اقتربت الانتخابات التشريعية والبلد مازالت غير مستقرة والبلطجة مستمرة والانفلات الأمني موجوداً والطريق مازال مسدوداً إما بسبب مظاهرة ضد وثيقة السلمي أو لاعتصام عمال أحد المصانع للمطالبة بتعديل مواعيد العمل ليكون من الواحدة ظهراً إلي الثانية وإما بسبب مصادمات واشتباكات لأولوية شراء الفاكهة.. لا يهم السبب مادام الطريق إلي صندوق الاقتراع مازال مسدوداً.
ولا أعرف كيف تقرر الدولة تغريم من يمتنع عن الذهاب إلي لجان الانتخابات 500 جنيه وهي في الأساس لا تضمن له حياته ولا تستطيع أن توفر له الحماية وهو في طريقه أو حتي أثناء وقوفه في الطابور أمام اللجنة.. فالبلطجة كانت موجودة بقوة خلال كل انتخابات تشريعية سابقة وحينما كانت الأجهزة الأمنية بكامل عافيتها وأوج قوتها وبطشها فما بالنا بالانتخابات القادمة والتي أخشي أن تتحول الي انتخابات تشريحية ونتحدث بعدها عن صندوق شهداء البرلمان فالبلطجية مازالوا يتصدرون المشهد وتعتبر الانتخابات أهم مواسمهم ومصادر رزقهم وهم بالتأكيد لا ينقصهم السلاح ولا يختلفون عن القتلة المأجورين وولاؤهم لمن يدفع.
وحتي لو حملت كفني علي يدي وذهبت للإدلاء بصوتي خوفاً من غرامة الحكومة فلمن أعطي ثقتي؟ فبعد توسيع الدوائر أصبحت لا أعرف منهم أحداً وقد يكون من يستحق كرسي البرلمان من مدينة أخري أو قرية بعيدة لا نعلم عنه أو عنها شيئاً ولا نعرف شيئاً عن تاريخه وآرائه.. ومواقفه وبالطبع لن نصدق الصورة التي سيرسمها لنفسه أمامنا فالجميع في موسم الانتخابات ملائكة تمشي علي الأرض ثم نكتشف أنهم شياطين مأواهم الوحيد تحت الأرض.. وهذا النظام العبقري سيجعلنا ننتخب أحزاباً أو قوائم لجماعات لا نعرف أشخاصها ولكننا نعرف أهدافهم.. فإذا وصلت إلي الصندوق سيكون عليك أن تعطي صوتك لليساريين أو السلفيين أو الإخوان وهكذا.. وإذا لم يعجبك المرشحين ووجدت أنهم لا يرقون إلي مستوي طموحاتك وتحقيق أحلامك فلا تفكر في حجب صوتك وإلا كان الثمن غالياً ودفعت الغرامة وليس أمامك سوي أن تذهب لتسجل حضورك وتختار الهلال والنجمة فيبطل الصوت وتنجو من الغرامة وهي النهاية السعيدة التي ستكتمل إذا وفقك الله وعدت إلي أهلك سالماً غانماً.
كنت أتمني أن تفرز الانتخابات التشريعية القادمة الأفضل ويجلس تحت قبة البرلمان من يستطيع أن يعبر بالبلاد من أزمتها الراهنة ومحنتها ويكون لديه أفكار ورؤي تضعنا علي أول الطريق وتضمن لنا أن لا يكون مسدوداً.. ولكني لست واثقاً من هذا فالمواطن البسيط لا يعرف أصلاً كيف سينتخب وماهي برامج الأحزاب وأهدافها ولا يعرف الفرق بين سلفي وإخواني ولا يعرف عن اليسار سوي أنها اليد التي لا يأكل بها ولا يجد من يشرح له أو يهتم به والفضائيات وبرامج “التوك شو” مشغولة بإشعال الفتن ونقل أخبار الصراعات والبلطجة والاعتصامات والاضرابات ومازالت الانتخابات تقترب واللافتات تنتشر والضحك علي العقول مستمراً فالبعض يتاجر بالدين والبعض يتاجر بالثورة والجميع يتاجر بالوطن.. وأنا شخصياً أعرف أحد المرشحين الذي دخل مولد الانتخابات رافعاً شعار “مرشح شباب الثورة” مع أنه لم يعلم بها إلا حينما وجد السيارات تسير عكس الاتجاه وسائقي التوك توك يدخنون الحشيش في وضح النهار والمسجلين خطر يحاصرون أقسام الشرطة لتهريب أقاربهم وأصدقائهم.
كنت أتمني أن تعيد الدولة النظر في الامتيازات التي يحصل عليها نائب البرلمان حتي يكون السباق بين من يسعون للصالح العام وخدمة الوطن وليس لزيادة أرصدتهم وتعويض ما أنفقوه في الدعاية ووقتها لم نكن سنري كل هذا العدد الكبير الذي تقدم للترشح في انتخابات أهم برلمان في تاريخ مصر وأخيراً..
بريطانيا طلبت اعتقال سوزان ثابت ولمن لا يتذكر هذا الاسم فهي سوزان مبارك البريطانية بتهمة حصولها علي رشوة 2.5 مليون جنيه استرليني مع حبيب العادلي لأرساء مشروع انشاء مكتبة الإسكندرية علي شركة “بالفوربيتي” فكما ضيع وعد “بلفور” فلسطين ضيعت رشوة “بالفور” سوزان ويبدو أن من كانت سيدة مصر الأولي أصبحت الآن بلا وطن.
أيمن نصر الله
انتخابات مجلس النوب
انتخابات تشريحية
اضيف بتاريخ: Thursday, November 17th, 2011 في 23:42
كلمات جريدة احداث: احداث, اخبار, انتخابات, مجلس الشعب, مصر