السيد بدر

انتخابات الرئاسة

الحرب الضروس و موت الرئيس

كأنه كان تحدياً وليس سؤالاً عابراً بادرني به خليلي إبراهيم قائلاً: لماذا ومتي تنتهي الحرب الضروس علي منصب الرئيس.. وقد استعرت رحاها في الاصرار علي قيامها بعد قرار اللجنة القضائية المشرفة علي الانتخابات الرئاسية باستبعاد عشرة مرشحين من القائمة وقبله فشل لجنة المائة لوضع الدستور وقد لاقي ردود أفعال متباينة.. وقد قال الشاعر: نروح ونغدو لحاجاتنا.. وحاجة من عاش لا تنقضي. هنا كظمت غيظي وخوفي في جوفي وقلت له أعطني مهلة من الوقت. فالتسرع والعجل يؤديان إلي الخطأ والخلل والضغط يولد الانفجار.. رد قائلاً: وكثرة التراخي والصمت عن الثغرات والعلات تنتهي حتما إلي الاحتجاجات والمظاهرات ومن ثم يكون الانفلات.. هنا ألجمتني الحقيقية المريرة ولذت بالصمت.. ولأني قبلت التحدي خرجت عن صمتي وهمت علي وجهي بين أقدام الفرسان ابحث عن ضالتي وقلت لنفسي بين الكر والفر يكون مربط الفرس. وقد قال امرؤ الفس في جواده الهمام عندالنزال: مكر مفر مقبل مدبر معاً.. كجلمود صخر حطه السيل من عل.
***
وخلال البحث عن الإجابة لماذا الصراع علي الرئاسة وجدت السبب أنه في بلاد العرب يموت الرؤساء دون كل البشرية موتة غير طبيعية تفوقوا فيها علي البؤساء والتعساء لأنهم ما وصلوا إليها إلا بالمكر والدهاء. وكثيرا ما داسوا بأقدامهم في سبيل وصولهم إلي مآربهم علي جثث وأشلاء.. وبالتفكير والعناء تجد العرب من العبقرية والذكاء العالم يسير للأمام إلا هم يرجعون للوراء حتي وصلوا بالسلامة عصر الجهلاء وحرب داحس والغبراء. وقد ظلت رحاها اربعين عاما والسبب يدعو للعجب فقد أعاق نفر أحد الفرسين المتسابقين “داحس والغبراء” ليفوز الآخر بالسباق وقامت الحرب ومات فيها من مات وياليتهم بالشهداء.
وبمواصلتي لبحثي وجدت مقالا للاستاذ محمد العزبي “موت رئيس” مستثنيا جمال عبدالناصر والآخر بين بيلا.. أما الأول فقد مات بهزيمة سبع وستين بعد عامه الخمسين والثاني عاش وزاد علي التسعين ثم مات وخرجت روحه إلي الرفيق الأعلي لسجن المنفي من غدر الرفاق الأليم.. وسجل العرب مع رؤسائهم وطريقة موتهم حافل بالمعجزات فالسادات انتصر في أكتوبر وازال الساتر الترابي الهائل وحالة الانكسار والغمة عن الشعب الحائر وقد قيل في سبب موته طمع نائب في الحكم بالاتفاق مع الغادر من شعبه.. وصدام حسين بالحائط صدم رأسه وبيده لا بيدي عمرا وقتل نفسه.. ومعمر القذافي قال لبلادي انا محارب و “غازي” حتي قتله شعبه بماسورة الصرف والمجاري.. والحبيب بورقيبه زال عقله وأذاق شعبه العذاب الأليم حتي أصابه الجنون.. زين العابدين سرق وطنه وجمع الغنائم وقال مثلي دياب بن غانم وولي “هرايب” علي صالح فكره فاسد وطالح ألقي ظهره للثوار حتي زاد لهيباً “النار .
علي الوجه المقابل من عاش ودنت له مقاليد الحكم كيف يكون شديد الرأي في اتخاذ القرار وهناك بالميادين رجال وفتيان بالألوفات متجمعين صاروا وسيلة ضغط وللرفض علي طول الخط مبرمجين. من سين ولا صاد ولا كمين ما “يعنناش” لكن خيفين علي الثورة تصير فوضي وعذاب السنين يروح بلاش.. فجأة قال صديقي أين إجابة سؤالي لماذا الحرب الضروس علي منصب الرئيس نظرت لقدمي خجلاً وقلت يادي الكسوف لحد الساعة دي ماعرفتش جوابي.. أفديك بروحي تجاوب بدالي قال خليلي وما المسئول بأعلم من السائل بعدما إخونا العرب أهل الطرائف والعجب ما طيروا برج دماغي.. يصرون اصراراً مميتا حتي لو خاضوا حربا ضروسا محبة في الكراسي ولو قال الشعب شوف المخبول حبيب بورقيبه وبطبلة وربابه رقص وزمر وقالوا مثل الليبي معمر قتيل ومجنون الرئاسة.. قلت لله در القائل: وقد يموت صغيرا.. وقد يموت كبيرا. وتدخل القبر حتما.. وقد ركبت السرير. في القبر هم وغم وذاك يوم عسير حتي قال: فاعمل بدنياك خيراً.. تمت رضي الضمير.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Saturday, April 21st, 2012 في 03:20

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي