على جمجوم

احداث مصر

الثورة والتكنولوجيا

لايمكن أن تقوم ثورة على الاطلاق دون أن يكون هناك ضمير جمعى.انطلاقا من هذه الحقيقة سنحاول أن نفسر ماحدث فى مصر من ثورة_بداية_ نستطيع أن نقول أن الثورة المصرية بالشكل الذى رأيناه قد أدهشت وفاجأت الجميع وذهب من ذهب فى تفسيرها مذاهب شتى.لماذا قامت فى مصر ثورة حقيقية منذ ثورة 1919 بعد نوووووووووووووم طويل؟؟ الجواب يكمن فى رأينا فى كلمتين : التكنولوجيا والضمير الجمعى.هناك علاقة بين التكنولوجيا والضمير الجمعى_يمكن أن تكون علاقة عكسية كما فى حالة ثورة 1919 المصرية_ويمكن أن تكون علاقة طردية كما فى حالة ثورة 25 يناير 2011 المصرية.لبيان ذلك نقول أن التواصل الاجتماعى فى مصر ابان ثورة 1919 كان قويا،وعليه كان الضمير الجمعى يقظ جدا لضعف وسائل التكنولوجيا حينذاك_وأنا أقصد التكنولوجيا هنا فى جهاز التليفزيون بالذات حيث لم يكن له وجود فى مصر.ذلك الجهاز الذى يعزل أفراد الأسرة بعضهم عن بعض،وتبث فيه سيل من المسلسلات التخديرية،كما يحدث فى مصر الآن منذ دخول هذا الجهاز الجبارفيها عام 1960 _لذلك كانت الأسرة تتكلم مع بعضها،الشعب كله كان فى حالة تفاعل فقامت ثورة 1919 _أما لو كان وقتها يوجد ذلك الجهاز الجبار”التليفزيون” فأنا أكاد أجزم أنه كانت مسألة قيام ثورة ستكون من الأمور المستحيلة.لاحظ هنا أننى لا أنحى عوامل أخرى مثل الاحتلال الانجليزى وغيره_فقط أنا أركز هنا على علاقة التكنولوجيا الممثلة هنا فى غياب التليفزيون،مع الضمير الجمعى الذى كان شديدا وقتها.لهذا نستطيع أن نقول أن التكنولوجيا كانت فى علاقة عكسية مع الضمير الجمعى ابان ثورة 1919 المصرية.وبعد أكثر من ثلاثون عاما قام انقلاب يوليو 1952 بقيادة الجيش وتحول الى ثورة بعد التفاف الشعب حول الجيش مؤيدا ومدعما له_لاحظ أن التليفزيون لم يدخل مصر الا سنة 1960 _نحن لسنا هنا بصدد أى تقييم للتجربة الناصرية ولا للتجربة الساداتية ولا تجربة نظام مبارك الاجرامى_نحن هنا بصدد شرح العلاقة بين التكنولوجيا بصحو أو نوم الضمير الجمعى المسئول الأساسى عن قيام ثورة فى حالة صحوه،أو الاستسلام والركود فى حالة نومه.الثلاثة أنظمة المذكورة آنفا كانت ديكتاتورية قهرية_كان فيها جهاز التليفزيون هو نجم التكنولوجيا بامتياز،الى ماقبل جيل الفضائيات والفيس بوك والتويتر.التليفزيون عزل أفرادالأسرة بعضهم عن بعض،عزل المصريين بعضهم عن بعض_كل واحد يفكر فى مصالحه الشخصية فقط وسط غياب مريع للضمير الجمعى،علاوة على استغلال السلطة له لترويج ماتريد ترويجه لصالحها فكان بحق أبرز سند للاستبداد فى مصر.فرضت ثورة التكنولوجيا العالمية الحديثة المتمثلة فى الفضائيات والأنترنت والفيس بوك والتويتر والتى تربى فى أحضانها وأتقنها شباب ثورة 25 يناير 2011 المصرية نوع من التواصل الاجتماعى والعالمى غير مسبوق موقظا للضمير الاجتماعى بعد نوم طويل_نعم ثورة 25 يناير هى من صناعة شباب جيل الفضائيات والفيس بوك والتويتر وأى انسان يزعم غير ذلك فهو مخطىء،صحيح أن بقية الشعب تضامن مع ثورة الشباب لتصبح الثورة ثورة شعبية لكن هناك فرق بين من كانوا فى حالة يقظة الضمير الجمعى وبين من تربى_أساسا وتشكل وعيه فى أحضان جهاز التليفزيون ومسلسلاته الرمضانية المخدرة_هناك فرق بين هؤلاء وأولئك،فهؤلاء الشباب أصحاب الضمير الجمعى اليقظ الحى هم الذين أيقظوا أولئك النائمين المستسلمين أصحاب الضمير الجمعى النائم شبه الميت_وهنا نستطيع أن نقول عن علاقة التكنولوجيا بالضمير الجمعى عند شباب ثورة 25 يناير المصرية أنها كانت علاقة طردية.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Saturday, April 16th, 2011 في 10:33

كلمات جريدة احداث: , , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي