مؤمن ماجد

انتخابات الرئاسة

لا تنتظروا صلاح الدين في رئيس مصر القادم

أيها السادة… انتهي عصر الحروب الصليبية… لا تنتظروا صلاح الدين… لا تترقبوا رئيساً يصنع المعجزات… لا تتمنوا رجلاً يفتح القدس… لا تأملوا في زعيم يقود أمة ويصيغ التاريخ… القادم أتمني أن يكون طريقنا للعبور إلي المستقبل… واخشي أن يقودنا للدخول في دائرة المجهول.
من هو الرئيس القادم لمصر؟ سؤال يعكس حالة الترقب التي نعيشها في انتظار قائد يقضي علي مشاكلنا ويزيل همومنا. نبحث عن شخص وليس عن فكر… تعودنا أن تأتي إلينا الحلول ونحن جالسين علي الكنبة نشاهد التليفزيون ونتسلي باللب وننتظر الفرج… لا نعمل… لا نجتهد… لا نفكر… نعيش علي أمل أن تنفتح مغارة علي بابا أو نمتلك مصباح علاء الدين.
العمل خرافة… التخطيط فريضة غائبة… الطموح مفقود… أحلامنا تحكمها السيوف والخيول والسبايا والراقصات والغلمان… نخاف من الجن والعفاريت أكثر من خوفنا من الضمير… مسرور يترقب أمانينا… من يرفع رأسه خرج من القبيلة… صلبوه ورجموه… اختفي من الوجود.
المرشحون المحتملون يلعبون أيضاً الدور المرسوم في تغييب العقل… في بناء قصور علي الرمال… في اشعال فورة من الأحلام… أساساتها ورقية… جدرانها رملية… سقوفها نسمات خيالية.
طالبوا الرئاسة يتحدثون عن مصر العظيمة…. مصر التاريخ… مصر الامكانيات والطاقات… مصر الثروات والقوة البشرية… يعدون الفقراء بالقصور… والحفاة بالمرسيدس… والجائعون بالديوك الرومي.
يطرحون فقاقيع صابون ملونة تتحول معها مصر إلي جنة خضراء… المحاصيل تكفي وتفيض… المصانع تعمل أكثر من طاقتها… البنوك لا تتسع للمدخرات… الناس ينتحرون من الملل… المعاناة اختفت… المشاكل انتهت… تحولنا إلي كتلة من الفراء والثراء.
شعارات… شعارات… شعارات… لا برامج محددة للإصلاح… لا جداول زمنية للتنفيذ… لا خطوات واضحة للانجاز… البسطاء يصدقون… العقلاء صامتون… الإعلام يلعب دور الحاوي… المذيع هو النجم. الضيف هو السنيد… الضحية هي الوطن.
يخرج الناس من سرادقات مرشحي الرئاسة ليحجزوا مكاناً في طابور العيش… أو للبحث عن انبوبة بوتاجاز… وفي أحسن الأحوال من محطة بنزين لتموين السيارة.
عمرو موسي يراهن علي شعبولا وعلي أنه أول وزير خارجية يتلاقي مع رجل الشارع… حمدين صباحي يرتكن علي 45 عاماً من النضال أمام أنور السادات وحسني مبارك… عبدالمنعم أبو الفتوح يعتمد علي النزعة الدينية… العوا ارتكز علي الوسط… حازم أبو اسماعيل يسعي للإمامة أكثر من الرئاسة… أحمد شفيق يقامر علي البائسين… خير الله توهج كعود كبريت وليس كمصباح… أيمن نور كلاكيت ثالث مرة.
الأحزاب السياسية تلاعبهم وتلعب بهم.. وهم يلاعبونا ويلعبون بنا.. لذلك… أيها السادة انتهي عصر الحروب الصليبية.. لا تنتظروا صلاح الدين.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Sunday, February 26th, 2012 في 04:03

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي