أشرف صقر

انتخابات مجلس النوب

نـُــظـــ إنــتــخــابــيــه ــــــــم

لن أكون مبالغاً إذا قلت إنه لا يوجد نظام إنتخابى مثالى ، فكل نظام له مميزاته وعيوبه ، وإذا حاولنا الترجيح بين نظام وآخر فهذا لا يعنى أن هناك نظام صالح وآخر سىء ، بقدر ما هو ترجيح للنظام الذى يناسب تاريخ وتقاليد وظروف كل بلد ، وهى أمور تختلف من مكان إلى آخر كما تختلف أيضاً بالمناخ السياسى العام الذى يسود البلد الذى ستجرى به الإنتخابات , وسوف أحاول عرض بعض وجهات النظر المؤيده والرافضه للنظم الإنتخابيه التى يمكن العمل بها فى مصر مع الشرح الذى يتعلق بكل منها .
ما هو النظام الفردى ؟؟؟ أبدأ بالقول بأن نظام الانتخاب الفردى يقوم على إنتخاب نائب واحد بين عدد من المرشحين لكل دائرة ، فالانتخاب الفردى هو تعبير عن علاقة شبه شخصية بين الناخب والمرشح الذى يختاره ، فهو يعرفه شخصياً أو يعرف عنه ويختاره على هذا الأساس , ولتطبيق هذا النظام الانتخابي يتم تقسيم الدولة إلي دوائر انتخابية صغيرة بحيث يجب أن تتساوى عدد الدوائر مع عدد المقاعد في البرلمان ويقوم الناخبون في الدائرة الإنتخابية بإنتخاب نائب واحد لها في البرلمان ، لو فرضنا أن دائرة ما أجريت فيها الانتخابات وأن المرشحين فيها ثلاثة وكان عدد الأصوات الصحيحة فيها 2000 صوت و حصل أولهم علي 800 صوت والثاني علي 700 صوت والثالث علي 500 صوت ، فهنا تجب إعادة الانتخابات بين المرشح الأول والثاني ، لأن المرشح الذي يُنتخب هو الذي يفوز بأكثر من نصف عدد الأصوات الصحيحة المعطاة بمعنى50٪ + 1 مهما كان عدد المرشحين وقد تؤدى إعادة الإنتخاب إلي فوز المرشح الثانى ، ويمتاز هذا النظام بسهولة الإجراءات والبساطة والوضوح , ولا يخفى على أحد أنه فى دولة مثل مصر لم تعرف حياة حزبية حقيقية لما يزيد على نصف القرن فإنه ليس من المصلحة إستبعاد الرموز المستقلة من الاشتراك فى الإنتخابات ، ومن عيوبه الأساسية أن هذا النظام بنزعته الطبيعية نحو الفردية تبرز فيه العصبيات وينشط دور العائلات ويقوم المال بدور حاسم في نجاح المرشح ومن هنا تزداد فرص رجال الأعمال وأصحاب الملايين في دخول البرلمان وإصدار التشريعات التي تحمي مصالحهم وتتلاشي فرص أي حزب سياسي فقير لا يملك الملايين للإنفاق الانتخابي , كما أن الانتخاب الفردي يُقصى العديد من الأطراف مثل الأقباط والمرأة ، وفيه من الممكن أن يصل مرشح إلى مجلس الشعب بـ 15 ألف صوت في دائرة صغيرة بينما يفشل مرشح آخر رغم حصوله على ضعف هذا العدد لأنه في دائرة أكبر .
ما هو نظام القائمة النسبية ؟؟؟ فكرة الإنتخابات بنظام القائمة النسبية هي التصويت على البرامج والأحزاب وليس الأشخاص وفي هذا النظام تكون الدوائر الانتخابية أقل عدداً وأكبر مساحة ، مثلاً بدل أن تكون شبرا دائرة منفصلة تنتخب نائبين فقط نضم إليها مجموعة من الأحياء المجاورة لتشكل دائرة كبيرة تختار 10 نواب مثلاً و في هذه الحالة سيطرح كل حزب أو مجموعة أحزاب قريبة من بعضها أو حتى مجموعة من المستقلين ، قائمة بعشرة مرشحين للدائرة , وتتنافس قوائم الأحزاب المختلفة ويصوت الناخبون لاختيار القائمة التي تناسبهم , وبعد إنتهاء الإنتخابات توزع مقاعد الدائرة على القوائم بشكل يتناسب مع الأصوات التي حصلت عليها وكمثال لهذا الكلام : لنفترض أن هناك دائرة معينة لها 10 مقاعد في مجلس الشعب وتتنافس في هذه الدائرة 4 قوائم هي قائمة حزب التقدم وقائمة حزب العداله وقائمة المستقلين وقائمه حزب الشعب ونفترض أن الحد الأدنى من الأصوات المطلوبة 5% , فبعد إجراء الانتخابات سيكون توزيع المقاعد العشرة كالتالي : قائمة حزب العداله حصلت على نسبه 38% فستحصل على 4 مقاعد , قائمة التقدم حصلت على نسبه 35% فستحصل على 4 مقاعد , قائمة المستقلين حصلت على نسبه 24 % فستحصل على مقعدين , قائمة حزب الشعب حصلت على نسبه 3% فلا تحصل على أى مقعد لأنها لم تبلغ الحد الأدنى من الأصوات وهو 5 % – وأيضاً وعلى سبيل المثال فإن نصيب مرشحى حزب العداله المتواجدون بالقائمه الخاصه بهم هى حصول الأربعه مرشحين الأول بالقائمه على هذه المقاعد وذلك لأولويه ترتيبهم , ومن مزايا هذا النظام هو عدالة تمثيل الأصوات في مجلس الشعب ، أي أن قيمة صوت أي ناخب متساوية ، بصرف النظر عن حجم دائرته , ويقلل نظام القائمة من دور المال وتأثير شراء الأصوات بسبب إتساع مساحة الدائرة وصعوبة توجيه هذا العدد الكبير من الناخبين , ويرى البعض أن الانتخاب بالقائمة النسبية يكون بمثابة الفلتر الذى يخرج لنا افضل العناصر بمعنى أن الإختيار الأول للمرشح يكون من خلال الأحزاب وهى لاتغامر بالمقعد عند إختيارها فتكون ملزمة أن الذى سوف يمثلها من أفضل العناصر وإن يكون لة الشعبية ولدية القبول من الجميع فالمرشح سيخضع لإنتخابات أولية من حزبة ثم بعدها إنتخابات شعبية لذا فانة أفضل , ويتيح هذا النظام تمثيل الكفاءات وأصحاب الخبرات والأقليات في البرلمان , مما يجعل التنافس بين أفكار وبرامج ومبادئ وليس صراعاً بين أشخاص ، فهكذا يتمكن النائب من الاهتمام بالشئون الوطنية التي تهم أبناء الوطن بشكل عام والابتعاد عن المسائل المحلية الضيقة التي تضعف مستوى المجلس النيابى – وفي المقابل ينتقد كثيرون في هذا النظام ضعف الارتباط بين النائب والناخب بسبب اتساع حجم الدائرة , ويرى آخرون أنه يتطلب مجهوداً أكبر من الناخب للاختيار وأن الأحزاب غير مهيئة لذلك حالياً وذلك لحداثه الغالبيه منها , ولا الشعب مهيىء أيضا والفترة لإجراء الإنتخابات قصيرة جداً – وهناك من يرى أنه فى نظام القائمه النسبيه حرمان بعض الفئات من التمثيل في البرلمان إلا تحت مظلة حزب معين برغم أنها قد تكون فئة محكومة بمصالحها الخاصة وأنه ربما أن يكون هذا النظام من الممكن تطبيقه في المستقبل ولكنه ليس مجدياً الآن .
أخيراً – هناك النظام المُختلط المعروف بإسم نظام القائمة النسبية المفتوحة وفيه يتم تقسيم الدوائر إلى مجموعتين إحداها تكون فيه الانتخابات بنظام القائمة النسبيه والآخر تكون فيه بالنظام الفردى وهذا هو النظام الذى توصل اليه المجلس العسكرى وهو ما يثير الجدل بين القوى السياسيه هذه الأيام .

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Sunday, September 25th, 2011 في 00:33

كلمات جريدة احداث: , , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي