عبد القادر شهيب

انتخابات مجلس النوب

نتائج الانتخابات و مفاجأة السلفيين

فوز الاخوان المسلمين في نتائج الانتخابات بالعدد الأكبر من أصوات الناخبين بانتخابات المرحلة الأولي لم يكن مفاجأة وكان أمراً متوقعا ومتوقع أن يتكرر ذلك وان اختلت النسبة في المرحلتين الثانية والثالثة.. لكن المفاجأة الحقيقية هي هذا الصعود الانتخابي للسلفيين الذي حجز لهم المركز الثاني مباشرة بعد الإخوان في عدد الأصوات التي حصلوا عليها وتتمثل المفاجأة في أن السلفيين رغم اختلاف جماعاتهم وفصائلهم وتنوع مشاربهم فأنهم ظهروا كتلة تصويتية واحدة لذلك حصدوا قرابة ربع أصوات الناخبين في انتخابات القوائم بالمرحلة الأولي.. ولعل هذا يجعلنا نتوقع أن تكون الكتلة البرلمانية لهم متجانسة وموحدة تحت القبة.
كما تتمثل المفاجأة أيضا في أن حزب النور السلفي نجح في تحقيق هذه النتيجة الكبيرة في أول جولة انتخابية رغم حداثة عمره وقلة خبراته التنظيمية وخوضه تجربة الانتخابات لأول مرة وذلك بالمقارنة للإخوان وأحزاب ليبرالية عريقة مثل الوفد.. ولعل هذا يرد علي حجة بعض القوي السياسية غير الدينية التي ظلت تتحدث عن رغبتها تأجيل الانتخابات حتي يشتد عود الأحزاب الجديدة.. وحتي لا يقول لنا أحد إن السلفيين لهم باع طويل في العمل المجتمعي ساعدهم علي تحقيق هذه النتيجة فإننا يجب ألا نغفل أن أحزاب الكتلة تضم حزبين جديدين أحدهما ليبرالي والآخر يسار وسط ومع ذلك فقد أحرزت نتيجة طيبة في الانتخابات.
ومفاجأة السلفيين الانتخابية لم تقتصر علي أنصار الدولة المدنية فقط إنما كانت مفاجأة ولعلها أكبر لحلفائهم السابقين وهم الإخوان الذين يشاركونهم جوهر رؤيتهم السياسية والدينية ومع ذلك بدا أنها لم تكن مفاجأة سارة للإخوان!
فرغم التلاقي في كثير من الرؤي والأفكار بين الطرفين فإن الإخوان سيجدون علي الساحة السياسية والبرلمانية من ينازعهم حق تمثيل التيارات الدينية الذي كان معقوداً حصريا للإخوان بعد تراجع جماعات الإسلام السياسي الراديكالية لانتهاجها العنف.
أما الأكثر ازعاجاً للإخوان فهو يتمثل في أن السلفيين يعدون أكثر راديكالية منهم وسوف يمارسون ضغوطا علي الإخوان لانتهاج سياسات واتخاذ مواقف وقرارات أكثر تشددا خاصة فيما يتعلق بممارسة الحريات أو إدارة الاقتصاد في بعض المجالات كالسياحة والقطاع المصرفي.. ويمكن رصد هذا الانزعاج في ردود الإخوان علي السؤال الذي وجه لهم حول إمكانية تحالفهم مع السلفيين في البرلمان والحكومة.. حيث جاءت الاجابة متحفظة.
وهذا قد يشي باحتمال انتهاء حالة الوفاق بين الإخوان والسلفيين والتي وصلت أحياناً إلي درجة الغزل المتبادل قبل أن ينسحب السلفيون من التحالف الانتخابي مع الإخوان.
وهكذا.. الإخوان وهم يرتبون أنفسهم علي تسيد البرلمان القادم وأن تكون لهم الكلمة العليا في توجيه الحكومة أمام تحد مهم سوف يكشف حقيقة قبولهم بالدولة المدنية.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Thursday, December 8th, 2011 في 03:23

كلمات جريدة احداث: , , ,

2 رد to “نتائج الانتخابات و مفاجأة السلفيين”

  1. شريف الشيمي
    18/12/2011 at 01:36

    مصر -انشاء الله -مع السلفين او الاخوان في امان وتقدم -كفاية ان مفيش احمد عز واتباعه.

  2. العمده
    14/12/2011 at 19:05

    الاخوان نفس اسلوب الوطني وافعاله

اترك تعليقاًً على هذا الرأي