حكى لى صديق صاحب دور نشر مشهورة فى مصر حكاية ذات مغزى عميق،وهو أنه سأل أحد العاملين عنده أثناء عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية التى تمت يوم 19 مارس 2011 ،والعامل لايقرأ ولا بكتب،سأله أيهما أختار الموافقة أم عدم الموافقة؟،فأجاب العامل أنه رأى دائرتان احداهما خضراء والأخرى سوداء فأختار الدائرة الخضراء_طبعا شخص جاهل لايعرف القراءة والكتابة_وبالتالى لايقرأ الصحف ولا أى كتاب،وعاش عمره فى مناخ ملوث من الاعلام المسموع والمرئى،مثله مثل 40 % من الشعب المصرى حيث هذه نسبة الأمية فى مصر،لابد له أن يختار اللون الأخضر-لون الخضرة والزرع ولا يختار اللون الأسود لون الموت والحداد.الذين صمموا أستمارة الاستفتاء هذه لايخفى عليهم بالطبع حقيقة دلالة الألوان وحقيقة النسبة المئوية للأمية فى مصر فراهنوا على الأمية لجمع أكبر عدد من الأصوات التى تمثلها الدائرة الخضراء_تلك كانت عدم نزاهة واستغلال قبيح لجهل الناخب_وهذا يمثل أدنى مستوى من مستويات الاستغلال فى عمليات الاستفتاء والانتخابات التى ستجرى بعد ذلك بخصوص الترشيح لرئاسة الجمهورية وأنتخابات مجلسى الشعب والشورى والاستفتاء على دستور جديد ستكون هناك حملات دعاية موجهة لمستويات أعلى من أمية القراءة والكتابة ولكنها تراهن على انخفاض المستوى التعليمى والثقافى لدى معظم أفراد الشعب المصرى.ان الجريمة الكبرى التى أرتكبها نظام مبارك ومن قبله نظام السادات ليست فى نهب ثروات البلد وشفطها_انها جريمة متعلقة بتدمير مؤسسات التعليم والثقافة ومحو الأمية والاعلام التجهيلى لمدة تزيد عن أربعين سنة_انها باختصار_جريمة هدم العقول.
وصف القسم
أحداث مصر اليوم 2019 شاهد اخر اخبار الاحداث المصرية الاخيرة الان
بحث جريدة أحداث
COPYRIGHT (C) 2024موقع جريدة احداث اليوم : احد مواقع شبكة مصريات