محمد المنياوي

انتخابات الرئاسة

غلطة الشاطر بألف

عندما أعلن الإخوان مراراً وتكراراً من قبل أنهم لن يطرحوا مرشحاً للرئاسة.. وانهم لا يسعون إليها.. لم يقبل عقلي هذا الكلام.. وحتي بعد أن انقلبوا علي د.عبدالمنعم أبوالفتوح لعزمه الترشح لم أقتنع أيضا بأن هذا سيكون موقفهم للنهاية.. مهما ساقوا من مبررات وإن كنت قد تمنيت أن يخيبوا ظني وأن يظلوا علي قناعاتهم.. وعندما كان يناقشني أحد ويقول ان الإخوان يهمهم في المقام الأول أن يسيطروا علي النقابات المهنية والمحليات والمجالس النيابية مثلا.. كنت أبادره بالرد بأن النفس البشرية بفطرتها تحب الطمع.. “وأن البحر يحب الزيادة.. وزيادة الخير خيرين”.. من منطلق إيماني العميق    لا أثق في نوايا السياسيين.. حتي المتدينين منهم.. وبالطبع الإخوان علي رأس قائمة السياسيين المتدينين.
السبت الماضي.. اجتمع مكتب الارشاد بجماعة الإخوان المسلمين وبلغ عدد الحضور 108 أعضاء.. وافق منهم علي ترشيح خيرت الشاطر للرئاسة 56 عضواً.. وعارض ذلك 52 عضواً.. والمتمعن للرقمين سيجد أن الفارق ضئيل أي ان الموافقة تمت بفارق 4 أصوات فقط.. وهذا له دلالة مهمة جدا وهي أن هناك انقساما حادا داخل الجماعة.. وتخبطا.. مما قد يؤثر بالسلب لأن الأصوات ستتفتت وبالتالي قد يخسر الإخوان المعركة الرئاسية.. بعد أن خسروا رصيداً كبيرا في الشارع مؤخرا بسبب مواقفهم الأخيرة.. وقد شاهد شاهد من أهلها وهو الدكتور كمال الهلباوي المتحدث باسم التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في الغرب سابقا والذي أكد ان التخبط في اتخاذ القرارات هو السمة السائدة لقيادات الإخوان في الفترة الأخيرة كما ان القرارات التي تم اتخاذها بعيدة عن الواقع ولا تعبر عن القاعدة الإخوانية.
لذا اعتقد ان التاريخ سيسجل بحروف من نور ان الإخوان خسروا رصيدا كبيرا بسبب عدم التزامهم بما أعلنوه.. يضاف إلي ذلك ما فقدوه من قبل بسبب دخولهم في إشكاليات أخري مثل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور.
لو أدرك الإخوان أو أي شخص في الدنيا أن مصداقيته أهم بكثير من أي مكسب معنوي أو مادي لفكر كثيرا قبل الإقدام علي أي عمل من شأنه أن يفقد الناس الثقة فيه.. ولو تصرف الإخوان من البداية بشكل منظم ومرتب.. لتغير الموقف لصالحهم شكلا وموضوعا.. لأن خيرت الشاطر واحد من أفضل الموجودين علي الساحة.. لكن غلطة الشاطر بألف.
كلمة لابد منها.
عندما يتمكن الصدأ من الانسان ويملأ العقول..
وتصاب القلوب بالعطب.. والأيدي بالخمول..
فلا تنتظروا سوي نتيجة واحدة.. وهي الأفول

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, April 3rd, 2012 في 04:07

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي