محمود الشاذلي

انتخابات الرئاسة

الإخوان المسلمون والمسئولية

قنبلة من العيار الثقيل فجرتها اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية باستبعادها لعشرة من مرشحي الرئاسة أبرزهم عمر سليمان. وخيرت الشاطر. ود. أيمن نور. وحازم صلاح أبو إسماعيل. وبقدر سعادتي باستبعاد هذا الدموي الذي يجب أن يحاكم عن فساد النظام البائد الذي كان أحد أبرز صانعيه بقدر حزني على استبعاد خيرت الشاطر مهندس النهضة المصرية ود. أيمن نور المناضل الشريف. وحازم أبو إسماعيل أنقي من عرفت في حياتي.
أخشي من المجهول.. أرتاب مما هو قادم.. أشعر بأننا ننطلق للهاوية.. مذهول من مجلس عسكري يتركنا فريسة لفلول نظام فاسد رغم انه درع هذا الوطن وصمام أمانه. حزين على شباب الثورة وقد جنحوا في الحوار يوم أن تركوا الميدان. وتنازعوا. وتسابقوا إلى الفضائيات والرحلات الخارجية. ليس لعرض قضية وطن وإرادة شعب إنما للتطاول على التيار الإسلامي وتشويه صورته. على وشك فقدان نعمة الصراخ وأنا أري حكومة تتبع سياسة الأرض المحترقة قبل رحيلها لإنشغال الفرقاء بأجنداتهم الخاصة حتي قررت أخيرا فرض ضرائب على شركات البترول رغم أنف الوزير لتدميرها وتعظيم أزمة السولار والبنزين وقريباً سنكشف المستور للرأي العام عن هذه المصيبة.. حتي صاحبة الجلالة محبوبتي.. انضمت للإعلام في ممارسة الخدعة الكبري على الشعب في النيل من الإخوان.
لأول مرة يشعر المواطن البسيط بالحيرة الشديدة. ويتملكه الاحساس بالعجز عن التفكير واستجلاء الحقيقة بعد أن تحولت الحرية إلى همجية. ومطالب فئوية وترسخت نبرة التخوين والتهويل والتخويف بين كل فئات المجتمع. كما اختلف الجميع من أقصي اليمين لأقصي اليسار في الأفكار والأيديولوجيات ولكنهم اتفقوا على أمر واحد فقط هو محاربة كل ما هو إسلامي. ومقاطعة كل عمل وطني يقومون به. أو يدعون إليه. بل ومعاداتهم بإدعاءات كاذبة.
أتفق تماما مع ما وصل إليه الكثيرون باستحالة التنبؤ بما سيحدث في هذا الوطن حتي ولو للغد. وأزيد عليه حتي ولو بعد ساعة.. ولكنني أختلف تماماً مع الآراء التي تقول إن التيار الإسلامي قد يخطف سفينة الوطن ويبحر بها عكس تيار الزمن. بل وأتعجب أشد العجب من خداع هؤلاء المستمر للرأي العام وتصويرهم لمطالبة الإخوان بتشكيل الحكومة وطرح مرشح للرئاسة ولعب دور محوري في الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور على أنها تكويش بل وجريمة نكراء ونقيصة. وأعتقد أنه رغم إدعاءاتهم إلا انهم يدركون جيداً بأن إرادة الشعب هي التي تلزمهم بأن تفرض عليهم أن يتصدروا المشهد ويتقدموا الصفوف لتولي مسئولية هذا الوطن ورفع المعاناة عن الشعب وتحقيق طموحاته. وأعتقد أن هؤلاء الثوريين واليساريين ما كانوا ليتراجعوا عن إدارة شئون البلاد ولو للحظة واحدة إذا كانوا قد حصلوا على الأغلبية.
الآن لابد أن يراجع الجميع أنفسهم.. الشعب.. المجلس العسكري.. القوي الثورية.. الأحزاب السياسية.. التيار الإسلامي.. لابد من مصارحة قائمة على النقد الذاتي والشفافية ووقف التراشق وحملات التخوين والتخويف.. الآن يجب أن تتلاحم كل القوي مع الإخوان المسلمين والحرية والعدالة ولتكن بداية التلاحم مليونية الجمعة القادمة.. يجب أن يدرك الشعب أنه صاحب القرار الوحيد في هذا البلد فلا يسمح لأحد أن يزايد عليه وليستيقظ من خداع الإعلام له وتشويه صورة المناضلين أمامه.. وعلى المجلس العسكري أن يعي أن عقارب الساعة يستحيل أن تعود للوراء فليضف مجداً جديداً للعسكرية المصرية.. وليبتعد ائتلافات شباب الثورة التي تعدت الآلاف عن الجنوح والغطرسة التي جعلتهم يحاولون فرض إملاءات على الإخوان أو المشاركة في الابتزاز الإعلامي.. الآن يجب أن يبتعد حزب التجمع وقوي اليسار عن رغبتهم التدميرية في النيل من كل ما هو إسلامي.
الآن يجب أن نلتف جميعاً حول الإخوان المسلمين أكبر فصيل مناضل في هذا الوطن. وأن نمنح ثقتنا لمرشحهم د. محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة لأن لديهم ولديه مشروعاً توافقياً واقعياً للنهوض بمصر وطناً وشعباً. وأتمني أن ينضم إليه بعض المرشحين في مجلس رئاسي يعبر عن جميع الأطياف السياسية.
تبقي كلمة للتاريخ.. تنبع من تجربة كبيرة.. ورحلة طويلة من الممارسة السياسية.. ومتابعة دقيقة للشأن العام.. تعالوا نتجرد جميعاً لإنقاذ مصر والنهوض بهذا البلد ونكون جنوداً في الصف الوطني الذي يقوده الإخوان.. بل ونتشرف أن نكون في آخر الصف مع جماعة هي تاج على الرءوس ولا نقبل أن نعيش. إلا في وطن عزيز وغال لأنه ينبع من أعماقها الصدق والاخلاص.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, April 17th, 2012 في 04:57

كلمات جريدة احداث: , ,

2 رد to “الإخوان المسلمون والمسئولية”

  1. ناصر
    18/04/2012 at 01:19

    لماذا قبل د. محمد مرسى ان يكون البديل او الرجل الثانى ، هل سعد الكتاتنى هو الرجل المناسب لرئاس البرمان مصر اكبر من هذا وذاك اتركوا مصر لشعب مصر انا شرقاوى ولن اعطى صوتى للاخوان

  2. hasbi rabi
    17/04/2012 at 15:38

    عملنا ثوره ومعملناش ثوره ف حاجات كتيره متغيرتش ليه كدا هنفضل ف الجهل والظلمه دى لامتى
    مش مجرد اننا عملنا ثوره هنقوم ف يوم وليله نلاقى كل حاجه اتغيرت ياريت نفوق من الى احنا فيه ونغير نفسنا بنفسنا علشان نلاقى بجد تغير وبقينا للاحسن وحالنا انصلح وبلادنا ف تقدم
    ويارب اصلح احوالنا واحوال المسلمين ف كل البلاد وانصرنا واهدينا

اترك تعليقاًً على هذا الرأي