعترف.. أننا نعيش حالة من الارتباك والفوضي.. انعكست علي أداء العمل.. وعلي انهيار الاقتصاد.. وأقولها بكل صراحة.. إن أزمة ميدان التحرير.. هي أزمة مصر كلها.. وإن ما يجري في الميدان.. صورة مصغرة لما يحدث في مصر.. في كل موقع عمل وإنتاج..
نحن أمام أزمة حقيقية تهدد أمن واستقرار الوطن تقود البلاد إلي الخراب.. إنها بالفعل أزمة ثقة بين الشعب والحكومة.. وبين الشعب والشرطة.. لسبب بسيط أنه لا شيء يتغير.. وأن ما حدث هو إسقاط رئيس الدولة ورموز الفساد فقط.. ولا شيء آخر.. بعد خمسة شهور من الثورة.. مازال الضباب سيد الموقف.. والإحباط يملؤنا.. والمستقبل غامض.. وانهيار الأخلاق والمبادئ النبيلة هو السائد.. والمعاناة نجدها في كل شيء.. فلا أحد في أي موقع وكل موقع لديه الشجاعة علي اتخاذ أي قرار.. فالأيدي أصبحت أكثر من مرتعشة.. وكل شيء أصبح متوقفاً.. ولا أحد يعرف ماذا يحمل لنا الغد.. فالأمان مفقود.. والشرطة منكسرة.. فقدت هيبتها.. والجميع أصبح يتطاول عليها “عمال علي بطال”.. لذلك تبتعد عند أول أزمة.. أو هوجة أو حتي جريمة!!
في هذا المناخ الرديء.. تندلع شرارة العنف.. من التحرير.. لتمتد إلي مصر.. في هذا المناخ المرعب.. ترتفع الأسعار.. وتختفي الأخلاق.. وتتزايد جرائم السلب والنهب وقطع الطرق.. ولا أحد ينتفض لخطف فتاة.. واعتصابها.. أو تعدد سرقات السيارات.. ونهب الأموال.. وتكرار القتل العمد في عز الظهر.. من أجل سرقة حفنة جنيهات.. فرئيس الوزراء الذي خرج من ميدان التحرير.. غير حازم وغير قادر علي اتخاذ قرارات حاسمة شجاعة.. كباقي قيادات الدولة في مختلف المواقع.. فلا شيء يتغير.. إنما إلي الأسوأ.. ولا أحد ينتفض!!

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Thursday, July 7th, 2011 في 02:50

كلمات جريدة احداث: , , ,

3 رد to “هوجة ميدان التحرير”

  1. مصرى غضبان(وكنت فرحان)
    12/07/2011 at 22:01

    يا عرابى ********* ياسعد ******* يا جمال ***** هل سمعتم عن ثورة 25 يناير ؟ انها ثورة عملت على خلع البلطجى مبارك واعوانه ولكنها نسيت ان عددنا 85 مليون _ اين باقى البلطجية !!!!!!!1

  2. حسن
    11/07/2011 at 19:41

    اخي الفاضل / كاتب المقال
    مقالك رائع ولكن لابد ان تعترف ان الاعتصام واستمرار المظاهرات هو مكون طبيبعي للبلطجه والعنف والسرق والنهب والاغتصاب ومن هناتنمو المطالب الفئويه ومن هنا ايضا تتحقق الخسائر حيث ان لا احد ينكر ان اقتصادنا منذ اندلاع الثورة لم يحقق اي مكاسب وهناك من يتبني فكره الصبر فكيف يدعو للصبر وهو لا يصبر ؟
    هل يكون غلق مجري ملاحي كقناة السويس هو حل للمطالب ام هل سد الطرق وغلقها هو حل أخر ؟
    هل هذا يعقل اننا لا ندرك خظورة ما يتم الان من احداث؟ ام لا ندرك ان هذا من الممكن ان يتسبب بتتدخل اجنبي حيث ان قناة السويس ليست مجرد قناة تمر بارضنا ولكن قامت علي اسس واتفاقات دولية وان غلقها سوف يكون مبرر لتتدخلات خارجيه 0
    هل استمرار الاعتصامات هو الحل الانسب لمشاكلنا ام اننا لا ندرك ان الفقراء بازيداد و الاسعار بارتفاع حيث انه لا يوجد ضابط ورابط هل ندرك ان البطاله تزداد بسبب غلق مصانع لابوابها و قلة الافواج السياحيه ولا ندرك انه كانت هناك وظائف كانت قائمة علي السياحه مثل موظفي القري السياحيه وعمالها وعمال الشواطيء وعمال اليخوت من زار المدن السياحيه يعلم مدي كم هذه العماله فعلا 0
    ارجو من الله عز وجل ان يحفظ مصرنا وان يهدينا ويعقلنا

  3. ابراهيم احمد
    09/07/2011 at 00:01

    من المفروض عزل كل من لا يعممل بجداره لانه لايستحق المكان المتواجد فيه من الكبير للصغير اضف لتلك الخسائر المرتبات الباهظه التى يتقاضونها وهم جالسون كل مايفعلون انهم يهشون الزباب من على وجوههم والخوف انهم قد يكونو مستعينين باخرين يدفعون لهم من قوت يومنا لهش الزباب

اترك تعليقاًً على هذا الرأي