السيد نعيم

انتخابات الرئاسة

اتركونا نختار رئيس مصر

وكأنه لم تكن هناك ثورة شعبية شارك فيها رجل الشارع وكل أطياف المجتمع في مصر ضد الظلم والقهر والاستبداد والوصاية وحققت الثورة نجاحا مبهرا أثار إعجاب العالم عندما أطاح الشعب برأس النظام ورجاله.
عادت الأغلبية الجديدة في البرلمان يتعاملون معنا وكأننا أطفال صغار لا نملك من أمرنا شيئا ونريد من يأخذ بأيدينا ليقودنا إلي الطريق.. فرضت علينا الوصاية وهي الآن تحدد لنا من نختار ومن لا نختار رئيسا لمصر “بلدنا” في صندوق الانتخابات الرئاسية.
الحزب الوطني “المنحل” كان هو الذي يختار وهو الذي يضع أصوات الناس الانتخابية في الصندوق بدلا منهم.. فكان هذا الأمر يشكل نوعا من الاسترخاء للناس فهم يدلون بأصواتهم دون مجهود يذكر أو وقوف بالساعات الطويلة في طابور التصويت أمام اللجان أو دفع غرامة عدم التصويت.
لكن الإخوان ومن معهم يريدون منا ان نذهب للصناديق ونضع ما يريدون من أسماء واختيار اسم واحد ووحيد منهم ليكون رئيسا علينا ورفضوا ان يعطونا حرية الاختيار والتمييز بين الصالح والطالح حتي نشعر بالتغيير وان هناك ثورة حقيقية وديمقراطية. حقا. ما أشبه الليلة بالبارحة ولكن أسوأ.. فما ان أعلن اللواء عمر سليمان مدير المخابرات السابق ترشيحه في انتخابات الرئاسة حتي قامت دنيا الإخوان والسلفيين ولم تقعد حتي كتابة هذه السطور.
استخدموا كل الحيل والأساليب وانطلقت حناجرهم عبر الفضائيات تصرخ وتلطم الخدود محذرة من خطورة عمر سليمان وكالت له الاتهامات بدءا بالفساد ونهاية بالفلول ووجدوا ان هذه الوسيلة الإعلامية لم تفلح في إزاحته وترك الكرسي لمرشحهم خيرت الشاطر فلجأوا إلي لي الذراع وإملاء الشروط وسن القوانين من خلال أغلبيتهم في البرلمان فقاموا بتعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية وأضافوا فقرة جديدة له تطيح بسليمان ومن وراء سليمان حتي أصغر أمين للحزب الوطني في المحافظات. وجاءت الفقرة الثالثة من السيناريو الأسود ليقيموا مليونية مصطنعة في ميدان التحرير تدافع عن مصالحهم الشخصية ورغبتهم الدفينة في الاستحواذ علي كل السلطات بما فيها رئيس الجمهورية.
الغريب. اننا لم نر للتيارات الإسلامية كل هذا الحماس في إزاحة مرشحيهم من قبل حتي ان المطرب الشعبي سعد الصغير قال إنه سيرشح نفسه للرئاسة ولم نجد أي اعتراض من جانب هذه التيارات.
لكن نزول عمر سليمان حلبة المنافسة أشعل نار الخوف والفزع خاصة عندما هدد بفتح ملفات الإخوان وانهم هددوه بالقتل.
لسنا مع هذا أو ذاك لكن فقط مع حرية المواطن في اختيار مرشحه كما يشاء دون ضغوط أو تخويف أو فرض وصاية عليه.. لقد كبرنا وتجاوزنا مرحلة الطفولة والشعب المصري الآن بلغ سن الرشد يا إخوان ولم يعد يقبل سياسة الإملاءات والعبث بوعي الناس وتزييفه.
اتركوا الأمر للصندوق الانتخابي يحدد من يستحق رئاسة مصر كما تركتم من قبل في الانتخابات التشريعية وفزتم بالأغلبية ولم يعترض أحد.
كلنا في مصر نريد حرية الاختيار في الصندوق إلا انتم ومن يوالونكم اسألوا رجل الشارع البسيط سيقول نفس هذا الكلام دعونا نختار بحرية وإرادة كاملة ولا تعجبكم كثرتكم في البرلمان فهي ليست مبررا للعمل ضد إرادة الجماهير.. كونوا قدوة حسنة واستعيدوا ثقة الناس بكم ولا تفكروا إلا في المصلحة العليا للبلاد وليس مصلحتكم الشخصية لا داعي للعب بالنار لأنها ستحرق أصابعكم أيضا ولن يفلت أحد إذا ما احترق هذا البلد واختفي منه الاستقرار والهدوء.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Monday, April 16th, 2012 في 18:38

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي