محمد عبد الحميد

انتخابات الرئاسة

خانة عبد المنعم ابو الفتوح

أري أن معطيات المشهد السياسي ربما بدأت تصب مؤخراً. وإلي حد ما في “خانة” د. عبد المنعم ابو الفتوح من باب أنه ذاك المرشح الاصلاحي المعتدل الذي يلقي قبولاً سواء لدي المتدينين. أو الليبراليين.. كما تبدو من الصورة شعبيته تتسلل إلي غير قليل من الأغلبية الصامتة من غير المسيسين. فيما مؤشرات أولية تعكس كذلك انه قد يخطي بأصوات عدد لا بأس به من الأقباط علي خلفية وسطيته. وخطابه المستنير.
قد يكون من المبكر تحليل الواقع السياسي. فيما يخص خريطة الأصوات الانتخابية وإلي أين ستذهب آخر الأمر في نهاية الماراثون الرئاسي. لكن أحداً لا يمكنه تجاهل ان أبوالفتوح استفاد بشكل ما أو بآخر. ودونما ترتيب منه من تراجع شعبية الإخوان المسلمين. سواء بسبب الأداء الباهت للبرلمان الذي جاء شكلاً وموضوعاً أقل من التوقعات والطموحات. أو بسبب الخوف الذي انتاب الكثيرين مؤخراً من حالة “الجوع السياسي” التي بدت عليها الجماعة وهي تستعجل السيطرة علي كل شيء. وصولاً إلي نقض العهد ونزول الملعب فجأة بحلم الجلوس علي كرسي الرئيس.. وهو ما يخصم في مجمله من اسهم محمد مرسي. وأغلب الظن لصالح عبد المنعم ابو الفتوح. المزاج المتدين للشعب المصري. والذي قد يميل هذه المرة إلي رؤية وجه إسلامي في قصر الرئاسة. بينما لا يروق له الاستثمار السياسي للدين. ويرفض في الوقت ذاته ما ظهر عليه التيار السلفي. ومرشحه المستبعد حازم صلاح  أبو إسماعيل من تحد للدولة والقانون باسم الدين والثورة.. ربما يجد ضالته في اعتدال أبوالفتوح الذي يبدو وكأن الظروف تخدمه بيده وبأيدي الآخرين.
ما يمكن وصفه علي الجانب الآخر بأنه عقبة في طريق عبد المنعم ابو الفتوحانه من المتوقع ان يواجه منافسة ثقيلة علي أصوات الليبراليين من جانب المرشح عمرو موسي الذي يضيف إلي رصيده ما قد يشعر به البعض في المعسكر الليبرالي من ريبة إزاء ماضي عبد المنعم ابو الفتوح في جماعة الإخوان.. لكن شعوراً مقابلاً لدي البعض الآخر يشكك أيضاً في ماضي موسي لسنوات بين رجال مبارك يجعل من حسم أصوات الليبراليين لأي منهما أمر من غير المنطقي اخضاعه لحسبة لا تقبل الخطأ.. وإن كان هناك من يميلون إلي أن أبوالفتوح أكثر قدرة علي توحيد الصف المصري وإنهاء حالة الانقسام الحالية. وبخاصة بين الإسلاميين والليبراليين.. وهي نقطة أخري تزيد من فرصه. وقد تكون ذاتها من ناحية أخري هي ما قد يميزه في مواجهة العنيد حمدين صباحي.
يبقي في النهاية ان الفكر الذي يتبناه أبوالفتوح والذي يمكن وصفه ب “اليمين الأوسط” هو نواة لفكر جديد. قد يلعب أيضاً دوراً كبيراً لصالحه.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, April 24th, 2012 في 08:01

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي