حلمي بدر

انتخابات مجلس النوب

الفلول والفلوس في الانتخابات البرلمانية

استقرت معركة انتخابات مجلسي الشعب والشورى الدائرة الآن إلى الصراع بين أحزاب الفلول والفلوس ومن المؤكد ان أحزاب الفلول هي “الكسبانة” بالرغم من انني أرفض اطلاق الفلول على المرشحين الشرفاء من الذين كانوا أعضاء في الحزب الوطني في إطار أهمية تحقيق المصالحة الوطنية لأن الاتفاق مع الجميع “مصلحة مصر.. أولا” لتتحقق انتخابات نزيهة وننتخب برلمان الثورة ليصحح ما أفسده النظام السابق في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي ويجب أن يدخل كافة المرشحين في أجواء صحية تتيح لكل ناخب ممارسة حقوقه السياسية بحرية كاملة ولا نقصي أحدا حتى نطبق الديمقراطية الحقيقية التي تطالب بها ثورة 25 يناير لذلك علينا نسيان الماضي وكل ما عشناه من تزوير والخضوع للنظام السياسي السابق ولا يتهم كل من عمل مع هذا النظام بالفلول لأن هذا ضعف وتوقف عجلة التنمية التي نأمل أن تزداد لبناء مصر الحديثة والقوية.. لأننا نحتاج إلى العمل وليس تصنيف الشعب إلى فئات وطوائف بهدف النيل من الجبهة الداخلية لأننا في أشد الحاجة إلى المصالحة الوطنية ويجب أن نعلم ان الكثافة السكانية تفرز قاعدة بيانات تتناسب معها لأن التقسيم الجديد للدوائر حدث له تجاوز جغرافي وفقا لمعايير محددة دون اعتبار لأي تخطيط سياسي بالرغم من صعوبة ذلك على المرشحين لبرلمان الثورة الذي يقوم على الثلثين للقوائم والثلث الآخر للمقاعد الفردية.. ولابد من احترام ضوابط الدعاية الانتخابية وسقف الانفاق والابتعاد عن الشعارات التي تحمل مخاطر ضد الدولة لأن استقرار الأمن وتأمين العملية الانتخابية والتصدي عن أي خروج عن الشرعية بعد الاتفاق عن نسبة الحسم والتي تشترط حصول أي حزب على نصف % لتمثيله في البرلمان والذي طبق في انتخابات عامي 1987 و1993 حتى كانت نسبة الحسم 8% حينذاك.. والمرحلة الانتقالية التي نعيشها والأحزاب التي ظهرت بعد ثورة 25 يناير لديهم فرصة في التمثيل في برلمان الثورة بعد إعادة القانون 73 لسنة 1956 والقرار 16 لسنة 2011 لتوزيع الرموز الانتخابية وتطبيق أولوية الحضور للترشيح وإعادة تقييم الرموز وحذف الهلال والنجمة والقمر وأسماء الحيوانات مثل الجمل وتم توزيع الرموز بكل شفافية ونزاهة وابداء رغبة كل حزب في الحصول على رمزه وفي حالة حدوث تعارض بين الأحزاب تكون الأولوية للحزب الأقدم أو اجراء قرعة علنية للحصول على الرمز الانتخابي بعد الاتفاق على انشاء كبائن للاقتراع بعد الستائر التي كانت بؤرة للتزوير والفساد في الانتخابات الماضية ويجب أن يكون شعب مصر على قلب رجل واحد لتكون الانتخابات البرلمانية حدثا فريدا في تاريخ البلاد ويهدي الله الصامتين والعازفين عن الانتخابات السابقة وليذهب أكثر من 40 مليون ناخب للادلاء بأصواتهم في الانتخابات القادمة لتتحقق المشاركة السياسية التي كنا نطالب بها منذ قيام ثورة يوليو 1952 وكلنا أمل أن تخرج هذه الانتخابات لتعبر بصورة كبيرة عن الشعب المصري لأن الشفافية هي الضمان الأساسي لنجاح هذه الانتخابات.
علينا الاستفادة من المناخ الديمقراطي الذي تعيشه مصر منذ 30 عاما وعدم التفرقة بين مرشح وآخر إلا بعد قراءة وتفهم برنامجه الانتخابي وعدم الانزلاق إلى الحروب الانتخابية التي يحتمل أن تلهب بنارها الانتخابات وهذا يتطلب أن يوقع جميع الأحزاب وثيقة وطنية ينضم اليها الأحزاب ذات المرجعية الاسلامية لعدم وقوع مصادمات تهدد هذه الانتخابات التي نعلق عليها الآمال في اقامة دولة مدنية حديثة لأن التنافس الشريف لا يعني الخصام والتناحر؟! ولا يجب اقتحام الدين بالسياسة ويخرج علينا بعض رجال الدين في إصدار فتاوي ضد اعضاء الحزب الوطني الذين وصل عددهم لأكثر من 3 ملايين عضوا حتى نحقق جميعا المصالحة الوطنية لأن الفتاوي التي ظهرت مؤخرا فتاوي متعجلة وغير مدروسة ولا تستند لأسانيد شرعية لأن التصويت في الانتخابات مسألة سياسية وليست دينية وعلينا أن نحتاج المرشح الأصلح والقادر على العطاء من أجل مصر لأن كافة القوي السياسية جنود لمصر ولا فرق بين علماني أو ليبرالي أو ديني.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Monday, October 31st, 2011 في 04:22

كلمات جريدة احداث: , , , , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي