محمد لاشين

انتخابات الرئاسة

هذا هو رئيس مصر

مستقبل السياسة في مصر بات متأرجحاً بين مطرقة المجلس العسكري وسندان الإخوان. واختيار الرئيس القادم صار أشبه بالألغاز التي لا يمكن فك شفراتها إلا بالرجوع لمبتكر اللغز. ولكن ليس أمامنا سوي الاجتهاد في الاختيار. ومن أروع ما قرأت عن صفات الرئيس أو الحاكم. ما كتبه عمر بن عبدالعزيز – رضي الله عنه – لما ولي الخلافة إلي الحسن البصري ليخبره عن صفة الإمام العادل فكتب إليه الحسن: “أعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل. وقصد كل جائر. وصلاح كل فاسد. وقوة كل ضعيف. نصفة كل مظلوم ومفزع كل ملهوف. والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالراعي الشفيق على إبله الرفيق بها الذي يرتاد لها أطيب المرعي ويذودها عن مراتع الهلكة. ويحميها عن السباع. ويكنها عن أذي الحر والقر.
والإمام العادل: كالأم الشفيقة البرة الرقيقة بولدها حملته كرها ووضعته كرهاً وربته طفلا. تسهر بسهره. وتسكن بسكونه. ترضعه تارة وتفطمه أخري. وتفرح بعافيته وتغم بشكايته.
والإمام العادل: وحي اليتامي وخازن المساكين. يربي صغيرهم. ويمون كبيرهم. والإمام العادل كالقلب بين الجوارح تصلح الجوارح بصلاحه. وتفسد بفساده. والإمام العادل هو القائم بين الله وبين عباده يسمع كلام الله ويسمعهم. وينظر إلي الله ويريهم. وينقاد إلي الله ويقودهم. فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملكك الله عزوجل كعبد ائتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله فبدد المال وشرد العيال. فأفقر أهله وفرق ماله.
اعلم أن الله أنزل الحدود ليزجر بها عن الخبائث والفواحش. فكيف إذا أتاها من يليها؟! وان الله أنزل القصاص حياة لعباده. فكيف إذا قتلهم من يقتص لهم؟ واذكر الموت وما بعده وقلة أشياعك عنده وأنصارك عليه. فتزود له ولما بعده من الفزع الأكبر.
واعلم أن لك منزلا غير منزلك. الذي أنت فيه. يطول فيه ثواؤك. ويفارقك أحباؤك. يسلمونك في قعره وحيداً فريداً فتزود له ما يصحبك يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه. واذكر إذا بعثر ما في القبور. وحصل ما في الصدور. فالأسرار ظاهرة. والكتاب لا يغادر كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها.
فالآن وأنت في مهل قبل حلول الأجل وانقطاع الأمل. لا تحكم في عباد الله بحكم الجاهلين. ولا تسلك بهم سبيل الظالمين ولا تسلط المستكبرين على المستضعفين. فإنهم لا يرقبون في مؤمن إلا ولاذمة. فتبوء بأوزارك. وتحمل أثقالك وأثقالا مع أثقالك.
لا يغرنك الذين يتنعمون في بؤسك. ويأكلون الطيبات في دنياهم بإذهاب طيباتك في آخرتك ولا تنظر إلي قدرتك اليوم ولكن انظر إلي قدرتك غداً وأنت مأسور في حبائل الموت. وموقوف بين يدي الله في مجمع من الملائكة والنبيين والمرسلين وقد عنت الوجوه للحي القيوم.
هذا هو الرئيس.. الذي نريده. والذي حُرمنا منه سنوات وسنوات. وآن الأوان كي نحيا حياة عزيزة. ونرتقي بأنفسنا. ونذود عن وطننا. فلا يجب أن نضيع الفرصة. والله معنا.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Saturday, April 7th, 2012 في 15:39

كلمات جريدة احداث: ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي