الدول فى العالم مثل قطع الشطرنج على الرقعة_فمثلما كل قطعة شطرنج تستمد قوتها الحقيقية من خلال علاقاتها ببقية القطع_فهكذا حال الدول فكل دولة تستمد قوتها وضعفها من خلال علاقاتها ببقية دول العالم.أمن مصر القومى ليس محصورا فى حدود مصر فقط بل خارج مصر.أنظروا لقضية مياه النيل وكيف أن الرئيس عبد الناصر كان واعى بها من خلال أهتمامه الفائق بعلاقات مصر مع دول افريقيا وكيف كانت شركة النصر للسيارات المصرية كانت تقريبا مثل سفارة مصرية فى دول أفريقيا وعيا من عبد الناصر بضرورة تقوية العلاقات المصرية مع دول أفريقيا حيث كانت المخابرات المصرية تدير شركة النصر للأستيراد والتصدير المصرية فى أفريقيا_فكانت النتيجة أن دول أفريقيا كانت تؤيد السياسة المصرية وقتئذ وعليه كانت قضية مياه النيل التى تخص أمن مصر القومى آمنة_أنا لست فى معرض تقييم للتجربة الناصرية فى مصر لكنى أعقد نوع من المقارنة فى الأحساس بالمسئولية تجاه الوطن والأهتمام بأحد أهم قضايا أمن مصر القومى بين حاكم وطنى برغم أخطائه الأخرى هو عبد الناصر وبين حاكم كان يحكم مصر كأنها تكية أو عزبة أبوه_هو حسنى مبارك طبعا الذى أهمل الملف الأفريقى تماما وجلب الويلات على مصر فى قضية مياه النيل على الأقل،فكان كل همه هو السفر الى أوروبا ليطمئن على ثروته المنهوبة من مصر اللى مهربها فى أوروبا.من الجدير بالذكر أنه بعد وفاة عبد الناصر حاولت كل من أمريكا واسرائيل أن تجد أية أموال مهربة لعبد الناصر فى أى بنك من بنوك العالم لتلويث سمعة عبد الناصر فباءت محاولتهما بالفشل_رحم الله عبد الناصر صاحب الذمة المالية النظيفة والذى كان مهموما بقضايا بلده مصر.
