محمد عبد الجليل

انتخابات الرئاسة

دماء السلفيين لا تستحق

ما أكثر الدماء التي سفكها فلول نظام مبارك وكأن طواغيت هذا النظام الذي أذل المصريين لم تشبع بعد من دماء شباب مصر وآخرها أولئك الذين خرجوا معتصمين في ميدان العباسية ورغم اختلافنا علي طريقة اعتصامهم ومكان الاعتصام الا أنه من غير المقبول أن يخرج عليهم البلطجية بالسنج والخرطوش ليلا ليسقط أحد الذين نحسبهم شهداء ولا نزكي أحداً ويصاب أكثر من مائة شاب أغلبهم اصاباته خطيرة.
الشباب الذين خرجوا لميدان العباسية ليعترضوا علي قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية باستبعاد حازم صلاح أبو اسماعيل وقبول ترشح أحمد شفيق بالمخالفة للقانون ونادوا مثلما نادت أغلب التيارات السياسية الميدانية يسقط يسقط حكم العسكر فكان هذا جزاءهم سفك دماءهم وليس هذا مستغربا في فترة انتقالية توشك أن تصبح المرحلة الدائمة يحكم فيها الشعب المصري ثلة من فلول النظام السابق فالغريب حقيقة ردود الفعل علي هذه المجزرة التي ارتكبت في العباسية من وسائل الاعلام ناهيك عن الاجهزة الامنية رغم أن مرتكبي المجزرة معروفين بالاسم ومعروف علاقتهم بجهاز أمن الدولة الذي أصبح الآن جهاز الامن الوطني وكأن شيئا لم يحدث وكأن دماء أبناء هذا الوطن لم تسفك أين الفضائيات التي لم تهدأ أصواتها بعد أحداث مشابهة في محمد محمود أو مجلس الوزراء أو ماسبيرو والأمر ببساطة أن الشباب الذين ذُبحوا في العباسية من السلفيين فكانت ردود الفعل الاعلامية علي شاكلة يستاهلوا.. ايه اللي خلاهم يروحوا هناك.. في ستين داهية .
نسي أولئك أن الموجودين بميدان العباسية من أبناء هذا الوطن قدموا له مثل ما قدم باقي شباب مصر وارجعوا لأرشيف شهداء ثورة 25 يناير ستجدوا من بينهم السلفيين والاخوان واليساريين والليبراليين فلماذا يعامل أولئك وكأنهم عبء يجب التخلص منه حتي لو كان بالقتل ولا يجدون حتي الترحم عليهم ولا نملك الا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل.
وللشيوخ من اتباع المنهج السلفي الذين انشغلوا بمن يؤيدونه في انتخابات الرئاسة وانقسامهم ما بين أبو الفتوح ومرسي أقول لهم اتقوا الله.. اتقوا الله.. والله ستسألون عن هذه الدماء التي سالت أين أنتم وهؤلاء الشباب الذي توجه الي ميدان العباسية.. ما هو المبرر الشرعي لتوجه هؤلاء الشباب للعباسية وأين كنتم عندما كان الذئب يحوم حول فريسته بالعباسية تحت سمع وبصر الجميع؟ وهل معني أن الشيخ حازم الذي لم يمنع الشباب من الذهاب للمصيدة في ميدان العباسية اختلفتم معه أو أنه احتد عليكم أن تتركوا الشباب وحده في مواجهة البلطجية؟ أين قاعدة المفاسد والمصالح التي علمتموها للشباب؟ حسبنا الله ونعم الوكيل واعلموا أنكم موقوفون امام الله عز وجل وأنكم مسئولون ولعن الله هذه السياسة التي أفسدت كثير ممن نُجلهم ونحترمهم.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Wednesday, May 2nd, 2012 في 00:40

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي