رضا البطاوى

احداث فلسطين

لعبة الشد والإرخاء

لعبة الشد والإرخاء
تعودنا منذ زمن طويل على أن تمارس الولايات المتحدة وإسرائيل لعبة الشد والإرخاء على رأى المثل الشعبى واحد يشد والثانى يرخى فمثلا فى خطاب أوباما الأخير أرخى الحبل فطالب بإنشاء الدولة الفلسطينية على حدود ما قبل 1967 وعلى الفور قام نتنياهو بالشد برفض حكاية الحدود .
هذه اللعبة طالما مارسها الاثنان طوال العقود الماضية وكانت الولايات المتحدة دوما ترخى الحبل وتشد إسرائيل الحبل ثم تتراجع قليلا وكأنها لعبة المساومة فى البيع والشراء فالبائع يرفع السعر لأعلى درجة والمشترى قطعا ضعيف فينزل بها قليلا لأنه يحسب نفسه أنه يظلم البائع عندما ينزل بها مقدار كبير وفى كل الأحوال البائع رابح رابح .
والمشكلة فى خطاب أوباما الأخير فى المشكلة الفلسطينية هو إعلانه أنها ستكون منزوعة السلاح وهى كلمة لو قلتها لأى واحد فى الشارع عندنا لقال أهبل أم يستهبل وبالقطع فهو يستهبل أو بالتعبير السوقى سايق الهبل على الشيطنة
لا توجد دولة فى العالم منزوعة السلاح فكل الدول لديها جيش صغر أو كبر وهذا هو وجه الاستهبال وهو هبل مارسته الولايات المتحدة وإسرائيل على مصر فى معاهدة السلام حيث جعلت سيناء منزوعة السلاح لمدة 30 سنة ورغم مرور أكثر من 30 سنة على المعاهدة فما زالت سيناء منزوعة السلاح وبالقطع هى جريمة أخرى من جرائم مبارك حيث تنازل عن سيادة الدولة المصرية على جزء من أرضها .
قطعا القيادة الفلسطينية وحتى الجماعات الفلسطينية لن تقدر على رفض المقترح لعدم وجود جيش منظم عندها كما أن أسلحتها تقتصر على الرشاشات والبنادق والصواريخ الصغيرة محلية الصنع
كما أن ضعف القيادة والجماعات عسكريا يحتم عليها قبول هذا الوضع ولكن السؤال إلى متى تظل منزوعة السلاح ؟
هل سيكون هناك مدة كما حدث فى معاهدة السلام مع مصر أم تظل منزوعة السلاح للأبد ؟
وأما حكاية حدود ما قبل 1967 ورفض إسرائيل لها فقد كان هناك مقترح لتبادل بعض الأراضى بين الطرفين وهو مقترح جيد لو نظرنا بعين واقع موازين القوة المختلة لصالح إسرائيل .

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Sunday, May 22nd, 2011 في 15:00

كلمات جريدة احداث: , , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي